جوانا بارازا قاتلة متسلسلة ، وهي مصارعة مكسيكية سابقة محترفة ، وأطلق عليها سفاحة العجائز ، وكانت قد حكم عليها بالسجن 759 عامًا ، لقتلها ما بين 42 إلى 48 امرأة مسنة .يعود تاريخ أول جريمة ارتكبتها جوانا ، إلى أواخر التسعينات ، حيث قتلت ماتافيجيتاس ، بينما الجرائم الفعلية التي تم إثباتها عليها ، كانت بداية من عام 2003م ، ويرجح أنها قتلت عددًا كبيرًا من النساء ، تجاوز عددهن تسع وأربعين قتيلة .حياة جوانا الشخصية وعائلتها :
ولدت جوانا بارازا في إبازويوكان ، وهي منطقة ريفية شمال مكسيكو سيتي ، ووالدتها هي جوستا سامبيريو ، المدمنة على الكحوليات ، والتي قيل أن جوانا قد تكون ابنة لها ، من أحد الرجال الذين ، اغتصبوها وهي تحت تأثير الكحول ، حيث أن ابنها الرابع ، كان من أحد الرجال الغرباء .كان مجموع الأطفال أربعة ، وتوفى أكبرهم متأثرًا بجروح بالغة ، على يدي شقيقته جوانا ، التي كانت تحترف رياضة المصارعة ، ولقبت باسم لاداما ديل سيلينسيو ؛ ويعني سيدة الصمت ، وبرعت في نوعية مصارعة تسمى lucha libre ، وهو أحد أشكال المصارعة المكسيكية المقنعة المحترفة .ضحايا بارازا :
كان جميع ضحايا بارازا من النساء ، اللواتي بلغن سن الستين أو أكثر ، وكثيرات منهن يعشن بمفردهن ، فكن صيد ثمين بالنسبة لبارازا ، وقد تعرضن للضرب والخنق ، قبل أن تقم الأخيرة بسرقتهن .كان المدعي العام الرئيس برناردو باتيز في مكسيكو سيتي ، قد أكد أنهم أمام قاتل ذو عقل لامع وذكي للغاية وحذر ، وأقر بأن القاتل أيضًا ، لا يقم بضربته ، سوى بعد أن ينال ثقة الضحية كاملة ، وتم الاشتباه بأن القاتل ، قد يكون مسئولا حكوميًا ، أتاح لضحاياه فرصة التسجيل في برامج الرعاية الاجتماعية .كان البحث عن بارازا معقدًا لأسباب عدة ، أولها هو تضارب الأدلة الجنائية ، التي عثر عليها في أماكن ارتكاب الجرائم ، حيث تم الافتراض بأن القاتل اثنين ، وليس واحدًا فقط ، وكانت هناك مصادفة غريبة ، أن ثلاثة من الضحايا كن تمتلكن ، نسخة من لوحة الفنان الفرنسي جان بابتيست غروزي ، المعروفة باسم الصبي ذو الصدرية الحمراء ، في القرن الثامن عشر .لم تشعر بارازا بالندم ، على تلك الجرائم التي ارتكبتها ، فهي كانت معقدة نفسية بشدة ، وكانت تجد المدخل إلى الضحايا ، من خلال كسب ثقتهم ، أنهم مثل أمها ، في حين أنها كانت تدور في ذهنها فكرة واحدة ، أنها كانت ترغب في قتلهم جميعًا ، وتخليص المجتمع منهن .لهذا ومن أجل كسب ثقتهم ، قدمت بارزا نفسها لهن ، أنها مسئولة حكومية في مجال الرعاية الاجتماعية ، مما سهل على الضباط ، مهمة البحث بين مسئولي تقديم الرعاية ، وحصر القاتل في فئة الإناث .وبالتحقيق كانت الصدمة ، في وقوع اعتداءات من جانب بارازا ، على أطفال قبل أن تقتلهم أيضًا ، وتبين من فحص الجثث أنهم قد تعرضوا أيضًا ، لسوء المعاملة .تحقيقات :
تعرضت السلطات لانتقادات شديدة من قبل وسائل الإعلام ، لرفضها التصريح بأن قاتلاً متسلسلاً ، ينطلق في أحياء مكسيكو سيتي ، وقالت بأن الأمر مجرد إثارة إعلامية ليس أكثر .ومع بدء التحقيقات ، تلقت السلطات المكسيكية إفادات شهود ، بأن القاتل كان يرتدي ملابس النساء ، من أجل الوصول إلى منازل الضحايا ، حيث شوهدت امرأة كبيرة السن ، وهي تخرج مرتدية بلوزة حمراء اللون ، وتخرج من شقة إحدى الضحايا ، وهذا ما دفع رجال الشرطة للحصول على بصمات ، أكبر عدد من السيدات المشتبه بهن ، في هذا الموضوع .في عام 2006م ، تسبب القبض على قاتل آخر ، في حدوث خلل بالقضية ، حيث ألقت الشرطة القبض على أنا ماريا دي لوس رييس ألفارو ، الذي كان يفر من منازل إحدى ضحايا سفاح القاتل ، حيث كان يعيش في حي فينوستيانو كارانزا في مكسيكو سيتي ، ولكن الفارو (82 عامًا) كان قد قُتل خنقًا بسماعة طبيب .ولدهشة العديد من المكسيكيين الذين افترضوا أن القاتل ذكرًا ، كان المشتبه بها هي ؛ جوانا بارازا البالغة من العمر 48 عامًا ، وهي مصارعة نسائية عرفت باسم السيدة الصامتة ، حيث أبلغ بمواصفاتها شهود العيان ، في عدد من جرائمها ، ووصفوا أنها ذات مظهر رجولي ، وتم البحث عن قاتل مخنث ، حتى تطابقت المواصفات مع جوانا بارازا .وقال ممثلو الادعاء في مكسيكو سيتي ، إن أدلة بصمات الأصابع ربطت بين بارازا وبين 10 جرائم قتل على الأقل، من بين ما لا يقل عن 40 جريمة قتل نُسبت إلى القاتل ، وقيل أن المصارعة بارازا ، قد اعترفت بقتل الفارو وثلاث نساء أخريات ، ولكنها نفت تورطها في جميع عمليات القتل الأخرى .المحاكمة :
تمت محاكمة بارازا في ربيع عام 2008م ، حيث زعمت النيابة أنها كانت مسئولة عن مقتل 40 شخصًا ، إلا أنها قد اعترفت بقتل الفارو فقط ، ثم أخبرت رجال التحقيقات ، بأن دافعها كان كراهية مستمرة ، تتعلق بمعاملة والدتها لها ، منذ الطفولة ، وكانت ترى في هاته النساء صورة والدتها ديامًا ، فأرادت أن تخلص المجتمع منهن !في 31 مارس من نفس العام ، أدينت بارازا بتهم تتعلق بالقتل والسرقة المشددة ، بما في ذلك 11 تهمة منفصلة بالقتل، وحكم عليها بالسجن 759 عامًا ، وفقًا لطبيعة القوانين المكسيكية ، في مثل هذه الجرائم .