نعلم جميعًا أن اللعب واللهو ، هو أهم سمة بالأطفال الصغار ، ولكن علينا أن نحذرهم من مخاطر اللعب ، خاصة العنيف منه والذي قد يتسبب بالأذى ، إما للطفل الذي يلهو أو من حوله ، وهناك بعض الأطفال يحبون أن يروا الآخرين ، في مآزق وشدة وهو أمر غير مستحب لم يوصينا به ديننا ، ولا يرضى عنه المجتمع من أفعال ، فيجب علينا أن نحرص على من حولنا كحرصنا على أنفسنا ، حتى يعم السلام بيننا ، ولكن هل فعل هادي مثل هذا الأمر ، وحرص على من حوله ؟هادي طفل في الثامنة من عمره ، يعرف عنه أنه صبي شقي ، يحب المغامرات واللهو جدًا ، خاصة هذا اللهو من نوع المقالب ، والذي يضع الآخرين في مآزق شتى ، لا قبل لهم وقد يمر الموقف دون خسائر ، وقد يتسبب في الأذى لغيره .وفي أحد الأيام ، وبينما كان هادي قد أنهى يومه الدراسي ، شعر ببعض الجوع فذهب إلى البقالة وابتاع لنفسه قطعة من الحلوى ، بدأ هادي في أكل حلواه ، حتى انتهى منها فقام بإلقاء المغلف الخاص بها على الأرض ، وكانت تلك من الصفات السلبية لهادي ، على الرغم من تمتعه بصفات إيجابية كثيرة ، إلا أننا لا نخلُ جميعًا من العيوب ، وللأسف لم يكن هادي يهتم بنظافة الشوارع ، ويلقي بورق الحلوى هنا وهناك ، غير مباليًا بمن حوله ، وأنهم قد يتأذون مما يفعل هو ، إما بتواجد الحشرات حول ورق الحلوى ، أو أن تنزلق قدم أحدهم بسببها ، ويتعرض للأذى وهذا هو ما حدث بالفعل .وكان الموز هو أفضل الفواكه بالنسبة لهادي ، وفي أحد الأيام ألقى هادي بقشرة موز في الطريق ، وكان لهادي جار عجوز يسير باستخدام العكاز ، وكان يحمل سلة من البيض ، وفجأة تعثر الرجل العجوز في قشرة الموز التي ألقاها هادي بإهمال شديد ، وسقط يتأوه بشدة وسقطت سلة البيض ، ووقف هادي يشاهد ما حدث ويضحك! فقد ظن أنه هكذا يلعب ويتسلى ويلهو ، ولكنه بهذه الطريقة يؤذي من حوله بشدة دون أن يدري .بالطبع لم يدرك هادي خطأه فكان لابد له من عقاب شديد ، حيث انطلق هادي إلى الشارع في اليوم التالي ، وترك قشرة موز في الطريق ، حتى يتعثر بها شخص آخر ، هنا انتبه هادي بعد لحظات على صوت بكاء شقيقته الصغيرة ، بعد أن تعثرت في قشرة الموز ، وسقطت لتنكسر هدية كانت قد أتت بها لهادي ، بمناسبة عيد مولد ، وبالطبع عندما علم هادي بذلك لام نفسه بشدة ، وشعر أن هديته انكسرت حتى يعلم أن اللهو قد يضر الآخرين ، وكان هو أول من تضرر من ذلك .