قد تتخطى بعض الجرائم حد البشاعة ؛ حيث أنها تصل إلى أبعد ما يمكن أن يتصوره الإنسان ، فحرق فتاة حية هو من أبشع ما يمكن أن يسمعه الإنسان أو يتصوره ، فما بالك إذا عرفت أنها قد حُرقت بعد أن تم اغتصابها ، إن ذلك الحادث تخطى كونه جريمة يتم معاقبة المجرم عليها ؛ بل إنها قضية رأي عام أثارت غضب المواطنين في الهند الذين خرجوا معربين عن حزنهم الشديد وأسفهم لما لاقته تلك الفتاة ولما عانت منه أسرتها .اغتصاب فتاة :
ذهب والديّ الفتاة البالغة من العمر 16 عامًا لحضور حفل زفاف ، وقد تركا ابنتهما وحدها ، وحينما عادا اكتشفا حدوث الكارثة غير المتوقعة حيث تم اغتصاب الابنة ، والكلام السائد أنه تم اختطافها من المنزل ، وقد صدر تقرير من رجال الشرطة يخبر بأن رجلان قاما باغتصاب الفتاة في غابة تقع بالقرب من قرية راجا كندوا بولاية جهارخاند الموجودة شرقي الهند .شكوى الوالدين إلى زعماء القرية :
تحظى مجالس زعماء القرى بالهند بنفوذ كبير في العديد من المناطق الريفية ، على الرغم من أنها لا تتمتع بأي صفة قانونية ، ولكنها تتولى أمر الفصل في النزاعات الدائرة بالقرى دون الحاجة إلى اللجوء إلى القضاء ومساراته التي تحتاج إلى تكاليف باهظة الثمن داخل البلاد ، وهو الأمر الذي جعل والديّ الفتاة يتوجهان إلى زعماء القرية على وجه السرعة من أجل المطالبة بمعاقبة المجرمين اللذين اغتصبا الابنة .الحكم الصادر من زعماء القرية :
قام زعماء القرية بإصدار حكمهما على المتهمين بجريمة الاغتصاب ؛ حيث حكموا عليهما بأداء تمارين للبطن بعدد مئة مرة ، كما تم إلزامهما بدفع خمسين ألف روبية وهو ما يُقدّر بمبلغ 750 دولار ، وكان ذلك هو الحكم الذي تم فرضه على المتهمين من قِبل الزعماء المسئولين.غضب المتهمين وجريمة أخرى :
لم يروق ذلك الحكم إلى المتهمين ؛ بل تخطى الأمر حد الغضب الشديد ؛ مما جعلهما يقرران الانتقام من والديّ الفتاة ، قاما المجرمين بالاعتداء بالضرب على الوالدين ببشاعة ، ولم يكتفيا بذلك الانتقام بل وصل بهما الأمر أنهما قاما بإضرام النار في الفتاة وهي على قيد الحياة .تحدث أحد الضباط من المسئولين عن تلك القضية بمركز الشرطة المحلي لوكالة الأنباء فرانس برس قائلًا أن المتهمان قد قاما بالاعتداء بمنتهى القسوة على والديّ الفتاة المغتصبة ، كما أنهما قاما باقتحام منزلهما بمساعدة مجموعة من شركائها وأشعلا النار في الفتاة وهي حية.اعتقال بعض المشتبهين :
قامت الشرطة باعتقال 14 شخصًا من أصل 18 شخصًا متهمًا في تلك القضية ، وتجري التحقيقات مع هؤلاء المشتبهين بهم فيما يتعلق بجريمتي الاغتصاب والقتل ، ويُذكر أن واحدًا من المتهمين الرئيسيين لازال هاربًا ولم يتم اعتقاله .غضب يجتاح الهند :
أثارت تلك الحادثة البشعة غضب المواطنين في الهند فخرجوا في تظاهرات سلمية يعبرون من خلالها عن حزنهم من تلك الأحداث المؤسفة ، وخاصةً وأن جرائم الاعتداء الجنسي كثيرة جدًا في الهند .هناك تقارير تؤكد بأنه قد تم الإبلاغ عن حوالي أربعين ألف جريمة اغتصاب في الهند خلال عام 2016م فقط ، وهناك ثمة اعتقاد يقول بأنه يوجد الكثير من أمثال تلك الجرائم لم يتم الإبلاغ عنها ؛ وذلك بسبب ما تحمله من وصمة عار ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالفتاة التي تتعرض للاغتصاب والاعتداء الجنسي .