في ليلة مظلمة من ليالي أكتوبر عام 1983م ، انتظر رجلان أبيضان خارج نادي رقص محلي بالقرب من صني سايد ، بجورجيا رجلًا أسود يدعى تيموثي كوغينز ، كان Coggins شابًا مندفعًا ومحبًا للحياة وكان محبوبًا للرقص ، ومعروفًا حتى بين النساء البيض .عندما ظهر كوغينز وفقًا لشهادة المحكمة استدرجه الرجلان إلى سيارتهما المتوقفة بالخارج ، وطعنوه أكثر من ثلاثين طعنة قبل أن يربطوه إلى مؤخرة شاحنة صغيرة ، بسلسلة قطع الأشجار ويجرونه خلفها على الإسفلت حتى توقف عن الحركة تمامًا ، بعدها قاموا بإلقاء الجثة واختفى الجناة في الليل .تقول هيذر كوغينز ابنة أخته والمتحدث الرسمي باسم العائلة: “لقد قُتل إلى حد كبير بسبب صداقته الاجتماعية مع امرأة بيضاء” ، وقد 34 عاما قبل إدانة أحد هؤلاء الرجال ، وهو فرانكلين غيبهاردت بتهمة قتل كوغينز وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بالإضافة إلى 20 سنة أخرى ، مما جعل العائلة تحقق العدالة في نهاية المطاف .تقول هيذر كوغينز أنه بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود دون يتم القبض على أحد من المشتبه فيهم ، ما زالوا يتأقلمون مع أحداث الأسابيع الماضية ويستغرقون وقتًا ليكونوا معًا كعائلة سعيدة ، وبعد تحقيق العدالة “نحن غارقون في الفرح.”وقد أُحبط التحقيق في الجريمة منذ البداية بسبب وحشيتها، فعندما مات كوغينز ، طبعت جريفن ديلي نيوز أربعة أعمدة قصيرة حول “ذكر أسود مجهول الهوية” ، وجد في حفرة معشبة في صني سايد بجورجيا ، كان الشاب يبلغ من العمر 23 أما طوله فكان 5 أقدام و7 بوصات ، وكان يميز بالوشم على يده اليسرى .وعلى الرغم من هذه الخصائص المميزة ، كان لا يمكن التعرف على كوغينز فعليًا من جروحه ، وشظيات الطعنات الدامية التي ملأت جسده ، وفي اليوم التالي بعد أن قامت السلطات بتمشيط أكوام من الأشخاص المفقودين ، حددت الصحيفة الضحية فقد عانى كوغينز من الموت بقسوة ، وأُجبرت عائلته على إقامة جنازة مغلقة .ومع ذلك فإن مسئولي الجريمة في الولاية ومكتب التحقيقات في جورجيا لم يحرزوا أي تقدم يذكر في العثور على الجاني ، ولم تؤد مسارات الإطارات في المكان إلى أي نتيجة ، كما أثبتت عدة قطع من الملابس يعتقد أنها مرتبطة بالجريمة أنها مجهولة ، ولعقود من الزمان اعتقدت أسرة كوغينز أن وفاته وخسارتها تم شطبها واعتبارها على أنها غير ذات أهمية في نظر السلطات .حيث تقول هيذر كوغينز: “لقد شعرنا نوعًا ما بأن القضية لم تكن مهمة حقاً ، ولعل هذا بسبب أنه كان مجرد رجل أسود من جزء فقير من المدينة ، قُتل ولم يكن أحد يهتم به فعلاً ” ، لكن قبل 18 شهرًا تقريبًا ، سمحت معلومات جديدة للشرطة بفتح قضية يعتقد الكثيرون أنها قد سقطت على جانب الطريق .وكان غيبهارت وهو عامل طاحونة محلية ، يقضي الوقت في سجن جورجيا بتهمة الاعتداء الجسيم ، وقالت جريدة دستور أتلانتا أن أثناء وجوده هناك هو وصهر زوجته وليام مور الابريدي الذي جعله يتباهى بزملائه السجناء ، أخذ يروي كيف قتلوا مرة رجل اسود بدم بارد .