أم هاني فلاحة بسيطة تعيش في بيت من بيوت القرية ، وكانت في كل صباح تجمع البيض وترمي الحبوب إلى الدجاجات التي كانت تسرح أمام البيت ، وكان لديها خمس دجاجات ، ولك يكن لديها ديك لكي يوقظها في الصباح الباكر ويصيح إذا جاء الثعلب مهاجمًا دجاجتها وكان أهل القرية كلما رأوها يقولون لها لماذا لا تشترين ديكًا يكون مع هذه الدجاجات ويدافع عنها .فنزلت أم هاني إلى السوق واشترت ديكًا كبيرًا جميلًا ، ولكن هذا لديك لم يفعل شيئًا بل كان يأكل وينام ، وكان الجيران عندما يرونه يمشى متكاسلًا ، يقولون هذا ديك أم هاني الذي لا يصيح ، فلماذا لا تبيعه وتستريح ، وكانت ام هاني كلما سمعت ذلك تنزعج وتغضب من كسل هذا الديك .وفي أحد الأيام جاء الرجل الذي يشتري البيض والدجاج ، فأمسكت أم هاني بالديك وقالت لا حاجة لنا بك فأنت لا تنفعنا بشيء ، وعندما استلمه الرجل منها ربط رجليه بخيط وألقى به في قفص كبير ، فحزن الديك حزنًا شديدًا لأنه لم يجد في القفص إلا الدجاجات الضعيفة ، والديك المنتوش ريشها والمكسورة ، فصاح حينئذ خافيًا حزينًا بأعلى صوته ، أخرجوني أعيدوني إلى بيت أم هاني سوف أيقظها كل صباح وأنبها إذا جاء الثعلب أعدكم ، وظل يصيح .وعندما رجعت أم هاني إلى بيتها قال لها أهل القرية لقد سمعنا الديك يصيح فلماذا لا تعيدنه مرة أخرى فقالت لأني مللت من سكونه ومن كلامكم أريد أن استريح ، ندم الديك كثيرًا على ما فعل وتمنى أن يعود لبيت أم هاني ويعمل ولكن لم ينفعه الندم ، ولما عادت أم هاني إلى القن وقفت الدجاجات الخمس بمكان مرتفع وصاحت الدجاجات بصوت عالي تحية لسيدة التي صارحت بإمكانها أن تعمل عمل الرجل ..