ذات مرة قام القلم بإدخال رأسه في غطائه من أجل أن ينام لبعض الوقت ، وذلك بعد أن رسم خطين على ورقة بيضاء ، حيث كان أحدهما خط مستقيم ، بينما كان الآخر خط منحني ، ولكن القلم سمع بعض الدردشات بين الخطين قبل أن يُغمض عينيه .وصلت الدردشات بين الخط المستقيم والمنحني إلى حد الصراخ ، فقام القلم بإخراج رأسه ليرى ما هو الذي يحدث بين الخطين ، حيث وجد الخط المنحني يصرخ وهو يمشي كالأفعى قائلًا : “أخرج أيها الخط المستقيم من هذه الورقة ، لأن شكلك القاسي يُذكرني بالعصا”.قام الخط المستقيم بالرد على الخط المنحني قائلًا : “أنت مخطئ أيها الخط المنحني ، حيث أنني أمثل النظام والعقل والدقة ، ولا أقوم بتمثيل القسوة والعنف” ، فصاح الخط المنحني بقوله :”اصمت ، وانظر إلىّ لتعرف من أكون ” ، ثم مضى الخط المنحني في حركته بكل ليونة .تمكن الخط المنحني من تشكيل أزهارًا وأوراقًا وحيوانات ، ثم قام بالضحك قائلًا إلى الخط المستقيم :” هل رأيت كيف أتحرك بكل رشاقة وخفة ، تفضل أنت وتحرك ، وقم بتشكيل أشكال جميلة تشبه أشكالي “.قام الخط المستقيم بالتحرك يمينًا ويسارًا ، حيث كان يروح ويجيء على سطح الورقة ، حتى قام برسم نجمة جميلة الشكل على الورقة ، ثم وقف في انتظار تعليق زميله الخط المنحني ، والذي شعر بالخجل بمجرد رؤيته لهذه النجمة ، لأنه لم يتوقع من زميله أن يرسمها .بعد شعور الخط المنحني بالخجل من نفسه ، قام بالالتفاف حول النجمة بكل خفة ورقة ، حتى تمكن من رسم هلال جميل حولها ، فقام القلم بالتصفيق للخطين حيث أنه قد شعر بالفرح قائلًا :”حان الوقت كي أنام في هدوء على ضوء النجمة والهلال”.قام القلم بإدخال رأسه مجددًا في غطائه كي ينام ، ثم راح يغط في نوم عميق ، حتى أصدر صوت شخير يسمعه كل من حوله ، مما جعل كل الخطوط الموجودة على الورقة تضحك كثيرًا ، حتى كادت أن تنزلق من فوق سطح الورقة نتيجة لكثرة الضحك.القصة من أدب الأطفال العربي
للكاتب السوري :”خير الدين عبيد”