بعض القصص أو الأحداث ، تمثل أمرًا محيرًا لمن يقرؤها ، خاصة تلك المتعلقة بجرائم القتل أو الاعتداء ، حيث يختفي القاتل دون أن يخلّف وراءه أثرًا أو دليلاً ماديًا عما اقترفه من جرم ، وهذا هو ما حدث في جريمة مقتل الطفلة الجميلة ، جونبينيت رامسي .وقعت أحداث الجريمة في عام 1996م قبل أسبوع من ليلة عيد الكريسماس ، حيث ذهب إلى منزل الطفلة جونبينيت ، السيد بيل مكرينولدز صديق والدها وقام بارتداء ثياب سانتا كلوز ، وجلس يلعب طويلاً مع أطفال الحي ، ثم ذهب إلى جونبينيت وأخبرها هامسًا بأنها سوف تتلق هدية مميزة بعد عيد الميلاد ، ومن شدة فرح جونبينيت ذهبت الطفلة إلى والدة صديقتها وأخبرتها بالرسالة التي وجدتها على بطاقة هديتها ، والتي أعطاها إياها سانتا وللأسف ، كان الموعد هو ليلة مقتلها !ملابسات وخفايا :
أثناء انشغال رجال التحقيقات في حل لغز مقتل الطفلة الجميلة جونبينيت ، وجدوا أن هناك طفلة أخرى كانت قد قتلت قبل ليلة مقتل جونبينيت بثلاثة أسابيع ، وكانت تلك الطفلة هي إبنة مدبرة منزل جونبينيت ، وقد تم إلقاء جثة الطفلة في حفرة قرب مجمع بولدر الذي تقطن فيه جونبينيت .كذلك في حفلة الكريسماس التي أقامتها عائلة رامسي ، في منزل العائلة حضر العشرات من العائلات وأبنائهم ، وذكر رجال الطوارئ بأن هناك من اتصل برقم 911 من منزل العائلة ، وأجابهم أحد أفراد الشرطة ، ولكن لم يسمعوا صوتًا من الجانب الآخر وأغلق الهاتف ، وتحرك بعدها رجال الشرطة ليصلوا إلى منزل العائلة عقب مرور سبعة دقائق ، ولكن أخبرهم الحضور أنه لا ضرورة لتواجدهم بالمنزل !عقب مقتل جونبينيت ، وبتشريح الجثة وجد الأطباء يقايا أناناس في معدة الصغيرة ، ولكن من المثير أن والدها قد أخبرهم بأنهم كانوا قد عادوا في تلك الليلة من عشاء خارج المنزل ، برفقة بعض الأصدقاء ، ونامت الصغيرة أثناء العودة ، وحملها والدها إلى الفراش بالإضافة إلى أن مائدة الأصدقاء لم تكن تحتوي على الأناناس ! فمن أين جاء هذا الطعام إلى معدة الصغيرة ؟؟ومن الأمور المدهشة أثناء التحقيقات ، شهادة الجيران لمنزل عائلة رامسي ، حيث أقر أحد الجيران بأنه قد شعر بحركة غريبة في غرفة الطهي الخاصة بعائلة رامسي ، بينما شهدن مدبرة المنزل بأنها لاحظت بأن أحد الأجنحة بالمنزل قد انطفأت أضواءه ، وهذا ليس معتادًا من تلك العائلة أبدًا ، بينما شهدت جارة أخرى بأنها كانت نائمة وتركت نافذة الغرفة ، المطلة على منزل عائلة رامسي مفتوحة ، ومنها سمعت صوت صراخ طفلة وكانت أطول صرخة سمعتها ، وأكثرها رعبًا على الإطلاق .