قصة الصياد وبناته الثلاث

منذ #قصص اطفال

في القرية الصغيرة الجميلة ، وهواءها العليل ونهرها المنساب ، بمياهه العذبة وأسماكه التي تمرح هنا وهناك أسفل المياه ، كان الصياد العجوز يخرج كل يوم ، برفقة إحدى بناته يعملان سويًا ، حيث يقوم هو بالصيد ويترك لابنته التي ترافقه ، مهمة وضع الأسماك بالإناء الذي يجمعونه بداخله .عاد الأب وابنته الكبرى في أحد الأيام ، عقب أن اصطاد ما استطاع من الأسماك لهذا اليوم ، وترك لزوجته الطيبة مهمة تنظيفه وإعداده من أجل الغداء ، وأثناء جلوسهم حول المائدة سألته ابنته ليلى ، وهي أصغر بناته عن كيفية قيامه باصطياد الأسماك الطيبة تلك ، فأجابها والدها بأنه فقط يضع الطُعم لها في صنارته أو شباكه ويقذفها إليهم في المياه ، وينتظر بهدوء وهو يسبح الله  .حتى تقع السمكة في شباكه أو تعلق بصنارته ، فسألته ليلى عما يدفع السمكة ، إلى الدخول في شباك الصيد ، وهي ترى أنه فخ ، فأجابها والدها أن السمكة التي تغفل عن ذكر الله ، هي التي تقع بالشباك .لفت هذا الحديث نظر ابنته الوسطى سلمى ، فسألت أبيها أتسبح الأسماك مثلنا ؟ أجابها والدها نعم يا بنيتي ، فكل مخلوقات الله تذكره وتسبح بحمده وفضله عليها ، ولكل مخلوق الكيفية التي يسبح بها ، حيث خلق الله سبحانه وتعالى ، لكل مخلوق لغته الخاصة التي يستطيع أن يتحدث بها مع بني جنسه ، ويستخدمها أيضًا بالتسبيح للمولى عزوجل  ، وحمده والثناء عليه .في اليوم التالي انطلق الوالد برفقة ابنته الصغرى ليلى ، من أجل الصيد ولكي تعاونه الصغيرة في وضع الأسماك بمكانها داخل السلة ، ظل الأب يصطاد الأسماك طوال اليوم ، ويسبح بحمد ربه طوال فترة انتظاره لاصطياد الأسماك ، ويعطي لابنته ليلى ما يصطاد ، فكانت ليلى تقوم بعمل شيء ما ، دون أن يدري أبيها ، وفي نهاية اليوم استدار الأب ليرى الكم الذي اصطاده من الأسماك ، ولكنه وجد السلة فارغة فسأل ليلى بدهشة أن ذهبت الأسماك ؟ فأجابته الصغيرة أنها كانت تقوم بحمل الأسماك ، وإلقائها بالنهر مرة أخرى .غضب الأب غضبًا شديدًا من ابنته ، وأخبرها أنها قد أفسدت ما قام به من عمل بسوء تفكيرها ، فما كان من ليلى سوى أن بكت ، وقالت له لقد تذكرت قولك بالأمس أن الأسماك التي تقع بالشباك ، وتصطادها ، تكون قد غفلت عن ذكر الله ، فعندما رأيتهم اليوم ، أردت أن أدفعها للمياه مرة أخرى حتى تذكر الله عزوجل ، احتضن الرجل ابنته بحنان وقال لها ، أن الله قد خلق لنا ما في البحر لنأكل منه لحمًا طريًا ، وليس معنى ذلك أنهم يمنعون الأسماك من التسبيح .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك