في عمق الغابة عاش تنوب صغير في مكان حر وجميل حيث الشمس الساطعة والرياح الناعمة تداعب أورقاه كان محاطًا بأشجار طويلة وقوية وكان يكره نظرتهم إليه من الأعلى لأنهم الأطول كان يقول الطيور ليست حولي أنا صغير جدًا ولا أرى حتى من يقترب مني ، ليتني كنت أطول حتى أرى البيوت والعالم من حولي فقالت الشجرة الكبيرة له سوف تكبر مثلنا فالوقت لا يتوقف أبدا حتى إذا أردت أنت أن توقفه إذن تمتع لما لديك الآن .وجاء ولد وبنت صغيرين لجمع الأزهار من الغابة ، قالوا يا له من يوم جميل انظر لتلك الشجرة الصغيرة هي حلوة صغيرة إنها طفلة الغابة ، حزنت الشجرة وقالت للأشجار يقولون عني أني طفل قالت الشجرة الحكيمة شيء لطيف أنهم أحباك وجاء أرنب وقفز من على الشجرة فقالت أرنب سخيف أريتي هل هذا لطيف أيضًا لم يلحظ حتى وجودي فقالت إذا لم يلحظ وجودك فكيف قفز من فوقك فقالت الشجرة أنتم تسخرون مني .فقال أحدهم هذا شيء مضحك ولكن مظهرك لطيف بحق فقالت الشجرة الصغيرة أكره هذا فقال لهم أحدهم كن سعيدًا بما لديك فإزالة الغابات لم تبقي على الكثير فهم يقتلعونا من جذورنا لإخلاء الأرض ، ويحولونها لمزارع ومباني شيء مخيف علي أن أطول قبل هذا فقالت شجرة أخرى أهذا كل ما فهمته ، عليك أن ترضى بما لديك ولكن التنوب الصغير أراد أن يكبر ويكبر .وكانت السنوات كريمة معه ونمت فيها فروعه الواحدة تلو الأخرى ولكنه ظل حزين لم يشعر بالحرية وأراد أن يكبر ، ثم أتى البشر يضربون بفؤسهم لتقع الأشجار لأسفل ولم يتبقى من الأشجار إلا الجذوع قالت له الشجرة الحكيمة تذكر وكن راضيًا بما لديك وشعر التبوب بالأسف واهتم الآن لأمرهم ولكن ألم فراقهم كان صعبًا عليه أن يحتمله وأصبح وحيدًا لا يجد ما يحادثه وظل حزينًا .ومرت أشهر دون أثر لأصدقائه وأزداد شعوره بالحزن والوحدة يومًا بعد يوم ، وفي يوم جاء للقلق إلى الغابة وقال له علمت أنك تبحث عن أصدقائك لقد رأيتهم إنهم الآن صواري ضخمة لسفن عملاقة تجوب البحار وتدور حول العالم ماذا يسافرون وأنا الذي قلقت عليهم لما لم يأخذوني معهم أريد أن أسافر أيضًا إنهم يفتقدون الغابة فقالت الشجرة هراء لما يفتقدون هذا المكان إنهم في البحر وتركه الطائر ومضى .فقال له انتظر ماذا عن البقية فرد عصفور وقال أنا أعلم إنهم في منازل ضخمة يزينون ويلمعون فقال التبوب لابد أهم في مكان جميل وشكلهم لامع ولم يكن التبوب يعلم المستقبل ولكنه ظل ينظره بلهفه ، وبعد عام أخر حانت لحظة مغادرته للغابة وقال سوف يكون لدي مستقبل مشرق كبير ، وأخذ التبوب إلى منزل كبير ووضع في حوض ووضعت حوله الرمال وثم بدأ الأمر التزيين والتلميع ، لمع مثل الجوهرة ولم يكتفوا بذلك بل وضعوا فوقه نجمه ، وفي اليوم التالي انتظرت الشجرة ما الذي يحدث ولكن سطعت الشمس ولم يأتي أحد .لن ينسوني فأنا أجمل شجرة ولكن جاء الخدم ونزعوا الزينة من على الشجرة وأخذوا الشجرة إلى القبو ومر الشتاء وذاب الجليد وظل التنوب مكانه في القبو افتقد الشمس والغابة والرياح ، واجتمعت حوله الفئران وظل يحكي لهم حكايته قالت له الفئران لابد أنك كنت سعيدًا فقال بالفعل ولكني لم أكن أدرك هذا فكنت دائم الشكوى عما ليس لدي كانوا محقين ليتني تمتعت لما كنت فيه ..