أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنه ، هو ابن حب الرسول عليه الصلاة والسلام لذلك فهو الحب بن الحب ، أمه هي أم أيمن مربية الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولد رضي الله عنه في السنة السادسة من بعثة النبي في مكة ، أي أنه ولد في الإسلام ولم يشهد الجاهلية.وقد حمله أبوه زيد وهاجر به إلى المدينة ، ونشـأ أسامة بن زيد بالقرب من رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى أنه كان يقول : كان النبي يأخذني فيقعدني على فخذه ، ويقعد الحسن والحسين على فخذه اليسرى ، ثم يضمنا ، ثم يقول : اللهم إني أرحمهما فارحمهما ، وفي رواية : اللهم أني أحبهما فأحبهما .وقد رباه رسول الله صلّ الله على القيادة فلما كبر ولاه على سرية لقتال المشركين فلما عاد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام ، أنه أثناء القتال ضرب رجلًا من المشركين برمحه فقال لا إله إلا الله فأجهز عليه أسامة بسيفه ، وقتله فغضب رسول الله صلّ الله عليه وسلم وقال ويحك يا أسامة ! فكيف لك بلا إله إلا الله ؟ ، فقال أسامة فلم يزل يرددها علي حتى لو وددت أني انسلخت من كل عمل عملته ، وفي هذا اليوم تعهد أسامة ألا يقتل رجلًا يقول لا إله إلا الله أبدًا .وقد ولاه النبي صلّ الله عليه وسلم ثانية على بعثة لحرب الروم ، فاعترض بعض كبار الصحابة لأن الرسول ولى عليهم شاب صغير فتوجه الرسول إلى المسجد وخطب في الناس وقال : إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل ، وايم الله إن كان لخليقًا للإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إلي ، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده .ولاَّه النبي ، وحين ولاه الرسول عليه الصلاة والسلام قيادة جيش المسلمين المتوجه لغزو الروم في الشام قال له: يا أسامة ، سر على اسم الله وبركته حتى تنتهي إلى مقتل أبيك ، فأوطئهم الخيل ، فقد وليتك على هذا الجيش ، فأغر صباحًا على أهل أُبْنَى وحرق عليهم ، وأسرع السير تسبق الخبر ، فإن أظفرك الله فأقلل اللبث فيهم ، وخذ معك الإدلاء ، وقدم العيون أمامك والطلائع ، ثم عقد الرسول لأسامة اللواء ، وقال : امض على اسم الله .وقد مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتحرك جيش أسامة لغزو الروم فلما بلغه الخبر تأخر بالجيش ، وفي مرضه صلّ الله عليه وسلم وصى النبي الصحابة وقال لهم أنفذوا بعث أسامة ، فلما توفى النبي صلّ الله عليه وسلم وتولى أبو بكر الخلافة ، فأبى أن يستبدل أسامة بقائد أخر بعد أن ولاه الرسول عليه الصلاة والسلام .ولما قابل جيش المسلمين بقيادة الشاب أسامة الروم خافوا وفروا لما رأوا من قوة المسلمين برغم وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام وقال الصحابة ، ما رأينا أسلم من بعث أسامة ، لأنه عاد بدون خسائر .زوج النبي عليه الصلاة والسلام أسامة بن زيد وهو صغير من السيدة فاطمة بنت قيس الفهرية ، لما حدثت أحداث الفتنة الكبرى بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان أعتزل أسامة بن زيد الصراع ولم ينحاذ لأي طرف ، مع أنه كان يحب سيدنا علي بن أبي طالب ، ويرى أن الحق في جانبه وقد لزم بيته فأتاه بعض الصحابة يلومونه ويطلبون منه ، أن يقاتل إلى جانب سيدنا علي كرم الله وجهه قال لهم لا أقاتل أحد يقول لا إله إلا الله أبدًا فقال له أحدهم : ألم يقل الله وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ، فأجابهم أسامة قائلًا : أولئك هم المشركون ، ولقد قتلناهم حتى لم تكن فتنة و كان الدين كله لله .عندما قتل سيدنا علي كرم الله وجهه تنازل الحسن رضي الله عنه لمعاوية بن أبي سفيان عن الخلافة ، ذهب أسامة إلى معاوية مع بعض الصحابة وبايعه وعاد للمدينة وعاش بها حتى توفى في عام 54 هجرية .