نشأت ناني في أسرة منغلقة إلى حد كبير ، فقد وُلدت لأب يملك مزرعة وأم ربة منزل ، وأربعة أشقاء منهم ثلاث فتيات ، أجبرهن الوالد جميعًا على العمل في المزرعة يوميًا من أجل جني المال ، ومنعهن من الخروج إلى حدود أسوار مزرعته ، فكانت ناني تعيش حياة رتيبة للغاية لا روح فيها ، وفي أحد الأيام ذهبوا جميعًا لزيارة أحد الأقارب ، وتعرضت ناني أثناء العودة إلى حادث ، حيث صدمت رأسها بالمقعد أمامها وظلت طوال حياتها ، تعاني من الاكتئاب والصداع دومًا .كبرت الفتاة وكان بالطبع لديها فراغ عاطفي كبير ، فقد منعها الوالد وأخواتها من التبرج أو مخالطة الشباب ، مما جعلها مفتقدة جدًا لتلك العواطف في مثل سنها ، وكانت مغرمة بشدة بتلك المجلات التي تقتنيها أمها حيث ركن القلوب الوحيدة .والذي كان يمثل ركنًا للتعارف بين الفتيات والشباب آنذاك ، بعد فترة استطاعت ناني أن تحصل على عمل في مصنع للكتان ، مجاور لمزرعة والدها وكان هذا العمل متنفسها الوحيد للخروج من بين أسوار المنزل ، وفي العمل تعرفت ناني إلى تشارلز الذي وقعت في غرامه منذ أول نظرة ، وكانت تظنه فارس أحلامها الذي سيحقق لها كل ما أرادت طوال السنوات المنصرمة .تم الزواج وكان بداية سلسلة البؤس في حياة ناني ، حيث كانت والدته أشد قسوة من والد ناني وتحاسبها على كل صغيرة وكبيرة ، وأحالت حياتها جحيمًا ، وظلت ناني على مدار أربعة أعوام أنجبت خلالهم بناتها الأربعة ، في خدمة الفتيات ووالدة زوجها والمنزل ، وتطور الأمر إلى شجار زوجها الدائم معها فأصبحت ناني مدمنة على الكحول ، ومدخنة شرهة .في أحد الأيام أعدت ناني الفطور وجلست مع بناتها الأربع ، وتناولت فتاتين منهما الطعام وما لثبتا أن شعرن بضيق في التنفس وظلتا تتلويان أرضًا من شدة الألم ، ولم تتحرك ناني لنجدة الصغيرتين بل ظلت تراقبهما حتى لفظتا أنفاسهما الأخيرة ، عاد تشارلز من العمل وفوجئ بما روته ناني ولم يصدق ، وظلت شكوكه تتزايد حتى توفت والدته بشكلٍ مفاجئ أيضًا عقب وفاته بناته الاثنتين مما دفعه لحمل طفلته الكبرى والفرار من المنزل خشية أن تقتله ناني ، وترك لها طفلتها الرضيعة .ما لبث تشارلز أن عاد إلى المنزل برفقة عشيقته الجديدة وطردها ، فعادت لمنزل والدها حاملة طفلتيها وعادت للعمل مرة أخرى حتى تعيلهما ، تزوجت ناني مرة أخرى عن طريق عمود القلوب الوحيدة ، فقد كان ملاذها الوحيد في ظل الفراغ العاطفي الذي استبد بها ، وسرعان ما تم اللقاء والزواج وانتقلت مع طفلتيها لتعيش مع زوجها الجديد .وما لثبت أن تبددت أحلامها مرة أخرى مع زوج سكير ولديه سجل جنائي ، وظلت برفقته 16 عامًا متصلة ، تزوجت ابنتها الكبرى وأنجبت طفلين ولد ثم فتاة ، وأثناء محاولاتها للإفاقة شاهدت ناني وهي تغرس دبوسًا برأس الوليدة ، وما لبثت الطفلة أن توفت في غضون ساعات! أثرت وفاة الطفلة على زواج ابنة ناني فتركت لزوجها المنزل وحملت طفلها وذهبت لعيش مع أمها ناني ، وبعد بضعة أشهر تعرفت إلى جندي بالبحرية الأمريكية وقدمته لوالدتها التي رفضته بشدة ، فخرجت ابنتها غاضبة وتركت الطفل لدى أمها تعتني به ، ولكن ما لبث الطفل أن لقي حتفه فجأة ، ونالت الجدة بوليصة التأمين خاصته .وعاد زوج ناني السكير من إحدى الاحتفالات وكان مخمورًا وأراد أن يعاشرها ، وعندما رفضت نظرًا لسوء مزاجها اعتدى عليها ، فقررت الانتقام بوضع سم الفئران في قنينة الخمر ، وتركته يعاني آلام الموت لعدة أيام قبل أن تفارق روحه جسده .تزوجت ناني عدة مرات متتالية بنفس الطريقة المتهورة ، وفي كل مرة كانت تبوء بالفشل ، ولكنها كانت تستفيد من وفاة الزوج بالحصول على بوليصة التأمين ، إلى أن تسمم زوجها وظهرت عليه أعراض ظن الأطباء وقتها بأنه يعاني من مرض كان منتشرًا آنذاك .ولكن عقب خروجه من المشفي عاد باليوم التالي جثة هامدة ، مما أثار ارتياب الطبيب المعالج وفحص الجثة ووجد بها كمية ضخمة من الزرنيج ، ولم يكن أمامه متهمًا سوى ناني الحنون ، تم إلقاء القبض عليها وحكم عليها بالسجن مدى الحياة ، وتوفت إثر إصابتها بسرطان الدم عن عمر يناهز الستون عامًا.