قصة أوجست الدافئ

منذ #قصص اطفال

كان أوجست الدافئ فأرًا صغيرًا في المدينة ، عاش بسلام في منزلٍ كبيرٍ كان المنزل به كل وسائل الراحة التي كان يمكن للفأر أن يحلم بها ؛ كان هناك دائمًا ماء دافئ للاستحمام ، بالإضافة إلى الطعام الساخن ، والكثير من الملابس وأي شيء آخر كان يتمناه .وقد عاش مع أوجست فأرًا أخر له تصرفات غير مفهومة ، كان اسمه بيرسي فيرنغ وعلى الرغم من كل تلك الراحة ، كان بيرسي كل يوم يفعل شيئًا غريبًا ، كأن يغسل بسهولة في الماء البارد كما لو كان دافئًا ، أو يمضغ الكراث كما لو كانت كتلًا من الجبن ، الأغرب من ذلك أنه كان يحاول إقناع أوجست بأن التصرف بهذه الطريقة سيكون لصالحه .حيث قال بيرسي له : “هيا يا رجل ، ستجعل نفسك أقوى ، وستصبح فأرًا حقيقيا!” ، فسيتحول الكسالى في شهر آب

أغسطس إلى الابتعاد ، ويدخلون تحت الأغطية وهم يقرؤون الكتب ، وأخذ يتساءل كيف يمكن أن يكون هناك أناس غبية من هذا القبيل .ومن سوء الحظ أنه في ليلة واحدة ، تساقطت الثلوج على المدينة لدرجة أن ثلج البيتين الصغيرين للفأرين ، قد انزلق بالكامل وانقطعوا عن العالم الخارجي ، فحاولوا الخروج كثيرًا ولكن البرد كان شديدًا ، ولم يعتقدوا أنهم يستطيعون حفر نفق عبر الكثير من الثلوج ، لذا قرروا الانتظار .مضت الأيام وما زال الثلج قائمًا ؛ ولم يعد هناك طعام متبقي فعانى بيرسي بشكل بسيط ، لكن أوجست المحروم من حماماته الساخنة ، وطعامه ومأواه الدافئ كان على وشك الانهيار وفقدان السيطرة ، لقد كان نوعًا من الفئران المثقفين الذين درسوا على نطاق واسع .كان يعلم أنه لن يتمكن من الوقوف لأكثر من ثلاثة أيام بدون طعام ، خاصة أنهم كان يعملون فقد كانوا بحاجة إلى حفر نفق عبر الثلج ، ولم يكن لديهم الآن خيار سوى القيام بالحفر ، ولكن بمجرد أن لمس أوجست هذا الثلج البارد ، تحول بعيدًا ، فهو لم يستطع الحفر مع شدة البرودة والجوع ، واستسلم لفكرة أنه سيموت قريبًا!ولكن برسي على الرغم من ذلك كان يدير الأمور بشكل جيد ، وبدأ في الحفر طوال الوقت لتشجيع صديقه على أن يحذو حذوه ، لكن أوجست كان يقف متجمدًا فقط لأنه لم يعتد مثل تلك الظروف ، ولا يمكنه تحملها ، لم يستطع حتى التفكير بشكل مستقيم .ثم نظر إلى بيرسي وفهم أن هذا الفأر الذي كان ينعته بالأبله ، كان أكثر حكمةً منه فعلى عكس نفسه ، كان بيرسي قد درب نفسه على القيام بالأشياء الصعبة والغريبة ، لأنه أراد فعلاً ذلك وليس فقط لأنها كانت أكثر الأشياء جاذبية للقيام بها في أي لحظة.فقد كان بإمكانه أن يأمر ساقيه بالحفر بغض النظر عما إذا كانا أرجوانيْن مع البرد ، وهو أمر بالنسبة لأوجست بغض النظر عن مقدار رغبته في القيام بذلك ، وبهذه الأفكار ودموع من العجز استلقى أوجست على فراشه ، مستعدًا لترك نفسه يموت .وعندما فتح عينيه ظن أنه في السماء ، فقد كان هناك وجه ملاك يبتسم له ومع فرح عظيم أدرك أنها كان مجرد وجه ممرضة ، حيث أخبرته أنهم كانوا يعالجونه لعدة أيام ، منذ أن وصل فأر شجاع جدًا إلى المستشفى ، كانت ساقيه الأربعة متجمدة ، وأخبرهم بمكان العثور على أوجست ثم انصرف بعد فترة من العلاج .وعندما ركض أوجست بعد أن تم شفاؤه ليشكر بيرسي على كل مساعدته ، وجده واقفًا بعد أن تعافى بشكل كبير ، لقد فقد بيرسي عدة أصابع وأذن ، لكنه بدا مرحًا بما فيه الكفاية ، وعندما رآه أوجست شعر كثيرًا بالذنب لأجله لأنه لم يفقد أي شيء.فقال له بيرسي وهو يطمئنه: “لا تقلق ، إذا لم تكن هذه الأصابع والأذن موجودة ، فلن أكون هنا أيضًا فهذا هو أفضل استخدام لها ، ولولاهم لما خرجت حيًا حتى وإن خسرتهم فقد كسبت حياتي بسببهم ، وبالطبع بعدها استمروا في أن يكونوا أصدقاء عظماء .لكن أوجست لم يعد يفكر في بيرسي كأبله ، ومن جانب بيرسي استعد لاستعادة السيطرة على جسمه الصغير المدلل ، وكان كل يوم يتخلى عن واحدة من وسائل الراحة غير الضرورية لحياة الفأر الحديثة ، حتى يستطيع أن يتكيف مع كل الظروف .القصة مترجمة عن :
August heat

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك