كان هناك ذات مرة ثلاث بقرات تعيشن مع بعضهن في مزرعة خضراء بالقرب من الغابة ، حيث كانت هناك البقرة البيضاء والبقرة السوداء ، بينما كانت الأخيرة ذات لون بني محمر ، وكانت تحب تلك البقرات بعضهن البعض ، حيث كانت ترعى البقرات مع بعضهن في المزرعة ، ثم تنامن بجوار بعضهن .وذات يوم قام أسد لونه بني محمر بالتنزه خارج الغابة ، فأصبح بالقرب من مزرعة الثلاث بقرات ، وكان جائع يبحث عن فريسة كي يأكلها ، وحينما رأى تلك البقرات شعر بالسعادة لوجود فريسة ، ولكنه لم يستطع مهاجمة أي بقرة منهن ، وذلك لأنهن اجتمعن باستمرار مع بعضهن ، فجلس الأسد خلف صخرة في صبر من أجل انتظار انفصال البقرات عن بعضهن البعض ، كي يتمكن من اصطياد إحداهن .وعلى الرغم من ذلك بدت البقرات في منتهى الذكاء ، حيث لم تنفصلن عن بعضهن ، لأنهن كن على دراية بأنهن إذا بقين مع بعضهن ؛ فلن يستطيع أي شيء مهاجمتهن ، وظل الأسد في مكانه لمدة يومين أو ثلاثة ، ولكن البقرات ظلت على حالها دون انفصال ، مما جعل الأسد يفقد قدرته على الصبر .فكر الأسد في خطة أخرى ليصل إلى فريسته ، فذهب إلى البقرات ثم ألقى عليهن التحية قائلًا :” كيف حالكم ؛ صديقاتي ؟ هل أنتن بخير ؟ ، لقد كنت مشغولًا الفترة السابقة ؛ لذلك لم أتمكن من زيارتكن من قبل ، لذلك قررت أن أقوم بزيارتكن اليوم” ، فقالت البقرة ذات اللون البني المائل إلى الحمرة :”سيدي ؛ تشرفنا بزيارتك إلينا وإلى مزرعتنا “.كانت البقرتان البيضاء والسوداء غاضبتين مما تفعله صديقتهما البقرة البنية ، وشعرتا بالحزن لحديثها مع الأسد ، حيث قالت إحداهما للأخرى :”لماذا تُصدق البقرة ذات اللون البني ما يقوله الأسد؟” ، بينما قالت الأخرى :”ألا تعلم أن الأسود يبحثون عن حيوانات أخرى ليكونوا فريسة لهم؟”.وبمرور الأيام أصبحت البقرة ذات اللون البني المحمر أكثر ارتباطًا بالأسد ، فقامت البقرتان البيضاء والسوداء بتقديم النصائح لها كي لا تقترب من الأسد ، ولكنها لم تستمع إليهما ، وذات يوم قال الأسد للبقرة البنية :”أنت تعلمين أن لوننا غامق ، ولكن لون البقرة البيضاء فاتح لا يشبهنا ، وتعلمين أيضًا أن اللون الفاتح هو عكس اللون الغامق ، لذلك من الجيد أن أقوم بأكل تلك البقرة البيضاء ، بحيث لا يوجد أي اختلافات بيننا لنعيشا معًا بشكل جيد”.وافقت البقرة ذات اللون البني على رغبة الأسد ، وقامت بالحديث مع البقرة السوداء حتى تُشغلها عن البيضاء حتى يستطيع الأسد أن يفترسها ، وبالفعل ظلت البقرة البيضاء وحدها حتى أكلها الأسد ، وبعد يومين أو ثلاثة شعر الأسد من جديد بالجوع ، فدعا البقرة ذات اللون البني ، والتي قالت له :”نعم يا سيدي”.قال الأسد :”إن لون جسمي مثل لون جسمك ، ولكن اللون الأسود لا يتناسب معنا ، لذلك سيكون من الجيد جدًا أن أقوم بأكل البقرة السوداء ، فوافقت البقرة ذات اللون البني على رغبة الأسد ، والذي قام بمهاجمة البقرة السوداء حتى أكلها ، وكانت البقرة ذات اللون البني تشعر بالبهجة للدرجة التي جعلتها لا تدري ماذا تفعل ، حيث قالت لنفسها :”أنا فقط من لديه لون الأسد”.مرت بضعة أيام حتى شعر الأسد بالجوع مرةً أخرى ، فقال :”أين أنت أيتها البقرة ذات اللون البني ؟” ، فذهبت البقرة هذه المرة وهي تشعر بالخوف قائلة :”نعم يا سيدي” ، فقال الأسد :”لقد جاء دورك ، أعدي نفسك ، سأقوم اليوم بأكلك” ، فشعرت البقرة بالرعب قائلة :”لماذا يا سيدي ؟ ، فأنا صديقتك ، لقد فعلت كل ما طلبته مني” ، فقال الأسد :”ليس لي أصدقاء ، فكيف يكون الأسد صديق البقرة؟!.لم يقبل الأسد توسلات البقرة البنية والتي قالت بعد أن فقدت الأمل :”يا سيد أسد ، اسمح لي أن أبكي ثلاث مرات قبل أن تأكلني ” ، فقال الأسد :”حسنًا ، سريعًا .. سريعًا” ، فصاحت البقرة البنية :” لقد أكلني الأسد يوم أن أكل البقرة البيضاء ، لقد أكلني الأسد يوم أن أكل البقرة السوداء ، لقد أكلني الأسد في اليوم الذي أصبحت فيه صديقته ” ، وبالفعل أكل الأسد البقرة البنية ثم قال :”لقد أنهيت عملي في هذه المزرعة ، ومن الأفضل أن أذهب إلى مزرعة أخرى الآن”.القصة مترجمة عن اللغة الإنجليزية
بعنوان : The Three Cows