في داخل الصف الدراسي ، في المدرسة التي يرتادها الطفل ماجد يوميا ، تكلم مدرس التربية الدينية ، عن رحلة الإسراء والمعراج ، وقال للطلاب حينما دخل الصف ، سأقص عليكم اليوم بعض المشاهد العجيبة ، التي شاهدها الرسول صلّ الله عليه وسلم ، في تلك الرحلة الإلهية الفريدة ، شاهد رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، بعض المشاهد العجيبة !.الزرع العجيب :
تنبه إليه الطلاب ، وخصوصًا الطالب المحب للعلم والدين ماجد ، فقد استمع إلى معلمه بكل آذان صاغية ، فقال لهم المعلم ، سأقص عليكم أولاً ما رآه الرسول من زرع عجيب ، فسأله ماجد : وما هو هذا الزرع العجيب ؟ تبسم المعلم قائلاً : لقد شاهد الرسول صلى الله عليه وسلم بعض الناس ، وكانت وجوههم مشرقة بالنور ، وعليها علامات البشر والسرور ، ورآهم يزرعون !المجاهدون في سبيل الله:
وفي الحال كان هذا الزرع النضير يكبر ، ومن ثَمَ يحصدونه ! ثم يزرعون ويحصدون ، ويتكاثر عندهم الخير بلا حدود ، فسأل عنهم جبريل عليه السلام ، فأجابه جبريل قائلاً : هؤلاء هم المجاهدون في سبيل الله .. إنهم يبذلون أموالهم ، وأنفسهم في سبيل الله ، فيضاعف الله لهم الجزاء والثواب … فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم : { مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} سورة البقرة الآية 261الجهاد في الإسلام :
والجهاد في سبيل الله ، له مكانة رفيعة في الإسلام ، وهو يقضي بذل الوسع في نشر الدعوة الإسلامية والدفاع عنها ، فقد قال تعالى في كتابه الكريم : { الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ } سورة التوبة الآية 20والجهاد يكون بالمال والنفس ، وبالحجة والبرهان ، وبالعلم والعمل ، وبناء المجتمع الإسلامي القوي المستنير ، وبالدعوة إلى الله ، بالحكمة والموعظة الحسنة ، ويكون بالحرب والقتال ، والجهاد بكل صوره بما فيه من القتال في سبيل الله ، ليس المقصود منه إكراه الناس على الدخول في الإسلام .لا إكراه في الدين :
حتى الكفار الذين كانوا يقعون أسرى في أيدي المسلمين في الحرب ، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يترك لهم حرية الدخول في الإسلام ، أو البقاء على دينهم ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول
لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ )القاعدة في الإسلام هي السلام :
فسأل الطالب المجتهد ماجد معلمه ، قال : إذًا يا معلمي الفاضل لماذا الحرب والقتال ، في الإسلام؟! ابتسم المعلم لماجد ، وقال له : يقول الأستاذ الفقيه رحمه الله السيد سابق في كتاب فقه السنة ، إن القاعدة في الإسلام هي السلام ، والحرب هي الاستثناء ، ولهذا فلا تجوز الحرب في الإسلام ، مهما كانت الظروف إلا في حالتين فقط !حالات جواز الحرب في الإسلام :
الحالة الأولى : هي حالة الدفاع عن النفس ، وعن العرض وعن المال وعن الوطن ، والحالة الثانية : حالة الدفاع عن الدعوة إلى الله ، إذا وقف أحد في سبيلها ، بتعذيب من آمن بها ، أو بمنع الداعي من تبليغها .انتهى الدرس :
ودق الجرس في الخارج ، فكفّ المعلم عن الحديث ، وترك الطلاب مودعًا إياهم بتحية الإسلام ، وخرج التلاميذ من الصف ، ذهابًا إلى معمل الكيمياء ، استعدادًا لحضور صف العلوم .