اندهش رجال التحقيقات بأن الجيران قد شعروا بمن اقتحم المنزل ، ولم يشعر والدي الطفلة به ! ولكن عقب ذلك أقر رجال الشرطة ممن تلقوا اتصال السيدة ، باتسي رامسي حيث تم تسجيل المكالمة الهاتفية عقب مقتل الطفلة ، بأن السيدة رامسي لم تكن قد أغلقت الخط أو أنها نسيته ، ولكن سمع رجال التحقيقات صوتها تتحدث مع الوالد وجوارهما صوت الطفل ، على الرغم من أنها أخبرتهم بأن طفلها نائم في فراشه !شعر رجال التحقيقات بتستر ما على جريمة مقتل الطفلة ، وعقب مرور عشرات الأعوام أقر أحد رجال التحقيقات المتقاعدون ، بأن شقيق جونبينيت هو من قتلها ، حيث ضربها بواسطة آلة حادة على رأسها فماتت الطفلة ، وذلك بسبب أنها أكلت بعض الأناناس من الصحن الخاص به ، ولكن العائلة أرادت التستر على جريمة طفلهم .لم تكن تلك الملابسات هي الوحيدة في السر الغامض في مقتل جونبينيت ، بل كانت هناك رسالة لطلب فدية تم اكتشاف أن ورقتها قد انتزعت من دفتر الوالد ، وكتبت بأحد الأقلام من مكتبه ، كما عُثر عليها في المكتب وليس غرفة الطهي .بالإضافة إلى تذييل الرسالة بحروف S.B.T.C والتي حاول المحققون فك غموضها ، فوجدها البعض اختصارًا لجملة حفظها المسيح ، وآخرون وجدوها اختصارًا لاسم المركز ، الذي كان الوالد يرتاده قبل مجيئه إلى كولورادو ، بينما فسرها البعض بأنها كلمات متفرقة تعني أطفال تعذيب ربط خنق ، وبالفعل كانت جونبينيت قد تم تقييدها وتعذيبها قبل أن تُقتل .دائرة الاشتباه :
كان المشتبه بهم كُثر ، بخلاف العائلة نفسها ، فبعد حدوث مقتل جونبينيت ، أبلغت عائلة أخرى تسكن بالقرب من منزل عائلة رامسي ، بأن أحد الأشخاص اقتحم غرفة ابنتهم ، وقام بالتحرش جنسيًا بها ، ولكن سمعت الأم جلبة من الغرفة ولما وجدته ، هاجمته بمسحوق ما في عينيه ففر هاربًا ، وكانت تلك الفتاة صديقة لجونبينيت ، وبالإبلاغ عن مواصفات هذا المقتحم كان في العقد الثاني تقريبًا من العمر ، وله شعر أشقر .انطبقت المواصفات مع مايكل هيلجوث الذي كان يعمل بالكهرباء ، خاصة عندما أبلغ أحد الأشخاص رجال الشرطة ، بأن هيلجوث كان يتحدث قبل مقتل جونبينيت بأسبوع واحد ، أنه سوف يحصل على مبلغ مالي قيّم ، في مقابل كسر جمجمة ، وكانت جونبينيت قد كسرت جمجمتها ، مما دفع رجال التحقيقات للبحث عن مايكل ، ولكن للأسف وجد مايكل مقتولاً داخل منزله ، وعثر رجال التحقيقات عن صاعق كهربائي ، مثل الذي استخدم على جسد جونبينيت .تعدد المشتبه بهم بين مدبرة المنزل ، وبعض الموظفين الذين تم فصلهم من شركة والد جونبينيت ، بالإضافة إلى بعض الجيران والمشتبه بهم في جرائم اعتداء ، على الأطفال بوجه عام ، خلافًا لأسرة الطفلة وشقيقها أنفسهم .وفي النهاية كل من هم مشتبه بهم ، لم يتم تطابق أحماضهم النووية مع تلك التي أخذت ، من أسفل أظافر جونبينيت ومن ملابسها الداخلية ، وظلت القضية مفتوحة ومثار تحقيقات الشرطة ، حتى وقتنا هذا .