اتفق الصديقان الثعلب صغير الحجم والثور الكبير ذو القرنان الكبيران ، على قضاء يوم يتنزهان فيه في أنحاء الغابة الخضراء ، كان الثعلب ذكيًا مراوغًا ماكرًا وكان الثور مع ضخامته غبيًا بليدًا ، انقضى نصف اليوم واشتدت حرارة الشمس ، فشعر الصديقان بالعطش الشديد فقرا معصا البحث عن ينبوع ماء يرويان منه ظمأهما .فانطلقا يفتشان هنا وهناك حتى أتعبهم البحث وفجأة عثرا على بئرٍ قديمة وسط الغابة ، فما كان منهما لشدة عطشهما إلا أن رمى نفسهما فيها ، وراح يشربان حتى ارتويا ، ولما نال كل واحد منهم حظه من الماء نظر كل واحد منهم للأخر وقال كيف لنا أن نخرج من هنا أظن أننا عالقان ، مرت الدقائق وكل الثور فيها صامتًا بليدًا ، وكان الثعلب يفكر في وسيلة للخروج .وفجأة قال للثور أسمع يا صديقي لن نبقى هنا طوال اليوم ، لدي فكرة ستنقذنا معًا هيا قف أنت على قدميك الخلفيتين أيها الثور العظيم وأسند قدميك الأماميتين لجدار البئر ، فأصعد أنا ، وأنا خفيف ثم أعتلي قرينيك وأقفز بسرعة إلى الخارج ، ولو أصبحت خارجًا ذهبت وأحضرت بعض الأصدقاء لكي يساعدوك على الخروج من هنا .سُر الثور بكلام الثعلب وقال له إنك في غاية الذكاء لم تكن لتصدر تلك الفكرة في رأسي أبدًا ، ثم فعل كما طلب الثعلب ، وقال هيا انطلق يا صديقي الذكي هيا وساعدني بعد ذلك ، صعد الثعلب وهو يمني صديقه بالخلاص ثم صعد على قرينيه وقفز خارجًا ، ثم إنه جلس على حافة البئر وقال ضاحكًا لن تخطر هذه الفكرة في رأسك ، نعم لأنه لا رأيك لك ، فلو كان لك رأي ما رميت بنفسك في البئر منذ البداية ، قد خرجت أنا ونجوت وما عليك الآن إلا أن تنجو بنفسك وداعًا يا صديقي الكبير ، وتركه الثعلب ومضى ، ولم يسلم الثور من مكر الثعلب وخداعه .من قصص كليلية ودمنة ..