تخيل أنك نائم داخل غرفتك ، وتستمتع بنومك هذا ، ولم يكن قد حدث ما يزعجك ، أو يثير قلقك قبل أن تخلد إلى النوم ، وفجأة يوقظك أفراد أسرتك ، وهم يركضون في حالة ذعر واضحة ، ويصرخون من فرط الرعب ، لتركض برفقتهم جميعًا ، من أجل الهروب معهم خارج المنزل !هذا بالضبط ما حدث لعائلة ترومب ، في يوم 29 أغسطس عام 2016م ، ولم يتم تفسير ما حدث للعائلة حتى يومنا هذا! ويعد هذا الحدث منذ ذلك اليوم ، أحد الألغاز الغامضة ، التي تمت مواجهتها في الفترة الأخيرة .بداية الحدث :
مع بداية يوم 29 أغسطس عام 2016م ، كانت العائلة المكونة من الأب مارك ترومب والبالغ من العمر 51 عامًا ، والأم جايكوبا ترومب البالغة من العمر 53 عامًا ، وأولادهم الثلاثة ريانا 29 عامًا ، وميتشل 25 عامًا ، وأيلا 22 عامًا ، هرب أفراد العائلة جميعهم من المزرعة التي يعيشون فيها ، في بلدة سيلفان باستراليا ، ووفقًا لأحاديث جيرانهم ، بدا على أفراد العائلة الرعب الشديد ، وكأن هناك شيطانًا يطاردهم ، حتى أن أحد جيرانهم سألهم عم ألمّ بهم ، ولكنهم لم يستجيبوا له ، وكأنهم لا يسمعون أي صوت حولهم .توقع بعض الجيران ، وجود شيء مريب أو وقوع حادث ما داخل المزرعة ، فتم إبلاغ رجال الشرطة ، الذين أتوا على الفور ، ولكنهم لم يجدوا أي شيء مريب داخل المزرعة ، لا يوجد بالمنزل أي أثر لمواد مخدرة ، أو كحوليات أو اقتحام بطريقة غير مشروعة ، أو حتى رسائل تهديدية! وإنما وجدوا فقط كافة متعلقات العائلة ، كل الهواتف المحمولة وبطاقات الائتمان وجوازات السفر ، إلى جانب كل شيء إلكتروني في المنزل.رحلة العائلة :
انطلقت العائلة في رحلة غريبة بعض الشيء ، عقب هذا الهروب المفاجيء ، فظلوا يقودون السيارة على مسافة 800 كم ، حتى بلدة باتهيرست ، وفي منتصف الطريق اكتشفوا أن ميتشل ابنهم ، كان لديه هاتفًا محمولاً احتياطيًا ، فأجبروه جميعًا على إلقائه على الطريق ، والتخلص منه فورًا ، وهم يصرخون بذعر شديد (سيصلون إلينا .. سيصلون إلينا) .تخلص ميتشل من هاتفه بالفعل ، ولكنه انفصل عن عائلته في باتهيرست ، بالضبط في الساعة السابعة من صباح يوم 30 أغسطس ، استقل ميتشل وسائل النقل العامة ، وعاد مرة أخرى إلى منزل العائلة بالمزرعة ! بدون أن يتفوه بكلمة واحدة ، وعندما سألته الشرطة ، أجاب بأنه لم يكن هناك شيئًا قويًا ، يدعوهم للفرار من المنزل ، ولهذا لم يتم اقتفاء أثر العائلة بعد ذلك .استكملت العائلة رحلتها دون ميتشل ، وكأنهم لم يشعروا باختفائه من بينهم ، واتجهوا بالسيارة من باتهيرست إلى منطقة كهوف داخل أحد الجبال ، تدعى جينولان ، حيث هبط الأربع أفراد من السيارة ، ودخلوا إلى الكهف ، ولم يخرج سوى الفتاتين .سرقت الفتاتان سيارة حتى بلدة جولبرن القريبة من الكهوف ، ثم هاتفوا رجال الشرطة وأبلغوا عن اختفاء الوالدين ، وبعدها مباشرة اختفت الفتاة ريانا ، وهربت الفتاة الصغرى أيلا من المكان ، وقررت العودة صوب المزرعة مثل ميتشل .في اليوم التالي ، أبلغ سائق سيارة يدعى كيث ويتكر ، أنه أثناء فتحه لسيارته لمح جسمًا غريبًا يرقد بالداخل ، على المقعد الخلفي للسيارة ، ففتح الباب ليجد فتاة شابة في حالة من الذهول والتخشب ، أعينها مفتوحة عن آخرها ، وكافة أطرافها زرقاء ، ويسيل اللعاب من فمها ، وبما أن السائق لم يكن يعرف الفتاة ، ما لفت انتباهه هو كيف دخلت إلى سيارته المغلقة!! ولكن عقب إبلاغ رجال الشرطة ، اكتشفوا أنها الفتاة الكبرى المختفية ريانا .في اليوم الرابع منذ هروب العائلة الغامض ، اقتفى رجال الشرطة أثر العائلة ، وعُثر على السيدة جايكوبا ترومب ، وهي تسير داخل بلدة تدعى ياس ، ولم تكن تدري ، لم هي في هذا المكان ، وكيف انتقلت إليه ، أو أية معلومات عن شخصها .بينما عُثر على الأب مارك ، في منطقة تقع جنوب الكهوف بحوالي 500 كم ، تدعى وانجاراتا ، ووفقًا لروايات الشهود ، قيل أن مارك توقف بسيارته في وسط الطريق ، وأضاء كشافات السيارة الأمامية ، ثم ترجل من سيارته ووقف أمام الكشافات بضع دقائق ، لينطلق بعدها صارخًا بذعر شديد ، ويختفي من المكان تمامًا !ولم يستطع رجال الشرطة أن يعثروا عليه ، سوى عقب مرور يوم كامل ، كان يسير على الطريق بغير هدى ، ولا يدري من هو ولا ما يفعل بهذا المكان .عقب الكثير من التحقيقات وتحليل المخدرات والعلاج النفسي ، لم يجد أحدهم أي أثر لمواد مخدرة بدماء أفراد العائلة ، وكانوا مجرد مزارعين ليس لهم أية عداوة مع أشخاص ، أو يمكن وجود من يتتبعهم ، ولم يتضح حتى وقتنا هذا ، ما الذي دفعهم للهروب بهذا الشكل وتلك الكيفية .في النهاية تم إطلاق سراح أفراد العائلة ، وعادوا لحياتهم بشكل طبيعي في المزرعة التي يسكنون بها ، ويتواجدون بها حتى الآن ، ولازالت قضية عائلة ترومب ، من القضايا غير المحسومة والمفتوحة حتى الآن ، ولم يستطع أحدهم حلها .