قصة تغيير العالم

منذ #قصص اطفال

يُحكى أنه في مملكة بعيدة ، ومنذ فترة طويلة عاشت الناس بسعادة تحت حكم ملك طيب ، كانت المملكة فيه مزدهرة والشعب يشعر بالراحة والرضا ، فلم يكن في عهده جائع ولا محتاج ، لأن الملك دائمًا كان يفكر في شعبه ويحاول إرضاءه .وفي مرة من المرات قرر الملك أن يأخذ جولة في مملكته ويزور الأماكن التاريخية ودور العبادة البعيدة ، ولأنه كان حاكم عادل يشعر بالناس قرر السفر سيرًا على الأقدام حتى يتفاعل مع الناس ويراهم ويرونه عن قرب .حينما وصل الملك للأماكن النائية في مملكته وتحدث مع سكانها كانوا سعداء جدًا بلقائه ، وأكثر ما كان يفرحهم أن ملكهم رجلٌ يمتلك قلبًا من ذهب ، وظل الملك طوال جولته يسأل عن أحوال الرعية وما ينقصها .حتى انقضت عدة أسابيع عاد بعدهم الملك إلى قصره ، وكان سعيدًا جدًا لأنه زار العديد من مراكز الحج ورأى شعبه يعيش عيشة مزدهرة ويفخر به ، ولكن مع كل تلك السعادة كان هناك شيء واحد يؤلم الملك في رحلته تلك .فقد كان لديه ألم لا يطاق في قدميه ، لأن هذه الرحلة كانت أول رحلة له سيرًا على الأقدام لمسافة طويلة ، فشكا الملك لوزرائه أن الطرق لم تكن مريحة في السفر ، وكانت تكثر بها الحجارة الأمر الذي جعل قدمه تتأذى ويشعر بالألم .وكان الملك يشفق على شعبه من وعورة الطريق ، فطلب من بعض خدمه تغطية الطرق في البلاد كلها بالجلود ، حتى يتمكن شعبه من السير بشكل مريح ، فتفاجئ بهذا وزراء الملك لأن معنى ذلك أنه سيتم ذبح الكثير من الأبقار للحصول على كمية كبيرة من الجلد ، وهذا سيكلف المملكة مبلغًا كبيرًا من المال .فاقترح أحد الوزراء الحكماء على الملك فكرة أخرى ، يمكن أن تكون بديلًا عن فكرة تغطية الطريق بالجلود ، وهي أن يرتدي الملك في قدميه قطعة من الجلد ، تغطيها وتحفظها من وعورة الطريق .فوجئ الملك كثيرًا باقتراح الوزير الحكيم ، وأشاد بحكمته وأمر بصناعة زوج من الأحذية الجلدية لنفسه ، وعمم الأمر حتى شمل جميع مواطنيه وجعلهم يرتدون تلك الأحذية الجلدية ، والعبرة من تلك القصة هي بدلًا من محاولة تغيير العالم ، فلنحاول أولًا أن نغير أنفسنا ، لأن هذا أسهل بكثير وسيقودنا في النهاية لتغيير العالم ككل .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك