قد يكون الفقر مسلكًا للسرقة ، والانتقام دافع قوي تحركه قوى تقبع في جنح الظلام ، سمعنا كثيرًا عن جرائم قام بها قتلة محترفون ، حركتهم فيها دائمًا شهواتهم وطفولتهم البائسة ، التي صنعت منهم وحوشًا ، ولكن أن ينتقم شخصًا ممن هو أضعف منه ، لمجرد استعراض قوى ، فهذا أمر غاية في الألم.فان مان :
فان مان هي شابة في الثامنة والعشرين من عمرها ، تعمل بأحد الملاهي الليلة في مدينة هونك كونج ، فتاة فقيرة تعيش وحدها وتواجه صعوبات الحياة بعمل تتعرف من خلاله على الزبائن ، حيث تبدأ علاقتها بهم كتلبية لطلباتهم ، وقد تمتد العلاقة إلى أشياء آثمة ، ولكن هكذا طبيعة عملها في مكان كهذا .في إحدى الليالي تعرفت فان على أحد زبائن الملهى ، ويُدعى تشان ؛ كان عضو هام بأحد العصابات التابعة للمنظمات الخطرة ، في وقت قصر كانت فان قد استطاعت أن تجذبه إليها وامتدت العلاقة بينهما لما هو أكبر ، وفي إحدى المرات وأثناء تواجد فان بشقة تشان ، استغلت فان ذهابه في نوم عميق ، وقامت تبحث في جيوبه عما هو ثمين ، لم تكون علاقة غرامية ولكنها كانت قائمة على تبادل المنفعة ، بالفعل وجدت فان حوالي 40000دولار بمحفظة تشان ، فسرقتها وفرت هاربة.في صباح اليوم التالي اكتشف تشان الجريمة التي أقدمت عليها الفتاة ، وشعر بإهانة قوية وأنها قد صفعته بشدة ، فقرر الانتقام منها على طريقته الخاصة فهو عضو بمنظمة كبرى ، ولم يسرقه أحد أو يفكر في ذلك قبلها ، ومجرم كهذا أمام نادلة في ملهى ليلي بالطبع وضعهما غير متكافئ .فطلب منها تشان أن يسترد 26 ألف دولار بدلاً من المبلغ الذي سرقته ، وبالطبع لم تستطيع هي أن ترد مبلغًا كهذا ، فلجأ تشان للخطة البديلة ، قام تشان بمساعدة ثلاثة آخرين من أفراد المنظمة باختطاف فان ، فور عودتها من العمل بالملهى وتم نقلها إلى شقة استأجروها وجعلوا منها وكرًا لهم ، وكان على الباب علامة مميزة هي دمية القطة كيتي ، وكانت من الداخل تملأ الستائر والمفروشات وكافة أرجاء المنزل ، حتى لقبتها الصحف بجريمة الدمية كيتي .تم تكبيل يدي فان وقدميها ، وشرعوا في ضربها ضربًا مبرحًا ، حتى تُسمع صوت عظامها وهي تتكسر ، كما علقوها بالسقف وظلوا يضربونها مرارًا وتكرارًا حتى نزفت من جسدها كله ، ثم قاموا بسكب زيت مغلي إمعانًا في التنكيل بها ، ولم تشفع صرخاتها وتوسلاتها لكي يتركوها بل كانوا يزدادون غيًا في ارتكاب جريمتهم .وكان لتشان صديقة تبلغ من العمر أربعة عشر عامًا ، بالطبع فتاة في هذه السن الصغيرة يمكن توقع رقة قلبها وعطفها على فان ، إلا أنها لم تكن كذلك ، بل بالعكس لقد شاركت بشغف شديد في حفلات التعذيب التي أجروها على فان ، وظلت تضربها معهم حتى لقيت فان مصرعها عقب شهر من حفلات التعذيب عليها والتنكيل بها ، والنزيف الشديد ، لم يطرف للمجموعة جفن عقب وفاة فان ، بل قاموا بتقطيع الجثة وطهيها حتى لا تفوح رائحة العفن من الجثة !بالطبع كادت الجريمة أن تُطمس ، لولا أن صديقة تشان الصغيرة واجهت مجموعة من الكوابيس التي أرقت مضجعها ، وكانت بطلتها فان التي أرادت أن تنتقم ممن عذبوها ، فذهبت إلى الشرطة لتعترف بالجريمة التي لم يصدقها المحققون في البداية ولكنهم آثروا أن يفتشوا عن الحقيقة.بالفعل ذهب محققو الشرطة إلى الشقة المذكورة ، ولم يكن تشان بها ، وبالتفتيش ارتاب المحققون في دمية كيتي ، حيث شكوا بأنها تم إخفاء شيء ما بها ، ثم تمت حياكتها مرة أخرى ، بالفعل مع تمزيق الدمية وجدوا رأسًا بشرية بداخلها ، ثم عثروا على سن أثبت الطب الشرعي أنها لفان ، وتم ملاحقة المتهمون والقبض عليهم بواسطة صديقة تشان واعتبارها شاهدة في القضية .وتمت محاكمة المتهمون بتهم الاختطاف والتعذيب والقتل ، ولكن المحامي قد جادل بشأن الجرائم مدعيًا أن فان قد ماتت إثر تناولها جرعة مخدرة زائدة وأنها كانت مدمنة ، وبعد مداولات تم الحكم عليهم بعشرين سنة دون إطلاق سراحهم.