في قديم الزمان ، لم يكن العلماء والناس يعرفون شيئا عن حجم الذرة أو تركيبها ، وكان الكثيرون من العلماء يعتقدون أن الذرة هي أصغر شيء في الوجود ، وأنها لا يمكن أن تنقسم إلى أشياء أصغر ، ولهذا أطلقوا عليها اسم : أتوم .. وهي كلمة باللغة الإغريقية (اليونانية القديمة
ومعناها : يستحيل قسمتها ، ومعناها باللغة العربية : الذرة .العصور الحديثة :
وفي العصور الحديثة ، بدأ العلماء يعرفون شيئًا عن الذرة ، وكيف أنها متناهية الصغر إلى حد مذهل ، ولكنها ليست أصغر شيء ، وأنها يمكن أن تنقسم ، وأن الإلكترونيات والبروتونات والنيترونات أصغر منها .. ومن دلائل الإعجاز العلمي في القرآن الكريم .. أنه ذكر بوضوح أن هناك أشياء أصغر من الذرة ، قبل أن يصل العلماء إلى هذه المعلومات بمئات ومئات من السنين .القرآن ليس كلام البشر :
وهذا دليل على الأدلة الكثيرة التي وصل إليها العلم الحديث ، والتي تؤكد أن هذا القرآن ليس من كلام البشر ، وأنه من عند الله ، الذي خلق العلم والعلماء ، وخلق الكون كله ، وكل شيء عنده كتاب مبين ، قال تعالى : (وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
صدق الله العظيم .المجموعة الشمسية والإعجاز الإلهي :
ومن مظاهر الإعجاز الإلهي ، في هذا الكون اللانهائي ، المجموعة الشمسية الهائلة ، فالشمس تأخذ موقعها في وسط المجموعة ، والأرض وبقية الكواكب تدور حولها في الفضاء ، ومن العجيب المدهش المعجز ، أن الذرة المتناهية الصغر ، والتي لا تراها العين ، في داخلها ما يشبه هذه المجموعة الشمسية الضخمة الهائلة !الذرة كالمجموعة الشمسية :
فالنواة في الوسط كالشمس ، والإلكترونات تدور من حولها في الفراغ ، كما تدور الكواكب حول الشمس ، فسبحان الخلاق العظيم ، هذا يحدث في كل ذرة ، والذرة صغيرة صغيرة جدا لا ترى بالعين المجردة ، وكل الأشياء حولنا مكونة من ذرات ، من ملايين من الذرات التي لا يحصيها العد .مقارنة بين سُمك الذرة وسُمك ورقة :
ولو نظرنا إلى سُمك ورقة من كتاب ، فكم نجد سُكمها ؟ أقل من 1 ملليمتر أو مثل سُمك شعرة رفيعة ، فهل تعلم أن هذا السُمك الضئيل في حوالي مليون ذرة ! وفي كل ذرة ما يشبه المجموعة الشمسية الصغيرة ، وفيها نواة ، حولها فراغ تدور فيه الإلكترونات ، وكلها في حركة دائمة مستمرة ، وبسرعة هائلة رهيبة ، على الرغم من أن الورقة تظهر أمامنا ثابتة في مكانها لا تتحرك !الإعجاز الإلهي في الخلق :
فلنا أن نتخيل سويًا ، هذا الإعجاز الإلهي في الخلق ! مليون ذرة في سمك الورقة !! إذن كم ذرة في الورقة كلها !! ملايين الملايين التي لا يمكن عدها ، وكلها كلها في داخلها حركة دائمة ، والورقة أمامنا ثابتة لا تتحرك !! فهل نستطيع أن نتخيل كم مليون مليون ذرة في الكتاب كله !وفي داخل هذه الملايين من الذرات التي لا تعد ولا تحصى حركة دائمة مستمرة ، هذا في كتاب واحد ، فماذا في ملايين الكتب ! وماذا في العمارات الكبيرة ، والجبال الضخمة ، والصحاري الواسعة ، والبحار والمحيطات الشاسعة ، إلخ إلخ ..إعجاز بلا حدود :
فلنا أن نتخيل هذا الإعجاز الإلهي ، في خلق هذا الكون الهائل اللانهائي ، هو إعجاز بلا حدود ! وإن قدرة الله العلي الكبير لا يحيط بها عقل الإنسان ، مهما سبح في الخيال ؟ وأنا الإنسان كلما إزداد علمًا ، كلما وقف مبهورًا أمام قدرة الله ، وقال : سبحان الله .. ولا إله إلا الله .. سبحان الخلاق العظيم ..؟ قال تعالى في كتابه الكريم : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ) صدق الله العظيم.