قصة شجرة الحديبية

منذ #قصص اطفال

الأشجار في جزيرة العرب قليلة ، ومع ذلك فلنا مع رسول الله مواقف وذكريات لا تنسى ، فلا ينسى التاريخ موقفًا شجاعًا للرسول صلى الله عليه وسلم الشجاع الكريم تحت أخت لي قبلي .رسول الله والكافر :
خرج عليه السّلام ذات يوم ليستطلع أخبار الكفار القادمين لمحاربته ، ووجد الشجرة أختي ، فرأى أن يستند إليها ويستظل بها ، وفاجأه واحد من الكفار ، وكان يحمل سيفًا ، وقال للرسول الكريم صلّ الله عليه وسلم : من يستطيع أن ينقذك الآن من يدي ؟ لم يهتز الرسول ولم يخف ، بل أجاب في هدوء وثبات : الله.عفو رسول الله عن الكافر :
اضطرب الرجل وخاف وارتعش ، وسقط السيف من يده ، فأخذه الرسول صلّ الله عليه وسلم ، وسأل الرجل نفس السؤال :من يستطيع أن ينقذك الآن من يدي ؟ .. لم يجد الرجل ما يجيب به ، بل زاد خوفه واضطرابه فعفا عنه الرسول الشجاع الكريم .قصة شجرة الحديبية :
أما قصتي أنا مع الرسول ، فيكفيني فخرًا أن القرآن الكريم سجلها ، فخلد ذكرى في التاريخ ، وبين المسلمين ، كان الرسول صلّ الله عليه وسلم قد بعث بعثمان ابن عفان إلى قريش ، ليبلغهم أن المسلمين يريدون زيارة الكعبة ، وشاع عند المسلمين أنّ الكفار قتلوا عثمان ، فقرر الرسول صلّ الله عليه وسلم أن يحارهم ، ودعا المسلمين للبيعة على القتال ، وتمت البيعة تحتي ، ونزلت عنها الآية القرآنية الكريمة : بسم الله الرحمن الرحيم (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا

صدق الله العظيم .البيعة والصلح :
سمع كفار مكة بالبيعة فخافوا وفزعوا ، وعاد عثمان من مكة ولم يكونوا قد قتلوه ، وجاء رسول الله لهم يعلن رغبة قريش في ألا يقوم بينها وبين المسلمين حرب جديدة ، لمدة عشر سنوات ، ويحمل شروطًا للصلح بين الجانبين .شروط صلح الحديبية :
وسميّ هذا الصلح بصلح الحديبية ، وفيه ألا يدخل المسلمين مكة هذا العام ، ولهم أن يحجوا في العام التالي ، ويبقوا في مكة ثلاثة أيام ، وأن يعيد محمد إلى قريش من يأتي منها إلى صفوف المسلمين ، ولا تعيد قريش من يذهب إليها من المسلمين ، ويكون من حق العرب أن ينضموا إلى محمد أو إلى قريش ، وليس لأحد الطرفين أن يعتدي على حلفاء الآخر .موافقة الرسول على الصلح :
لم يرض الكثيرون من أصحاب محمد عن هذا الصلح وغضبوا ، لأن هذا الاتفاق يجعلهم يعيدون إلى قريش من يأتي إلى المدينة مسلمًا ، وتصوّروا أنّ ذلك  يثبت ضعفهم ، ولكن الرسول صلّ الله عليه وسلم قبل هذا الاتفاق ووقع عليه .الصلح في صالح المسلمين :
ومع الأيام ، تبيّن للمسلمون وأنا معهم ، أنّ الاتفاق كان في صالحهم ، فإن أعاد المسلمون إلى قريش ضايق أهل مكّة ، لأن هؤلاء كثر عددهم ، فعسكروا على الطريق بين مكة والمدينة ، وقام الكفار وأغاروا على قوافلهم ، لدرجة أنهم طلبوا من الرسول أن يستبقيهم عنده في المدينة ، ولا يردهم إلى مكة ، هذا بينما لم يخرج واحدٌ على سيدنا محمد ليذهب إلى قريش ، بل لقد اهتزت قلوب كثيرة لموقفه العظيم.نقض الصلح وانتصار المسلمين في مكة :
وبدأت القبائل تدخل في الدين الجديد ، مما جعل قريشًا تضيق بالصلح ، وتنقض الاتفاق ، وتتعرض لقبيلة خزاعة ، التي انضمت إلى الرسول عليه السلام ، وهنا أعلن النبي انتهاء هذه الاتفاقية ، وذلك الصلح ، وما هي إلى أيام ، حتى رأيت عشرة آلاف من المسلمين المسلحين : يزحفون على مكة ، ووجدت قريش نفسها غير قادرة على محاربتهم ، فتقدموا بلا أية مقاومة ، لكي يدخلوا مكة فاتحين منتصرين .يوم الشجرة :
ولكن أحد لم ينس يومي ، يوم الشجرة ، حين عاهد المسلمون النبي على القتال وأقسموا : النصر أو الموت … وجاء نصر الله والفتح ، ودخل الناس في دين الله أفواجا ، وسمعت المسلمين في كل أرجاء الجزيرة ، يرددون كلمات الرسول عليه الصلاة والسلام أمام الكعبة بعد أن دخل مكة .لقد حرم عليهم أن يسفكوا دمًا ، أو يقطعوا شجرة ، واهتزت فروعي ، وأغصاني وأوراقي ، لهذه الوصية الكريمة ، ثم اهتز قلبي وأنا أسمع بقية قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر قريش ماذا تظنون أني فاعل بكم ؟ قالوا : خيرًا ، أخ كريم ، وابن أخ كريم .. قال اذهبوا فأنتم الطلقاء.نبوءة الرسول :
وظللت واقفة مكاني ، أسمع بعد ذلك أخبار انتصار المسلمين من بعد محمد ، في أيام أبي بكر الصديق ، ثم في أيام عمربن الخطاب ، وعرفت أن نبوءة الرسول بأن بلاد فارس والشام واليمن ستدخل الإسلام قد تحققت ، وأن نبوءته لسراقة بن مالك بأنه سيلبس سوار كسرى قد تحققت !فبعد فتح المدائن عاصمة فارس ، استدعاه عمر إليه ، وألبسه ذلك السوار ، لقد سمعت كل هذا من الكثيرين الذين كانوا يزوروني للتبرك بي ، وليذكروا يومي العظيم ، حين جلس الرسول تحتي ، يتلقى البيعة من المسلمين ويسمع العهد على النصر أو الموت .قطع الشجرة خوفًا :
وقد خاف عمر بن الخطاب من كثرة زواري ، فأمر أن يقطعوني ويقتلعوني من جذوري ، ولم أهتم بذلك ولم أحزن ، يكفي أن شجرة الإسلام أصبحت تظلل الملايين من المؤمنين بالنبي الإنسان ، ورسالته العظيمة ، عليه أفضل الصلاة والسلام .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك