قصة جريمة بشعة حدثت قبل أكثر من مائة عام ، وقد ظلت الشرطة غير قادرة على حل لغز هذه القضية ، وقد أصبحت هذه القصة إحدى الأساطير الأمريكية ، إنها قصة الطفلة ليزي التي اتهمت بتهشيم رأس والدها وزوجته .كان أندرو بوردن قد نشأ في أسرة متواضعة ، وقد كافح من الصغر حتى أصبح من الأثرياء ، وأصبح يمتلك العديد من الشركات لتصنيع الأثاث وعدة مصانع للنسيج ، وشركة لتصنيع الصوف ، وقد بلغت ثروته عند وفاته 300000 دولار .ولدت ليزي عام 1860م في بولاية ماساتشوستس الأمريكية ، وتوفت والدة ليزي وهي في الثالثة من عمرها وتركتها هي وأختها إيما ، وسرعان ما تزوج والدها من سيدة أخرى . وبالرغم من ثراء والدها إلا أنه كان بخيل وشحيح في مجال الأعمال ، ولذلك أكتسب العديد من الأعداء ، وكانت ليزي وأختها غير راضيتين عن حياتهما في منزلهما القديم ، وقد كانتا دائمًا ما تلحان على والدهما للانتقال ، إلى أحد البيوت الحديثة في المدينة ، إلا أن الأب قد فرض بشكل قاطع.ومما زاد من غضبهما أنه قام بتسجيل المنزل بإسم زوجته ، وعلى الرغم من أنه اشترى لكل واحدة منهما منزل بنفس القيمة إلا أن ذلك لم يخفف من غضبهما ، وقد تنامى إلى سمع الفتاتين أن والدهما ينوي تغيير وصيته ، والتي كان بموجبها سيترك كل ثروته لهما ، وأنه ينوي إشراك زوجته في الميراث .قبل يومين من وقوع الجريمة أصيب الزوجان بوعكة صحية ، تشبه أعراضها النزلة المعوية ، وقال الأطباء أنها من أثر تناول طعام ملوث ، وفي نفس اليوم زارهم السيد جون موريس وهو خال الفتاتين ، ولكن بالرغم من ذلك فقد علاقتهما معه سيئة بسبب انحيازه لزوجة أبيهم ومحاولته إقناع والدهم بتسجيل المزرعة باسمها لأنها قد وعدته بتعيينه وكيلًا عليها .في يوم 4 أغسطس 1892م قام السيد بوردن ومورس بتناول الفطور الذي أعدته الخادمة المهاجرة الأيرلندية الشابة الأنسة بيرديكت يوريفان ، والتي التحقت للعمل عندهم منذ ثلاث سنوات ، وكانت تقيم معهم بغرفة صغيرة في علية المنزل ، ثم غادر السيدان المنزل للقيام ببعض الأعمال .وقد كانت الأختان إيما وليزي قد غادرتا المدينة لقضاء العطلة مع صديقاتهن ، ولكن ليزي في الليلة السابقة قد قطعت عطلتها فجأة وعادت إلى المنزل ، بعد الإفطار أمرت السيدة بوردن الخادمة بيرديكت بتنظيف النوافذ وقد بدأت الخادمة التنظيف من الخارج ، بينما انشغلت السيدة بترتيب الأسرة.وفي الساعة العاشرة عاد السيد بوردن من الخارج ، وكان نفس الوقت الذي دخلت فيه الخادمة المنزل لاستكمال التنظيف ، بينما كانت ليزي تنزل من الدور العلوي وقد قابلت والدها وأخبرته أن زوجته قد خرجت من المنزل بعد أن تلقت رسالة من إحدى صديقاتها .جلس السيد بوردن ليرتاح قليلا بحجرة الاستقبال ، بينما الخادمة قد توجهت لغرفتها لترتاح قليلا بعد أن أنهت عملها ، ولم يمض وقت طويل ففي الساعة الحادية استيقظت الخادمة على صوت الآنسة ليزي وهي تصرخ .أسرعت الخادمة بالنزول لتجد أن السيد بوردن ملقى على الأريكة ، ورأسه مهشمة وقد خرجت عينيه من محجرهما من أثر الضربة ، وسرعان ما تجمع الجيران ، وبحثوا في جميع غرف المنزل ليكتشفوا في غرفة الضيوف بالطابق الثاني جثة السيدة بوردن هي أيضًا محطمة الرأس .وسرعان ما أتت الشرطة ، لتكتشف أن السيدة بوردن قد قتلت بغتة أثناء انحنائها لترتيب الأسرة وتناثر دمها في جميع أنحاء الحجرة ، وقد تم الاعتداء عليها بفأس صغير ، وأنها قتلت أولا حوالي الساعة التاسعة والنصف ، بينما السيد بوردن فقد قتل في حوالي العشرة والنصف .وقد قامت الشرطة بتفتيش جميع غرف المنزل ، لتعثر على رأس الفأس في موقد للفحم ، بينما لم تجد مقبض الفأس لذلك لم يفد ذلك الدليل لعدم وجود بصمات ، كما أن الشرطة لم تعثر على أي ملابس ملطخة بالدماء ، ولكن بعد يومين رأى أحد الشهود ليزي تقوم بتمزيق أحد ملابس النوم وحرقها في الموقد بحجة أنها غير نافعة .بعد أسبوع من الجريمة تم القبض على ليزي ، ليتم بعد ذلك تبرئتها في محاكمة قصيرة لعدم وجود أدلة كافية ، وإلا الآن مازال لغز القضية غامض فقد مال البعض إلى أن ليزي قد ارتكبت الجريمة ، بمساعدة الخادمة في مقابل المال ولأن السيدة بوردن كانت تعاملها معاملة سيئة .بينما يرجح البعض الأخر أن مرتكب الجريمة هو إبن غير شرعي للسيد بوردن ، قد رفض الاعتراف به خوفًا من الفضيحة ، وقد تحول منزل آل بوردن إلى فندق يزوره الناس لقضاء الليل بالغرفة التي قتلت فيها السيدة بوردن .