أصبح العنف هو السبيل الوحيد لبعض المراهقين الذين يحاولون كسر كل الحواجز التي بداخلهم عن طريق سفك الدماء ، ومازالت سلاسل العنف والقتل في استمرار وتكاثر ولازال نزيف الدم والألم يلطخ جدران المدارس في أمريكا ، لقد وقعت جريمة من أبشع ما يمكن أن يحدث خلال الآونة الأخيرة في إحدى مدارس ولاية تكساس .طالب يطلق النار عشوائيًا داخل المدرسة :
شهدت مدرسة “سانتا في” الثانوية بولاية تكساس حادثًا أليمًا ، حيث قام الجاني الذي يُدعى “ديمتريوس باجورتزيس” وهو طالب بالمدرسة (17 عامًا) باقتحام فصل تعليم الفنون ، ثم أطلق النار على الموجودين وقت الظهيرة ، وقد كان يرتدي معطفًا شتويًا لونه أسود وكان يحمل بندقية خرطوش .أدرك أحد المدرسين بالمدرسة ما يحدث ، فقام على الفور بإطلاق إنذار الحريق حتى يتم إخلاء المبنى من الطلاب الموجودين ، وبدأ الجميع بالإسراع إلى الخارج بعد سماع صوت الإنذار ، وقد شعر الطلاب بحالة من الرعب والهلع بعد سماع صوت إطلاق النار في المدرسة .قامت إحدى الطالبات بالاختباء في أحد الطوابق المجاورة للمبنى الذي وقع به الحادث ، ثم اتصلت بوالدتها لتخبرها ما يحدث ، بينما قال أحد الطلاب أنه استطاع الهروب من الفصل الذي حدث به الهجوم ، وقد قام الجاني بقتل ثمانية أشخاص من الطلبة واثنين من المعلمين ، بينما أصيب أكثر من عشرة آخرين في الوقت الذي كان يوجد به نحو 1400 طالب في المدرسة .اعتقال الجاني :
وصلت الشرطة بعد أن افترشت الأرض بدماء القتلى والجرحى ، وقد قام الجاني بتبادل إطلاق النار مع رجال الشرطة لمدة 15 دقيقة متواصلة ، وفي نهاية الأمر لم يجد الجاني مفر من تسليم نفسه ، فاستسلم بعد أن تخلى عن فكرة الانتحار التي كان عازمًا عليها بعد الانتهاء من مهمته البشعة ، وهو ما تبين فيما بعد عن طريق جهاز الكمبيوتر الخاص به ، حيث قد أكد على عزمه على الجريمة والانتحار بعدها .اعترف ديمتريوس بارتكابه لجريمته الشنعاء ، كما قال أنه لم يقتل مجموعة من الطلاب الذين يحبهم حتى يحكون فيما بعد قصته ، وقد أكدت الشرطة أن الجاني كان يحمل بندقية صيد من طراز ريمنغتون 870 ، كما كان بحوزته أيضًا مسدس ، وتم العثور كذلك على عبوات ناسفة داخل المدرسة و بالمنطقة المحيطة ، وقد ظهر الجاني دون أي انفعال في صباح اليوم الذي تلا جريمته .من بين القتلى :
أكدت السفارة الباكستانية في واشنطن أن هناك طالبة باكستانية من بين القتلى وتُدعى سبيكة شيخ وتبلغ من العمر 18 عامًا ، كما راحت المُدرسة شينثيا تيسدال ضحية لهذا الحادث ، وهو ما أكدته عائلتها ، على الرغم من عدم إعلان أسماء القتلى بشكل رسمي .وقفة احتجاجية :
قام المئات بالتجمع وقت الغروب في أحد المناطق الواسعة بالقرب من المدرسة التي وقع بها الحادث ، وذلك من أجل التعبير عن الحزن والأسى نتيجة هذا الحادث الذي راح ضحيته أبرياء ، وقد اعتلت أصوات النحيب والبكاء ، حيث كانت هناك حالة من الصدمة الكبيرة لوصول العنف إلى هذه البلدة الصغيرة البالغ عدد سكانها نحو 18 ألف نسمة .وقد وصفت السلطات هذا الهجوم بأنه حادث مروع ، حيث أنه دخل قائمة الحوادث الأكثر دموية في الولايات المتحدة خلال الآونة الأخيرة ، فهو أشبه بحادث باركلاند الذي وقع في فلوريدا والذي راح ضحيته 17 شخصًا ، وهكذا تستمر سلسلة الدماء وتستمر الحملات والوقفات ، ولازالت الحالة الأمنية متخبطة نتيجة تلك الحوادث الأليمة .