جون توماس سترافن ، أقدم سجين في تاريخ السجن البريطاني ، وهو قاتل متسلسل قام بقتل فتاتين صغيرتين عام 1951م ، ووجدته المحكمة غير مؤهل للخضوع للمحاكمة ، نتيجة اضطرابات عقلية جعلته غير قادر على التمييز ، بين ما هو صحيح وما هو خاطئ ، ولكنه هرب وخلال فترة هروبه ، قتل للمرة الثالثة وتم إلقاء القبض عليه ، وحكم عليه بالإعدام في هذه المرة .عقب فحصه تم تخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة ، وبقي سجينًا حتى وفاته عقب أكثر من 55 عامًا .نشأته :
عمل والد جون بالجيش البريطاني ، وكان لديه ثلاث أشقاء ، تم تشخيص إحداهم بأنها مصابة بالجنون ، وكان جون هو الطفل الثالث بين إخوته ، ولد جون في مخيم بوردون في هامبشاير ، حيث كان يعمل والده ، ثم عادوا إلى بريطانيا عام 1938م .في نفس العام ، تم إحالة جون إلى عيادة الأطفال ، عقب قيامه بسرقة إحدى زميلاته بالمدرسة ، وتغيبه عن الحضور ، فتم وضعه تحت المراقبة لعامين ، وقال الطبيب أن جون ، لا يستطيع التمييز ، بين السلوك الصحيح والسلوك الخاطئ .لم يكن والده يملك المال الكافي ، لذا أخذه إلى الطبيب النفسي ، وتم استخراج شهادة تفيد بإصابة جون بالعجز الذهني ، وتم إرساله إلى مدرسة للأطفال ، ممن يعانون من العجز الذهني ، وفي عام 1940م أرسله المجلس المحلي ، إلى مدرسة سانت جوزيف في سامبورن.جرائمه :
في عام 1947م أبلغت فتاة تبلغ من العمر ، 13 عامًا بأن جون قد هاجمها ووضع يده على فهما ، وسألها ماذا ستفعل لو قتلها ، وأنه قد فعلها من قبل ، بعد ذلك بست أسابيع ، تم اكتشاف خنق جون لخمس دجاجات ، تخص أحد الأشخاص ، كان جون يتشاجر بصفة دائمة مع ابنته! وبإلقاء القبض عليه ، اعترف جون بارتكابه عددًا من جرائم السرقة ، وبالفحص تبين أنه مصاب بتأخر عقلي واضح .تم إيداع جون بمستعمرة هورثام المفتوحة ، لإعادة تأهيل المجرمين المضطربين عقليًا ، ولأنه كان يخضع للتحقيقات ، تم توصيفه بأنه غير خطر أو عنيف ، وكان جون حسن السلوك ، لذلك تم نقله من هورثام إلى مكان آخر أقل أمنًا ، ولكن عقب فترة من الوقت ، بدأ جون في افتعال المشاكل ، وعاد إلى السرقة مرة أخرى ، كما هرب جون وعاد إلى منزله ، واستعادته الشرطة مرة أخرى ، عقب مقاومة شديدة منه .الصحة النفسية لجون :
في عام 1951م خضع جون للفحص ، والذي تبين منه أن جون مصاب بتلف في القشرة الدماغية ، نتيجة إصابته بالتهاب في الدماغ ، عندما كان بعمر السادسة في الهند ، وعلى الرغم من هذا فقد سمح له الأطباء ، بالعودة للمنزل دون مراقبة .قتل الأطفال :
ذهب سترافين إلى السينما في يوليو من عام 1951م ، وعقب انتهاء الفيلم ، تسلل جون إلى المقاطعة المجاورة للسينما ، وهناك التقى بيرندا جودارد البالغة من العمر ، خمس أعوام وتعيش برفقة والديها ، في هذا اليوم كانت بريندا أتجمع الأزهار من الحديقة ، فعرض عليها جون أن يرشدها إلى مكان أفضل .وافقت الطفلة ، وقام جون برفعها فوق السياج ، وألقاها بقسوة على الناحية الأخرى ، لتسقط الفتاة فوق حجر ضخم ، وتفقد وعيها ونزفت حتى ماتت ، ولم يعرها جون اهتمامًا ، بل ترك الجثة وذهب عائدًا إلى منزله .لم تكن الشرطة قد اشتبهت بجون في البداية ، إلا أنه اعترف بجريمته أثناء خضوعه للتقييم ، وأقر أنه قام بذلك تكديرًا لرجال الشرطة ، الذين يكرههم منذ الصغر .عقب تلك الأحداث بشهر واحد فقط ، التقى جون بالطفلة سيسلي باتستون ، البالغة من العمر تسع أعوام ، فاقترح عليها أن تذهب معه إلى السينما ، وذهبا بالفعل واستمتعا بالفيلم ، ثم ركبا الحافلة وأخبرها أنهما عائدان إلى المنزل ، ولكنه أخذها إلى منطقة مهجورة وهناك قام بخنقها حتى الموت .في هذا الحادث كان جون قد شاهده عدد من الناس ، برفقة الفتاة منهم سائق الحافلة الذي كان جون يعمل معه ، وزوجان كانا يسكنان في المكان ، الذي قتل فيه جون الطفلة ، وكان الزوج أحد رجال الشرطة .في اليوم التالي ، وبمجرد وصول إشارة باختفاء الطفلة ، قادهم إليها رجل الشرطة ، الذي يسكن إلى جوار المنطقة ، التي وقعت فيها عملية القتل ، وتم التوصل إلى الجثة ، والإخطار بالقبض على جون.الاعتقال والإدانة :
تم إلقاء القبض على جون ، واعترف جون أثناء التحقيقات أنه قتل سيسلي فعلًا ، وقم أيضًا بقتل بريندا ، فتم حبسه احتياطيًا بعد المرور بجلسة استماع ، أخذت يومين في محكمة قاضي باث .وفي محكمة تونتون أسايز ، في 17 أكتوبر 1951م ، وقف جون للمحاكمة بتهمة القتل أمام السيد أوليفر. ومع ذلك ، فإن الشاهد الوحيد الذي تم الاستماع لشهادته في حق جون ، هو الدكتور بيتر باركس ، وهو مسئول طبي في سجن هورفيلد ، الذي شهد على التاريخ الطبي له ، وذكر بأن جون غير مؤهل للتحقيق معه .تم وضع جون في مؤسسة برودمور في بيركشاير ، وكان برودمور في الأصل ملجأً جنائياً ، ولكن بموجب قانون العدالة الجنائية لعام 1948م ، تم نقل المسؤولية عنه إلى وزارة الصحة ، وتمت إعادة تسمية أولئك الماكثون به ، إلى مرضى بدلاً من مجرمين ، وهناك داخل برودمور ، تم منح جون وظيفة منظف .هرب جون من المكان عقب فترة من الوقت ، وخرج ليرتكب جريمة قتل جديدة ، بحق طفلة ثالثة خنقها جون حتى الموت ، وتم إلقاء القبض عليه ، عقب يومين من تضييق الخناق ، حول المشفى ليخضع جون للتحقيقات ، وينال حكمًا بالإعدام ، إلا أن مسار التحقيقات عاد إلى الشهادات الطبية ، والفحص الدوري لجون منذ الصغر ، فتم تخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة ، ليعد جون بذلك أقدم سجين بريطاني .وفاته:
توفى جون في سجن فرانكلاند ، في مقاطعة دورهام في 19 نوفمبر 2007م ، عن عمر يناهز 77 عامًا .