سمع الثعلب قهقهات الأرانب في حقلها وهي تقفز وتطارد بعضها بعضا فرحة هنا وهناك ، فسال لعاب الثعلب وقال لنفسه كيف الوصول إليها ما ألذ طعمها ، وفجأة قفزت في رأسه فكرة غريبة ، وسرعان من نفذه وضع على عينيه نظارة سوداء وأمسك في بيده عصا وتوجه نحو الأرانب وهو يتحسس طريقه بعصا كما يفعل الرجل الضرير .واقترب الثعلب من حقل الأرانب وكانت الأرانب تلعب لعبة الاستخفاء ، وكان الأرنب مشمش جالس وقد أسند جسمه لجزع شجرة ينظر للأرانب و هي تلعب بفرح بكل اطمئنان وحرية ، وقف أحد الأرانب على خلفيته وقال انظروا ثعلب ضرير مسكين كيف سيصل إلى بيته ، وكان الثعلب يصغي لكلامهم ويضحك في نفسه .ثم وقف الثعلب أمامهم وقال من فضلكم أيكم يساعدني على عبور الساقية ، حاول أرنب صغير أن يقترب من الثعلب ، إلا أن مشمش قفز وقال له قف مكانك ماذا تفعل بنفسك إنه ثعلب ، وتقدم مشمش نفسه لثعلب وقال إلى أين أنت تريد أن تذهب ، فقال الثعلب إلى بيتي ، فبيتي في الطرف الثاني من الحقل ، فزوجتي مريضة وقد جلبت لها الدواء هيا بسرعة أيها الأرنب الطيب ساعدني لكي أصل بسرعة فزوجتي في انتظاري .ابتسم الأرنب مشمش وقال سوف أوصلك إلى دارك ، قال الثعلب بشرط حاضر يا سيد أرنب هيا قل ما هو شرطك ، ابتسم مشمش وقال لو عرفت لون ظهري سوف أوصلك إلى بيتك يد بيد ، فقال الثعلب الأمر سهل فقال الثعلب إن لون ظهرك رمادي ورأسك أبيض ناصع كالثلج فقال مشمش أمتأكد أنت من ذلك فقال كل تأكيد أيها الأرنب الطيب الجميل ، فقهق مشمش ضاحكًا وقفز في الهواء ثم قال لأرنب الصغير ابتعدوا عن هذا المحتال فقد كشف الثعلب عن نفسه من غير أن يدري..