عاشت نيا البالغة من العمر ثماني سنوات مع والدها روني ، وأمها نيتا وأخاها الأكبر روهيت ، كانت الأسرة الصغيرة تعيش بسعادة في قرية جميلة محاطة بالطبيعة الخلابة ، حيث كانت تقع هذه القرية في حضن الجبل ، وتحيط بها المناظر الرائعة للجبال الثلجية البيضاء .كان منزل نيا جميل جدًا ، يحاط من الخارج بالكثير من النباتات والأشجار الخضراء ، وقد نجحت العائلة في زراعة النباتات والأشجار الموسمية ، مما جعل حياتهم محاطة تمامًا بالطبيعة والجمال الأخاذ .ورغم أنهم كانوا يعيشون حياة سعيدة جدًا ، إلا أن نيا كانت غير سعيدة فلم تكن تحب أجواء القرية ، وكانت تريد الانتقال إلى المدينة والتمتع بالحياة الصاخبة ، لطالما أرادت التسوق ، والتحرك في جميع أنحاء المدينة في أي وقت ، ومشاهدة الأفلام ، وتناول الطعام في المطاعم والمقاهي الخيالية، وغيرها من الرفاهيات التي تتيحها حياة المدن ، ولكنها لم تستطيع .ومع ذلك لم يكن هناك أي فرصة لأن تنتقل عائلة نيا إلى المدينة ، لأنها كانت مرتبطة تمام الارتباط بالقرية فكل ما تملكه كان يقترن بالقرية ، وفي يوم من الأيام شعرت نيا بالنعاس في فترة الظهيرة ، وغلبها النوم .وأثناء نومها راودها حلم غريب ، حيث أتت إليها جدتها في حلمها ، وأخبرتها أنها ستحقق لها رغبة تتمناها ، فطلبت نيا من جدتها أن تساعدها في الانتقال والتمتع بحياة المدينة ، وأخبرتها أن هذه هي رغبتها التي تتمنى أن تحققها لها جدتها من كل قلبها .فهمت الجدة رغبة نيا ، ولكنها أرادت إقناعها بأن حياة القرية الجميلة أفضل كثيرًا من حياة المدينة ، فقالت لها جدتها : يا نيا الصغيرة يا عزيزتي ، في المدينة لن يمكنك الحصول على الفواكه والخضروات الطازجة ، كما تجدينها في منزلك الآن .في المدينة لن يمكنك استنشاق الهواء النقي الموجود في قريتك ، كما أنك لن تستطيعين اللعب مع الحيوانات الأليفة ، ولن يمكنك أن تجدي في المدينة مثل هذه الأشجار الجميلة ، يا عزيزتي الصغيرة في المدينة لن تجدي السلام كما ترينه هنا ! أما زلتي تريدين أن تذهبين إلى المدينة ؟ولكن نيا لم تهتم بكل ما قالته جدتها ، وطلبت منها أن تمنحها الرغبةالتي تمنتها ، فمنحتها الجدة رغبتها ولكن بشرط أنها لن تمكث سوى 6 ساعات لقضائها في المدينة ، وبعد انقضائهم ستعود ثانية إلى القرية ، فوافقت نيا علي شرط جدتها أملًا في الذهاب للمدينة .وبالفعل بعدها وجدت نيا نفسها في المدينة مع صديقاتها يأكلون في مطعم ، وبعدها ذهبت معهم لمشاهدة فيلم ، ثم ذهبت للتسوق في مركز تجاري ضخم ، و لكن بعد وقت فهمت نيا كل شيء قالته لها جدتها عن حياة المدينة الصاخبة ، فلم تجد هناك سلام ولا هدوء .كانت حياة المدينة سريعة والازدحام غير معقول ، وهذا الأمر الذي لم تتعود عليه نيا ، ولم تستطيع التأقلم معه كما أنها لم تستطيع العثور على أي حيوان أو حتى شجرة في تلك المدينة !وهكذا أدركت نيا أن حياتها في القرية مع عائلتها ، هي أكثر من رائعة وتفوق بمرات حياة المدينة ، فعادت إلى منزلها بالقرية هي مسرورة وراضية ، وبعد قليل شعرت نيا بشقيقها روهيت ، وهو يوقظها ويدعوها لتناول الطعام.فاستيقظت نيا وأدركت أن كل ما رأته كان مجرد حلم ، ففهمت نيا كل كان بالحلم ، وأدركت أن ما لديها الآن هو أحلى وأعظم ، وأثناء تناول الطعام شاركت نيا حلمها مع عائلتها ، فأخذوا يضحكون معًا ، وبعد ذلك أصبح اهتمام نيا بالنباتات والحيوانات يزداد ، وعرفت أن الطبيعة الخلابة نعمة يفتقدها أهل المدينة .