عندما دخل سعيد البيت كان ثيابه ملوثة بالوحل ووجه أيضًا ، نظرت أمه إليه وقالت ماذا فعلت بنفسك هيا إلى الحمام ، وكان سعيد يكره الاستحمام كثيرًا ، ودائمًا ما كان يهرب للعب عندما يعلم أن موعد الاستحمام قد حان فهو لا يطلق الصابون لأنه يدخل عينه ويقرصه بقوة ، وكانت أمه تصبر عليه وهو يصرخ لا أريد أن أستحم .والآن عرف أنه لا خلاص من الاستحمام بعد أن لوث وجه ويديه وملابسه بالوحل ، فدخل سعيد إلى الحمام وراح يحدث نفسه لو كنت حصان صغيرًا أقفز وألعب حيث أشاء وأنام فوق الوحل وأجري بسرعة كبيرة ولا تجبرني أمي على الاستحمام وكان يدخل الصابون في عينيه ولكن لا لا أريد أن أكون حصان ، فالحصان الصغير سيكبر وسيجر عربة ويحمل الأثقال ، لقد رأيت حصان يجر عربة والرجل يعامله بقسوة شديدة ، وأنا لا أحب أن يضربني أحد .ثم قال لو كنت كلبًا صغيرًا ، لا لا لا أريد أن أكون كلبًا ، فبعض الأولاد يعذبون الكلاب الصغيرة ويشدونها من أذانها ولقد شاهدت كلبًا جائعًا يأكل من الفضلات المرمية في مجمع القمامة ، أريد أن أكون نمرًا لا لا لا أريد أن أكون نمرًا محبوس في قفص في حديقة الحيوان وقال لي أبي لقد اصطاده رجل قوي ، ووضعه في هذه الحديقة فممكن أن يُطلق علي أحد الصيادين النار فأموت ، فلا أريد أن أموت .دخلت الأم وسعيد لا يزال واقفًا يحدث نفسه وكانت قد سمعت كل ما نطق به منذ البداية ، وقالت له ألم تخلع ملابسك بعد يا حصاني الصغير ، فقال حالًا يا أمي ولكني أخاف الصابون ولأنه يدخل في عينيه ، هيا لا تخاف أغمض عينيك وتخيل نفسك حصان صغير لطيف أو جور صغير ولكن إياك أن تتخيل نفسك نمر ذو مخالب طويلة تخبئ الأوساخ تحتها وتخيف رفاقك بها فينفضوا عنك ، فخلع سعيد ملابسه وأغمض عينيه رأي نفسه حصان صغيرًا يجري بسرعة ، وبينما تضع الأم رغوة الصابون تخيل نفسه نمرًا ففتح عينيه وفهمه فدخل الصابون فيهما فضحكت الأم وبعد إزالة الصابون بالماء الفاتر هل رأيت نفسك نمرًا صمت ولم يجب .