قصة الكأس

منذ #قصص اطفال

استعداد واحد اثنان ثلاثة انطلاق ، كان المتسابقون العشرة يستعدون بينما كانت صيحات التلاميذ وأصواتهم وصيحاتهم تملئ فضاء ساحة المدرسة ، أسرع يا أحمد أسرع ، رامي رامي ألحق بهم ، هيا هيا رامز ، هكذا انطلق الصيحات من حناجر المشجعين الواقفين بعصبية خلف الخط الأبيض ، فالتنافس كان شديدًا بين أحمد ورامي اللذين يركضان متجاورين ولكن وقبل خط النهاية بعشرة أمتار ضاعف أحمد من سرعته ودعس على خط النهاية رافعًا يديه وابتسامة الفوز العريضة مرسومة على فمه .كانت لحظة رفعه للكأس الفضية من أسعد لحظات عمره فقد شعر بنفسه يطير عاليًا هناك حيث الطيور والغيوم وقوس قزح وكان الجميع يصفق للفائز بكل انفعال وحب ، باستثناء رامي الذي امتلأ قلبه غيظًا وحقدًا لم ينم رامي تلك الليلية فصورة الكأس الفضي اللامعة كانت ترتسم أمامه دائمًا أينما التفت وفجأة لمعت في ذهنه فكرة فما إن طلع النهار حتى فتح حصالته مُخرجًا كل ما فيها من نقود ، ثم توجه إلى متجر الأدوات الرياضية ، ووقف أمام الواجهة الزجاجية الأنيقة وراح يتفحص الأشياء المعروضة محدثًا نفسه ، كرة قدم لا أريدها ، مضرب تنس لا أحبه ، حذاء رياضي لا لا أين هنا ، ووقعت عينه على الكأس وقال تلك هي الكأس .واندفع إلى صاحب المتجر واشتري منه الكأس ثم ركض راجعًا إلى البيت وكانت أمه تغسل عندما قرع الباب بعنف فنشفت يديها ومضت مسرعة لكي تفتح فقال لها أمي باركي لي فقد فزت بالسباق ونلت الكأس فقالت الأم مباركًا يا بني ، فقالت امه ولماذا رجعت من المدرسة فقال لقد صرفني المدير وقال لي أنت بطلُ يا رامي بإمكانك أن تنصرف هذا اليوم كي تخبر والديك بالفوز فيفرحان لك .صدقت الأم كلام ابنها وأمسكت بالكأس ووضعتها على الرف جلس رامي على المقعد المقابل للصف وراح يتأمل الكأس ولكنه دُهش عندما لم يرى اللمعان ينعكس على سطحها فرك عينيه ونظر إليها من جديد لا فائدة إنها لا تلمع ، ثم دخل والده الغرفة وانتبه إلى الكأس وسأله ، رامي من أين هذه الكأس فقال أم تخبرك أمي لقد فزت بالسباق الذي شارك فيه كل تلاميذ الصف الرابع في أثناء التصفيات .فقال الأب مبارك يا بطل سوف اشتري لك بدله رياضية جديدة فرح رامي من عرض أبيه وعاد يتأمل الكأس بعد خروجه في هذه المرة لم يصدق رامي ما رآه شاحبًا وقاتمًا غضب رامي ووضع كرسي تحت الرف وأنزل الكأس وتسلل من البيت بهدوء تاركًا الباب الخارجي مفتوح ، وركض من جديد صوب متجر الألعاب وقال لو سمحت أريد أن تبدل لي هذه الكأس فقال له البائع إنها لا تلمع ، نظر صاحب المتجر إلى الكأس دهشًا وقال لكنها تلمع انظر انها تبدو كنجمة ، فقال رامي أريد واحدة غيرها ، حاضر تفضل هذه كأس غيرها وصل رامي إلى البيت لاهثًا نظر إلى أمه وكانت لا تزال منشغلة بالغسيل تنفس بارتياح وصعد الكرسي واضعًا الكأس .الآن سأستمتع برؤية الكأس اللامعة هذا ما قاله رامي لنفسه ، وهو ينزل من على الكرسي ولكن للمرة الثانية لم يلحظ أي لامعة تبدو على الكأس على العكس كانت تبدو على شكل قطعة حديد صدئه ، كاد عقل رامي يطير لماذا لا تلمع الكأس كلمعان كأس أحمد ظل هذا السؤال يرن في أذنيه ولا يعرف له جوابًا حتى فاز في الفصل الدراسي الثاني بسباق الجري عن جداره واستحقاق رافعًا أمام زملائه الكأس اللامعة ..

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك