في زاوية حقل الجزر جلس أرنبُ شيخ وأبناءه وأحفاده يأكلون الجزر أمامه ، إنه فرح بهم وكان يرقب الطريق حذرًا ويهمس لهم الجزر يا صغار يقوي العيون ويجعل البصر حديدًا ، فيبتسم الصغار في وجه جدهم ويستمرون في قطم الجزر ، وبعد فترة قصيرة ومن بعيد سمع ، وبعد فترة قصيرة ومن بعيد سمع الجد صوتًا فانتصبت أذناه وتفتحت عيناه ، ووقف على خلفيته وراح ينظر ويتشمم الهواء ، هز الأرنب الشيخ رأسه وهمس مع نفسه بالتأكيد إنه صوت ثعلب .فقال حيلة جديدة ، وكان بالفعل هناك ثعلب يغني ويرقص في الطريق متجهًا نحو الأرانب ويقول الأرض سلام الأرض أمان فتعالوا يا حمام ، وإلينا يا دجاج واتبعونا يا أرانب لعبة نلعبها بجمال واحتفاء هيا هيا يا أحباب ، فقال أرنب صغير ما هذا الغناء يا جدي ، فقال له ثعلب قادم بحيلة جديدة ، فقد أسمع الثعلب مغنيًا أخر الزمان .ثم قال الجد هيا إلى الأوكار يا صغار وفي الحال اختفت الأرانب في أنفاقها ، وحين مر الثعلب لم يجد أحدًا فتشمم المكان وتقدم خطوة وأخذ يغني ويرقص من جديد ، ولكن فجأة توقف أمام لافتة مرسوم عليها ثعلب مسلوخ الجلد ، ومكتوب تحتها بخط عريض أحمر المدبغة تحتاج لجلود الثعالب فصرخ الثعلب رعبًا وأطلق ساقيه وضحكات الأرانب ترن في أذنيه ..من قصص كليلة ودمنة ..