أصبحت الجريمة في هذا العصر شيئًا عاديًا يعبر إلى مسامعنا كل يوم ، وكأن الأمر طبيعيًا وهو ليس كذلك ، ولكن ما حدث هو غريزة التعود على سماع مثل تلك الجرائم ، ولكن الجرائم الأبوية لها وقع خاص في القلب ، كأن يقوم الأب أو الأم بقتل الأبناء أو العكس ، وذلك لأن وضع الآباء مع الأبناء مختلف كل الاختلاف ، فهم جزء لا يتجزأ من بعضهم البعض .عجوز تقتل ابنها :
إنها امرأة أمريكية مسنة بلغت من العمر أرذله حيث وصل سنها إلى 92 عامًا ، وتُدعى “آنا ماي بليسينغ” ، وكانت تعيش مع ابنها البالغ من العمر 72 عامًا في منزل واحد يقع في ضواحي مدينة فينيكس ، وكانت حياتها تمضي معه بشكل طبيعي مع وجود بعض الخلافات التي تخللتها في أوقات متأخرة ، حتى علمت الأم بما يعزمه ابنها تجاه حياتها ، وهنا كانت الصاعقة التي أخذت معها كل ما هو جميل .علمت الأم أن ابنها ينوي على نقلها من المنزل لتعيش في بيت خاص برعاية المسنين ، وذلك لتبتعد عنه وتترك المنزل ، وحينما علمت الأم برغبة ابنها في إقصائها من المنزل ؛ شعرت بالغضب الشديد يجتاح كل تفكيرها ، فكيف يقوم بالتفكير في وضعها بدار المسنين ، إنها كانت الصدمة الكبرى بالنسبة لها .أرادت الأم الانتقام من ابنها ، ولكنه انتقام جعلها تخرج من قائمة الأمهات ، حيث أنها عزمت على قتل ابنها بكل سهولة ويسر ، فقامت بإخفاء مسدسين في الثياب التي ترتديها ، ثم قامت بمواجهة ابنها بما ينتوي فعله معها ، وهنا احتدم الأمر بين الطرفين في غرفة الابن .لم تتمالك العجوز التسعينية أعصابها كثيرًا ، بل إنها قامت بإطلاق العديد من طلقات الرصاص على ابنها ، الذي سقط قتيلًا على الفور ، وفي ذلك الوقت لم يكن الابن بمفرده في الغرفة ، بل إن رفيقته ذات 57 عامًا كانت معه وقت وقوع الجريمة الشنعاء .قامت الأم القاتلة بمحاولة قتل رفيقة ابنها هي الأخرى ، حيث قامت بتصويب مسدسيها تجاهها ، غير أن تلك السيدة تمكنت من إبعاد المسدسين عنها ، حتى نجت من القتل بأعجوبة وأنقذت نفسها بعيدًا عن شلال الدماء المنتشر بأرضية الغرفة ، حيث دماء الابن التي تمت إراقتها على يد الأم .اعتقال العجوز القاتلة :
لم يمض الكثير من الوقت حتى بلغ رجال الشرطة وقوع جريمة قتل في منزل العجوز ، وعلى الفور تم القبض عليها للاشتباه في أنها قامت بتنفيذ الجريمة ، وهناك أثناء التحقيقات لم تتمكن الأم إخفاء حقيقة جريمتها التي ارتكبتها بحق ابنها ، حيث أقدمت على الاعتراف بكل وضوح .بدت الأم حزينة لما حدث معها ، وقد أخبرت رجال الشرطة أنها كانت تعقد النية على الانتحار بعد تنفيذ جريمتها ، ولكنها لم تستطع فعل ذلك ، كما أنها أخبرتهم أنها شعرت بالألم والمرارة حينما أكد لها ابنها أنه من الصعب العيش معها ، وكانت هذه هي جريمة الابن الذي دفع ثمن جريمته بجريمة أبشع ارتكبتها الأم .بعد اعتقالها قالت أنه لابد من إنهاء حياتها بأي طريقة بسبب ما فعلته ، وكأن الندم قد شقّ طريقه إليها بعد جريمتها بقتل ابنها الذي عاشت معه مؤخرًا حياة مضطربة ، حيث أن رجال الشرطة ذهبوا إلى منزلها في وقت سابق من أجل فض شجار كان قد اندلع بينها وبين ابنها القتيل .وعلى الرغم من أن العجوز ترغب في نهاية لحياتها بعد قتل ابنها ، إلا أن بعض المسئولين في القضاء أكدوا أن هناك إمكانية للإفراج عن العجوز القاتلة بكفالة قد تصل إلى نصف مليون دولار ، وقد يكون ذلك بسبب سنها الطاعن ، وعلى كلٍ فإن تلك العجوز أصبحت في تعداد الموتى حتى وإن بقيت على قيد الحياة ، وذلك لأن ما فعلته قد أفقدها إنسانيتها وأمومتها في ذات الوقت .