لقد كانوا فخورين بما فعلوه ، حيث قال جارد كولمان من مكتب التحقيقات الخاص في جورجيا أمام هيئة المحلفين في وقت سابق من هذا الشهر : “لقد شعروا أنهم يحمون الجنس الأبيض من السود” ، ومع مرور السنين ، سرت أسرة كوغينز أكثر من أي وقت مضى ، بسبب الحصول على العدالة لابنهم وأخيهم وعمهم .فقبل بضع سنوات كانت تتذكر هيذر كوغينز والدة عمها تيموثي كوغينز ، وهي تتحدث عن تيم ابنها وتتساءل فقط : من قتل تيم ؟ في الواقع ، كان هناك عدد قليل من الناس حول المدينة قد يكونون قد عرفوا الإجابة وراء الكواليس ، ولكن تفاخر غيبهارد أمام أولئك الذين عرفهم عما فعله ذات مرة في الماضي ، هو الذي كشف الحقيقة عندما قال لصديقة : “إذا استمررت ، فستنتهي حياتك هكذا في الخندق مثل كوغينز .وقد أوجدت مثل هذه التهديدات مناخًا من الصمت ، حيث كان الشهود مرعوبين جدًا من التقدم للشهادة بما حدث ، وقالت المدعية ماري برودر أمام هيئة المحلفين: “قال غيبهارد في دعوات السجن وفي المقابلات إنك إذا أعطيتني اسم شهود فلن يشهدوا” ، وعلى الرغم من أن الشرطة كانت تشتبه دائما في الرجلين ، إلا أن جريدة الدستور ذكرت أن روايات الشهود غير المتسقة ، وعدم وجود أدلة مادية جعلت من شبه المستحيل مقاضاتهم .فأسلحة القتل ؛ السكين وسلسلة قطع الأشجار لم يتم استردادها أبدًا ، ولكن في مارس الماضي حصلت السلطات أخيرًا على انفراج ، حينما قال أحد مدراء مقاطعة سبالدنج ، وهو داريل ديكس للصحيفة : أن القضية مليئة بالثغرات وأحييت القضية من جديد ، وفتحت الأبواب أمام سيل من الشهادات .وفي يوليو تم إبلاغ عائلة كوغينز عن تقدمهم في القضية ، ثم بعد إجراء مقابلات مع أكثر من 60 شخصًا ، ألقت الشرطة القبض على خمسة من المشتبه فيهم ، من بينهم غيبهاردت ومور في أكتوبر الماضي ، ورغم أن المزيد من المحاكمات لم يأت بعد لكن بالنسبة لعائلة كوغينز ، كان أول حكم “مذنب” هو الأكثر أهمية في السماح لهم بالبدء في التحرك .فرغم أن الأمر كان مشوبًا بالحزن إلا أن تلك اللحظة بالتأكيد هي حلوة ومرة كما تقول هيذر ؛ حلوة لأننا قد حصلنا في النهاية على حكم ، حتى تم اعتقال شخص ما فمن الأفضل أن يقضي شخص ما بقية حياته في السجن بسبب فعلته ، لكنها مريرة لأن أجدادي ليسوا هنا لرؤيتها.إنها عدالة غريبة نوعًا ما ، فكان يمكن أن تأتي قبل 34 عاما فالناس الذين اتهموا بالقيام بذلك ، كانوا قادرين على أن يعيشوا حياتهم ، وينجبوا الأطفال والأحفاد ويرون فرحة ذلك ، وهذا شيء لم يحصل تيموثي على فرصة للقيام به.وفي مشاركة عامة على Facebook ، شكرت هيذر كوغينز أولئك الذين كتبوا لهم ، أو دعوا ، أو صلوا ، أو جلسوا إلى جانب العائلة في المحكمة ، وكتبت: “على مدار الأشهر الماضية كنا نتحرك بشكل عاطفي ، ولكن على الرغم من آلامنا ، فقد تمكنا من العمل معكم كعائلة ، لأننا نعرف أن الحب سوف يمحو دائمًا الكراهية “.