كان هناك ذات مرة ملك وُلد يتيمًا ، وعاش حياة عسكرية محاطًا بالجنود والوزراء والحكماء ؛ والذين ساعدوه كثيرًا على أن يصبح ملكًا قويًا وحكيمًا ، ولكنه فقد أحاسيسه وعاش بلا مشاعر ؛ لذلك كان يُصيبه الملل والتعب حينما يتحدث أي شخص عن أمه بمشاعر الحب والاحترام .كان يغضب جدًا حينما يتحدث الناس عن أمهاتهم ؛ لدرجة جعلته يقرر أن يُعطيهن كل أمور السلطة ؛ حيث كان يظن إذا كانت كل الأمهات بتلك المميزات فعليهن أن يقمن بأمور الحكم حتى يرى الناس ماذا يفعلن .أصاب الناس الحزن الشديد حينما انتشر خبر قرار الملك في كل العالم ، ولكن الفكرة كانت فاشلة للغاية ؛ وأصبحت كل الأمور سيئة ؛ مما جعل الملك يستعيد السلطة بعد وقت قليل ، وحينما طلب المساعدة من الحكماء في معرفة السبب الحقيقي لفشل تلك الفكرة ؛ أخبروه أن الأمهات كانت دائمًا تعطي اهتمامًا خاصًا لمشاكل أبنائهن أكثر من مشاكل المملكة .لم تكن الأمهات لها القدرة على الذهاب مبكرًا إلى مكان عملهن ؛ وذلك لأسباب كثيرة متعلقة بأبنائهن ؛ حيث كانوا يحتاجون إلى أمهاتهم حينما يُصيبهم المرض ؛ وفي أوقات الدراسة ؛ ومئات الأشياء الأخرى ؛ مما جعل الأمهات تؤجلن الكثير من المهام الخاصة بالمملكة .حينما علم الملك بتلك الأمور المتعلقة بالأزمات ؛ أصبح في حالة غضب شديدة ، وقرر أن يقوم بنفي كل الأمهات من المملكة قائلًا : مَن تريد أن تُكمل عملها كأم ؛ فلترحل من المملكة ، حينما انتشر ذاك الخبر ؛ قامت كل الأمهات بالرحيل .بعد فترة قليلة من ذهاب الأمهات بعيدًا عن المملكة ؛ بدأ يشعر الملك بالألم والضعف ؛ وبدت كل المملكة في حالة سوء ، سأل الملك الحكماء عن سبب ذلك التدهور والسوق ؛ فأجابه الحكماء أن غياب الأمهات تسبب في مشكلة كبيرة في التغذية ؛ حيث أن الأمهات كانت مسئولة عن إعداد الطعام بالمملكة ؛ فقال الملك : أحضروا جيشًا من الطباخين .حينما حضر الطباخون ؛ ظلّت الأمور سيئة أيضًا ولم تتحسن ، ووجد الحكماء سببًا أخر لذلك التدهور ؛ وهو أن الأمهات كانت لديهن الخبرة في النظافة والحفاظ على الصحة ؛ فقال الملك على وجه السرعة : لا توجد مشكلة أحضروا جيشًا من الخدم ، ولكن مع ذلك استمر وضع المملكة سيء ، ووجد الحكماء أن السبب يعود إلى خبرة الأمهات في الأمور الطبية فيما يتعلق بالجروح أو الكدمات التي قد تُصيب أبنائهن ؛ مما جعل غيابهن يؤثر على الصحة العامة ؛ فقال الملك غاضبًا : أحضروا جيشًا من الممرضين .لم تتحسن أمور المملكة ؛ على الرغم من إحضار مئات المتخصصين في مختلف مجالات الحياة ، وذات يوم كان الملك يتجول في المملكة فوجد طفلين يتناقشان بصوت عالٍ وغضب شديد ؛ على الرغم من أنهما كانا صديقين مقربين ؛ فاقترب منهما الملك قائلًا : اهدئا يا صغيريّ ؛ يجب أن يتعامل الصديقان مع بعضهما بلطف وحب ؛ إنها المرة الأولى التي أراكما هكذا غاضبين .شعرا الصغيران بالخجل وابتعدا يتحدثان مع بعضهما ؛ فقال أحدهما للآخر : هل تعلم ما هو الحب ؟ ؛ فأجابه صديقه : نعم انه اختراع قديم لصديق جدي ؛ وسندرسه في المدرسة بعد عامين ، حينما سمع الملك حديثهم أدرك أن المملكة في خطر شديد ؛ فالأولاد لا يعرفون مُطلقًا معنى الحب والمودة ؛ ففكر في الشخص الذي يعلمهم ذلك المعنى ؛ إلا أنه لم يجد إلا الأمهات.أمر الملك بإعادة جميع الأمهات إلى المملكة ؛ وخصصّ لأجلهم راتب لكونهن أمهات عظيمات ؛ ثم قام بإلغاء صورته من فوق جميع القطع النقدية ووضع صورة أم مع ابنها ؛ وهكذا ازدهرت المملكة وأصبحت أكثر تقدمًا .القصة مترجمة عن اللغة الإسبانية
بعنوان : El castigo más tonto