قصة نبعة الماء

منذ #قصص اطفال

نبعة الماء التي تسقى الرعيان والغنم والتي تسقي جميع الحيوانات والمزروعات في القرية ، نبعة الماء التي لا أحلى ولا أصفى من ماءها ، نبعة الماء التي يأتي إليها الزوار من شتى الأماكن لتمتع بمنظرها وتذوق ماءها العذب ، فنبعة الماء تلك وجدها الناس في يوم من الأيام قبل أن تجف فتجمع الناس حولها في حزن وهم لا يدرون ماذا يفعلون .وبكى الكثير منهم ثم سألوا ورجوا الله تعالى أن يعيد لهم الماء الذين لا يستطيعون العيش بدونه ، ومرت الأيام والماء لم يعد حتى بدأ الناس يشكون من العطش وماتت حيوانات كثيرة ، ثم قرر أهل القرية أن يتركوها إلى قرية أخرى يجدون فيها الماء لهم ولدوابهم ولكن الحاجة فاطمة وحدها رفضت أن تهاجر ، وكان بيتها بعيدًا جدًا عن بيوت القرية ، وقريب جدًا من النبعة ، وقالت كيف تريدون أن أترك جارتي النبعة التي عشت معها منذ زمن .ولم أعرف جارة ولا صديقة لي غيرها ، ساعدتنى في كل شئون حياتي والآن تريدوني أن أتركها ، بل سأبقى وأساعدها إلى أن يرجع ماءها وتعود كما كانت صديقة كريمة مخلصة وفية لكل الناس ، فسخر منها الناس ولم يلتفتوا لكلامها ، وتركوها مع بعض الأطفال الذين رفضوا الهجرة مع أبائهم ، وصمموا على البقاء مع جدتهم ليساعدوا النبعة التي كانت صديقة لهم أيضًا تلاعبهم وتسليهم حتى يأتون إليها وبعضهم قالوا أنها كانت تحكي لهم الحكايات القديمة ، حين يجلسون حولها بعد أن غابت الشمس .وخلت القرية من سكانها وجلست الحاجة فاطمة قرب النبعة ، ومن حولها الأطفال يفكرون بطريقة يساعدون فيها صديقتهم النبعة ، وظلوا كذلك حتى غفوا قرب النبعة وأخذهم النوم ، وأثناء ذلك جاءهم شيخ النبعة ، وأخبرهم بسبب الجفاف ، فعرفوا أنها كانت قد مرضت وضعفت وعانت معاناة كبيرة قبل أن تجف نهائيًا .من تراكم الأشياء الغريبة التي يلقي بها الناس عليها ، وما يبقون حولها من أوساخ وبقايا المأكولات والمشروبات ، لو كانت تستطيع أن تحدثهم لو كانوا يفهون لغتها ، لرجتهم ألا يفعلون ذلك ، ولكنهم لم يفهموا واستمروا في إيذائها ، واستمر المرض في إضعافها .قال الشيخ ذلك ثم مسح دمعة خده وغادر في هدوء ، أفاق الأولاد والحاجة فاطمة في تلك اللحظة ، ونظروا جميعًا إلى الجهة التي مشا فيها الشيخ ، فلم يشاهدوا شيئًا ولكنهم قاموا على الفور ، وبدؤوا بتنظيف المكان وإزالة جميع الأشياء الضارة التي سببت الأذى لصديقتهم ثم دعتهم للاستراحة وتناول الطعام ، على أن يعدوا في اليوم التالي لمتابعة العمل .ولمح الأولاد في اليوم التالي أولى قطرات الماء لنبعة مع أول ضوء للشمس ، والتي بدأت تستعيد عافيتها وصفقوا وصاحوا معًا ، وهنئت صديقتها النبعة على الرجوع وعلى سلامتها ..

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك