حينما يجتمع أصدقاء السوء فإن الأمر يبدو سيئًا ، وحينما يختلفون فإن الأمر يكون أسوأ بكثير ، وغالبًا تنتهي تلك الخلافات بجرائم ومصائب عظيمة ، وهذا ما حدث بالفعل مع ثلاثة من الشباب الذين اختلفوا مع أحدهم على قيمة مخدرات ، فقام اثنان منهم بقتل الثالث في محافظة بيش .بلاغ عن اختفاء شاب :
تقدم أحد المواطنين إلى قسم شرطة منطقة جازان للإبلاغ عن تغيب أخيه الذي يبلغ من العمر 22 عامًا عن المنزل منذ يوم واحد ، ولكنه اتهم في بلاغه أحد الأشخاص بأنه هو السبب في غياب أخيه ، حيث شعرت الأسرة بمدى القلق على الابن الغائب دون سابق إنذار .تحريات الشرطة والعثور على جثة :
بمجرد أن تلقى رجال الشرطة البلاغ ، قاموا بعمل تحريات سريعة وعمليات بحث مكثفة حتى وردت إليهم معلومات بأنه قد تم العثور على جثة موجودة في قرية أم الدفين التي تتبع محافظة بيش ، فانتقل رجال الأمن على الفور إلى تلك القرية .وصل رجال الأمن إلى الموقع الذي تم العثور فيه على جثة لأحد الشباب ، وهناك وجدوا أن هذه الجثة هي نفسها جثة الشاب الذي تم الإبلاغ عن تغيبه ، ووجدوا على الجثة آثارًا لخدوش وكدمات ، كما بدا عليها علامات اختناق حول الرقبة ، وهو ما يؤكد وجود شبهة جنائية في هذه القضية .القبض على المتهمين :
توصلت التحريات التي قامت بها الجهات المختصة إلى شابين مشتبه بهما في مقتل ذلك الشاب ، وكان أحدهما في العقد الثاني من العمر بينما كان الآخر في العقد الثالث من العمر ، وقد أكدت التحريات أن أحدهما مجهول الهوية .اعتراف وتوضيح سبب الخلاف :
بعد أن تم استجواب الشابين المشتبه بهما ، اعترفا بما فعلاه من جريمة شنعاء ، حيث قالا بأنهما كانا على خلاف مع القتيل والسبب هو الاختلاف على قيمة مخدرات ، وأكدا أنه قد حدث بينهم عراك في وقت سابق لنفس السبب .أكد الشابان المتهمان أنهما قررا التخلص من المجني عليه بعد هذا الخلاف الأخير ، مما جعلهما يخططان إلى طريقة مناسبة حتى ينتهي الأمر سريعًا ودون ترك أثر ، فقاما باستدراجه إلى مكان الحادث ثم أجهزا عليه حتى فارقت روحه الحياة ، ثم قاما بالفرار من الموقع .لم يكن المتهمان يعلمان بأن التحريات ستوقعهما في قبضة المحاكمة بمثل هذه السرعة ، وقد تم إشعار النيابة العامة داخل المنطقة حتى يتم اكتمال كافة التحقيقات من أجل كشف كل الملابسات الخاصة بهذه القضية .ردود أفعال :
كانت ردود أفعال المتابعين لهذه القضية غاضبة من كافة ما حدث في هذه الجريمة بدايةً من صداقة السوء واللجوء إلى المخدرات انتهاءًا بجريمة شنعاء ، وقد لام البعض على الأهل الذين يتركون أبنائهم فريسة للمخدرات وأصدقاء السوء .وقام البعض بتقديم لومه إلى الشباب الذين لم يتعلموا الدرس ، ولم يدركوا أن هذه المخدرات ما هي إلا وسيلة لتدمير الشباب حيث أنها تُعتبر غزو بدون سلاح ، كما أضاف المُعلق أيضًا أن هذه المخدرات يتم تصنيعها في بعض الدول العربية ، وهو ما يجعل الأمر أكثر سوءًا .وقد طالب البعض بالقصاص من هذين القاتلين ، بينما قدّم آخر دليلًا إرشاديًا ليساعد الأهل على سرعة التعرف على ابنهم إذا كان مدمنًا ، حيث أشار إلى ضرورة ملاحظة حالاتهم النفسية وتقلباتهم المزاجية وسلوكياتهم وآلامهم ، وذلك لضرورة العلاج المبكر لهذه الحالات حتى لا يسلكون الطرق الإجرامية مثلما حدث مع هذين الشابين اللذين قتلا زميلهما .