قصة المؤذن والسكين

منذ #قصص اطفال

تحكي القصة الرائعة عن قيمة الشجاعة والخُلق الحسن والتسليم لقضاء الله وقدره ، والتضحية في سبيل ممارسة الشعائر الدينية من تسبيح وتهليل واستقبال كل يوم جديد بأمل وتفاؤل ، وهذا هو ما فعله الديك كوكو .كان الديك كوكو متزوجًا من الدجاجة كوكي ، وكان لهما بعض الأطفال من الكتاكيت الصغار ، كانت زوجته الدجاجة من أكثر الدجاجات التي تبيض ، لذلك لم تقرر زينب صاحبة المنزل أن تذبحها ، فكيف يمكنها أن تحصل على البيض إذا ما فرطت ، في دجاجتها كوكي البيوض ، وتلك المهارة هي ما أنقذتها من عملية الذبح دائمًا .أما الديك كوكو فقد كان ينتظر مصيره المشؤم ، كل يوم بحزن وأسى ، فقد استمع إلى نصيحة والدة زينب لها ، والتي أخبرتها بألا تذبح كوكو سوى بعد أن يؤذن ، وهنا تعلم أنه قد صار ديكًا ووجب ذبحه ، ولطالما راودت كوكو الكوابيس بأنه يُذبح وينتزع ريشه ويؤكل أيضًا ، وظل كوكو يكتم هذا العرف الذي نبت فوق رأسه .ويحاول ألا يظهر لزينب كلما أتت تطعمهم ، وحاول كثيرًا ألا يؤذن ، ويا لها من مشقة كبيرة ، فها هو يتطلع كل يوم إلى الديكة على أسطح المنازل المجاورة وهي تؤذن ، وتستقبل لفجر وملائكته وهم يسبحون جميعًا ، بحمد الله ويشكرونه ولا يتأخرون لحظة عن ذكره ، بينما هو يكتم صوته وأذانه خشية الذبح والموت يا لها من حياة بائسة .كان لديك كوكو يشعر بالإهانة ، عندما يجد أبناءه يحاولون أن يؤذنوا ، وهو يستطيع القيام بذلك ولكنه يخشى حد السكين ، وكم من مرة سمع فيها أبناء الجيران يتهامسون بشأنه ، هل تعلم أنه قد حاول أن يبيض مثل كوكي ، ولكنه لم يستطيع ذلك قط ، فهو ذكر لا يبيض ولا يمكنه ذلك ، وكانت كوكي تشعر بما يعتمل في نفسه ويشعر به من ألم ، خاصة عندما يبزغ الفجر معلنًا سطوته على الظلام ، فكان كوكو ينفش ريشه ويحاول أن يؤذن ، ولكنه يتراجع في اللحظة الأخيرة مع نظرات ، كوكي الخائفة عليه .كان أكثر شيء يؤلم كوكو هو أنه يسمع أذان الفجر ، ولا يشارك الديكة الآخرين فرحة قدومه ، ويرى الملائكة حوله في كل مكان ، ولا يستطيع أن يسبح مثلهم ، استمر كوكو في تفكيره طويلاً ، حتى حسم قراره واتخذه دون رجعه ، فهو سوف يؤذن ويعلن بزوغ الفجر ، ويسبح ربه ويهلل بحمده ، سوف يؤذن ولو كانت هي المرة الأخيرة في حياته ، قبل أن يُذبح ويؤكل ، سوف يرفع رأسه أمام أبنائه ويثبت لهم قدرته .رفع كوكو رأسه مع أذان فجر اليوم الجديد ، وانطلق يؤذن بكل ما فيه من قوة وعزم ، أذن بكل ما به من طاقة ، كانت عيناه تلمع كلما رأى الملائكة يطوفون أمامه ، فيرفع صوته أكثر بصوته القوي الذي لم ينافسه فيه ديك من قبل ، حتى أن زينب قد نهضت من فراشها بمجرد سماعه ، وقد تهلل وجهها فرحًا وقالت ، أخيرًا أيها الديك العنيد أذنت لنا والآن حان وقت ذبحك .انتظر كوكو مصيره المحتوم بالذبح ، ولكن زوج زينب نهرها وأصر على عدم ذبحها كوكو ، فهو من أيقظه بصوته الجميل من نومه  ليصلي إلى الله ، وأقسم أن صوته أحب إليه من أي صوت آخر ، هذا لأنه لم يفكر في قيمة الذبح بقدر ما كان يفكر في قيمة التسبيح ، والأذان ورفع صوته لله وحده ، ومجرد أن مُنعت وينب من ذبحه حتى أذن الديك فرحًا ، وعاد لأسرته وهو فرح وهم أيضًا فرحون بوجوده معهم .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك