جلس السيد جو جالو مع عائلته يوم 7 أبريل 1972م للاحتفال بعيد مولده في مطعم بمدينة نيويورك الصغيرة ، وبينما كانوا يأكلون سويًا هرع مجموعة من الرجال إلى الغرفة والبنادق في متناول أيديهم ، وبدأ الرجال يطلقون النار بينما وقف جالو وسحب بندقيته للرد عليهم بإطلاق النار ، واختبئ جالو خلف الطاولة لتوفير بعض الغطاء من الرصاص الذي يحلق في الهواء .عيد دموي :
وتدريجيًا بدأ يتحرك نحو الباب ولكن أصابت النيران عائلته ، وأصابته أيضًا رصاصة من تلك الرصاصات التي كانت تحلق فوق رأسه ، لكنه تمكن من الهرب والنضال في الشارع الذي انهار فيه في النهاية ، وعندما هرب المسلحون تدخلت الشرطة إلى مكان الحادث وعثرت على جالو الذي أصيب بجروح قاتلة ، وفي الجنازة أعلنت شقيقته أن بعد ثلاثة أيام سوف تصبح الشوارع حمراء بلون الدم ، وهذا بالفعل ما حدث فقد كانت على حق .حياة من القتل والفوضى :
ولد جالو لعائلة لها تاريخ إجرامي كبير ، حيث ولد في بروكلين لأب كان مهربًا وسرعان ما تبعه جالو في حياة الجريمة ، وعمل مع شركاء مافيا محليين أطلقوا عليه لقب “جو الأشقر” ، ولكن بعد إلقاء القبض عليه تم تقييمه من قبل أطباء قاموا بتشخيص حالته بمرض انفصام الشخصية ، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية حصل جالو على لقب آخر وهو” جو المجنون ”وبدأ جالو في بدايته بسرقة أدوات الموسيقى وأدوات الحلوى وإعادة بيعها ، وكان يستخدم العنف لضمان أن أي شخص في المنطقة يجب عليه أن يشتريها منه ، وفي كثير من الأحيان حينما كان يقرر أحد أصحاب الأعمال عدم رغبته في شراء ماكينة حلوى من جالو ، كان جالو يقوم بجلب سكين ووضعها في حنجرته ، حتى يغيّر الرجل رأيه .وفي نهاية المطاف اشتهر جالو وأصبح رجلًا معروفًا جدًا في الأوساط الإجرامية ، ففي عام 1958م تم استدعاؤه إلى مكتب السناتور بوبي كينيدي ، وأثناء جلسات استماع الكونغرس حول الجريمة المنظمة ، دخل ماشيًا على “سجادة جميلة” ، وأخذ يقول بعد المشي في الغرفة : “جيد إنها لعبة سخيفة “.ثم بعد ذلك انضم جو جالو إلى عائلة بروفاسي في وقت مبكر ، وهناك تم تكليفه بقتل زعيم المافيا أنستازيا من قبل رئيس الأسرة كولومبو ، وتعتبر من أكثر الأسر شهرة في المافيا ، وقد كان أنستازيا واحدًا من أكثر الرجال المرعبين في نيويورك ، وعندما كان معظم الناس يرغبون في الحفاظ على حقيقة أنهم قتلوا رئيس المافيا ، كان جالو يتفاخر في وقت لاحق علنًا بإطلاق النار على أنستازيا في كرسي الحلاقة .وتوقع جالو مكافأة كبيرة عن دوره في القتل ، ولكن عندما لم يحصل جو على المكافئة المطلوبة من رئيس العائلة ، بدأ جالو في التخطيط بهدوء لتولي الزعامة ، وعلم زعيم بروفاسي بما كان جالو يخطط له فقام بضربه ، وفي حين أن معظم الرجال العقلاء قد يغتنمون الفرصة للهرب من المدينة في مثل تلك الظروف ، إلا أن جالو رد عليه بتهور وقام باختطاف أحد أخوة بروفاسي واحتجزه رهينة ، وما أعقب ذلك كان سلسلة من جرائم القتل .ومن هنا ذهب الفصيلان إلى الحرب ، ولسوء حظ جالو تم إلقاء القبض عليه بتهمة الابتزاز ، قبل أن يتمكن من رؤية كيف تم شن تلك الحرب ، وحكم عليه بالسجن لمدة 7 إلى 14 سنة ، وفي السجن اجتاز جو جالو نوعًا من إعادة التأهيل حيث بدأ في الرسم ودراسة الأدب والفلسفة على غير العادة بالنسبة للرجل في المافيا ، وقام جالو بصداقات مع السجناء السود بينما كان بالسجن ، وقد أثبتت هذه الاتصالات في نهاية المطاف ، أنها مفيدة للعمل في الأحياء السوداء عندما يتم إطلاق سراحه .سقوط جو :
وبدأت الشائعات تدور حول أن جالو خطط أيضًا لاستخدام أصدقائه الجدد ، لإنهاء حربه ضد عائلة بروفاسي والتي أصبحت الآن تحت سيطرة عصابة جو كولومبو ، وفي يونيو 1971م ، أطلق النار على جو كولومبو من قبل مسلح يدعى أنه كان يحمل كاميرا ، وقد نجا الزعيم من إطلاق النار لكنه أصيب بالشلل لبقية حياته .ولاحظ أعضاء عصابة كولومبو أن المسلح الذي أطلق النار على زعيمهم كان أسود اللون ، فتم توجيه أصابع الاتهام بسرعة إلى جالو وبدأت مطاردته بكل مكان حتى قتلوه ، وبعد موته استمر تيار الدم ويقول عنه الكاتب ديلان : “لم أعتبره رجل عصابات قط “كنت دائمًا اعتبره نوعا من الأبطال .