قصة لمسة حنان

منذ #قصص اطفال

البيت مرتب ونظيف يتوزع في أرجائه أثاث أنيق وعادل ذو السنوات السبع يجلس منزويًا على إحدى الكنبات المواجهة لجهاز التلفاز على الطاولة أمامه مجموعة أجهزة تحكم ألي ، جهاز تحكم بالتلفاز وجهاز تحكم للمكيف وجهاز تحكم لستائر البيت وجهاز تحكم في ألعاب التلفاز ويقف في جواره مطيع فهل تعلمون من هو مطيع ، مطيع هو رجلُ أي ربورت أكثر الأجهزة طاعة وتنظيمًا اشتراه أبو عادل الذي يمضي أكثر وقته مسافرًا بسبب اتباطه بأعمال تجارية في بلده .وأم عادل هي الأخرى طبيبة مشهورة تمضي أكثر وقتها في ممارسة مهنة الطب وحضور الندوات ، قال عادل مرة لأبيه اريدك إلى جانبي لتعلمني ممارسة الألعاب الالكترونية فقال أبوه بسيطة فقال الابن اريدك إلى جانبي لاستمتع برؤيتك فقال الأب وهذه أيضًا بسيطة ، ثم قال لأمه اريدك أن تقدمي لي الطعام الشهي والحلوى فقالت الأم لك ما شئت من أطيب الطعام والشراب والحلوى ، فقال لها أريدك أن تبقي إلى جواري لتغني لي وتقصي على مسامعي حكاياتك الجميلة قبل أن أنام .فقالت الأم ولك هذا أيضًا فرح عادل كثيرًا فقد نال وعودًا بتنفيذ كل أمنياته ولكن بعد أيام قليلة رأى صندوق بني كبير يُحمل إلى داخل البيت ويُفتح فيتبدى منه رجلُ ألي له هيكل البشر يتحرك ماشيًا بخطوات منتظمة وأكثر من ذلك فقد اكتشف عادل أن هذا الرجل الآلي له قدرة على النطق والمحادثة إنما بكلمات متقطعة .قال أبو عادل وأم عادل هذا مطيع كل ما تطلبه منه يلبى يعلمك ممارسة الألعاب الالكترونية ، ويريك صور من تحب حين تريد ومبرمج بحيث يوقظك صباحًا ويمضي إلى المطبخ فيعد لك الوجبات الشهية وينظف البيت ويذكرك بمواعيد الدراسة واللعب ويعيس حرارتك كل يوم للاطمئنان على صحتك ، ويقص على مسامعك حكايات شيقة ، باختصار أنه خادمك الأمين يا ولدي .سُر عادل كثيرًا بهذا الخادم الآلي في صباح اليوم التالي سافر أبو عادل وعادت أم عادل تقضي معظم وقتها بعيدًا عن ولدها ، أخذ عادل يصدر أوامره فينفذها مطيع فورًا وأعد مطيع وجبات طعام شهية ووقف بجانب الطاولة حتى يفرغ عادل من طعامه ليعيد ترتيب الأواني ومرة دعاه عادل لكي يشاركه طعامه فرد مطيع لا شكرًا سيدي أنا أتناول كل سنة وجبة واحدة ضحك عادل لهذا الرد وهز رأسه ساخرًا ، فأي رجل يبقى دون طعام سنة كاملة وبعد مضي أيام وأسابيع بدأ الضجر يتسلل إلى نفس عادل ويحاول إجهاد مطيع بإصدار أوامر لا جدوى منها ، ومطيع ينفذ كل الأوامر ومرة أخذ عادل يركد مطيع برجله وظل مطيع جامدًا يتحمل .رن جرس الهاتف أسرع عادل لكي يرد كان على الطرف الأخر والده سأله مالي أسمع صوتك حزينًا هل يقصر مطيع في خدمتك لا أنه ينفذ كل ما أطلبه ، إذن ما الذي يحزنك فقال لا أريد مطيع أريد أبي مطيع ليس أبي ، أريده ان يقلني فقال الأب اعدك أن اختصر اسفاري وامضي بين حين وأخر وقتًا طويلًا إلى جوارك ، إلى اللقاء يا والدي .وبعدها رن جرس الهاتف أيضًا كان على الطرف الأخر أم عادل فقالت له هل تتمنى شيئًا يعجز عنه مطيع أنه مبرمج لتلبيه كافة رغباتك ، أجل يا أمي أتمنى أن أغفو يديك تداعب شعري أتمنى لمسة حنانك التي اشتقت لها كثيرًا مطيع ليس أمي اريد أمي ، ولدى الحبيب لا تحزن أعدك أن أعطيك من وقتي زمنًا أكبر امضيه إلى جوارك ،وضع سماعة الهاتف وأحس بفرح كبير لأنه نال هذه المرة وعود أكبر ، انه بلا شك يحب مطيع ولأنه يجلس منتظرًا ما عجز عن تقديمه خادمه الأمين ..

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك