يعتبر الصحابي عقبة بن نافع من أشهر القادة في التاريخ الإسلامي حيث نسب إليه فتح شمال أفريقيا وبناء مدينة القيروان .نسبه ونشأته :
هو عقبة بن نافع عبد القيس الأموي الفهري ، ووالدته هي سلمة بنت حرمله ولد قبل الهجرة النبوية بعام واحد ، وقد كان والده من المسلمين الأوائل لذلك تربى تربية صالحه ، كما قيل أن الصحابي الجليل عمرو بن العاص كان ابن خالته وقيل أنه خاله .الفتوحات :
بدأ عقبة بن نافع يشارك في الفتوحات الإسلامية في سن مبكرة ، حيث التحق مع والده بالجيش الذي توجه لفتح مصر بقيادة عمرو بن العاص ، وقد توسم فيه عمرو بن العاص الشجاعة ، فأرسله لفتح بلاد النوبة ولكنه وجد مقاومة من أهلها فتراجع لكنه مهد الطريق لفتح بلاد النوبة والسودان بدون حرب .ثم أرسله في دورية لاستطلاع إمكانية فتح بلاد شمال أفريقيا ، ثم أسند إليه عمرو بن العاص بعد ذلك مهمة حماية الحدود الغربية لمصر ضد هجمات الروم ، فعينه قائد لحامية برقه ، ظل عقبة بن نافع في ولاية برقة طوال عهد عثمان بن عفان وعليّ بن أبي طالب ، ولم يشارك في أحداث الفتنة التي وعت بين المسلمين ، وعمل طوال تلك الفترة على رد هجمات الروم ونشر الإسلام بين القبائل البربرية .وفي عهد معاوية بن أبي سفيان تولى معاوية بن حديج حكم مصر ، وفي سنة 49 هجرية أرسل عقبة بن نافع لفتح شمال أفريقيا بعد أن كانت الفتوحات الإسلامية قد توقفت ، وانطلق عقبة بن نافع ومعه عشرة آلاف فارس من المسلمين ، لمحاربة البلدان التي ارتدت عن الإسلام وقت الفتنة ، وقد أوغل في الصحراء المغربية حتى وصل الفتح وصل إلى تونس ، وهناك قام ببناء مدينة القيروان .تأسيس مدينة القيروان :
فكر عقبة بن نافع في بناء مدينة للمسلمين لتكون مركزًا لهم ببلاد المغرب وقاعدة عسكرية دائمة ، لأن القبائل البربرية كانت ترتد عن الإسلام بعد انصراف الفاتحين عنهم ، وقد أسماها القيروان أي محط الجنود.استغرق بناء مدينة القيروان ما يقرب من خمسة أعوام ، حتى أصبحت المدينة من أجمل المدن المغربية ، كما بنى فيها عقبة مسجدًا كبيرًا ، وقد كان هذا المسجد قبلة طلاب العلم من كل مكان ، وكان بمثابة أول جامعة إسلامية على مستوى العالم .بعد أن انتهى عقبة بن نافع من بناء القيروان وفي عام 55هـ قام الخليفة معاوية بن أبي سفيان بعزله وتعيين أبو المهاجر بن دينار بدلًا منه والي على شمال أفريقيا ، فعاد عقبة لصفوف الجنود ، ثم قام أبو المهاجر بإقناع زعيم قبائل الروم كسيلة بن لمزم بالدخول في الإسلام ، وبالفعل أعلن كسيلة إسلامه ، لكن عقبة بن نافع بسبب خبرته مع القبائل البربرية لم يطمئن لإسلامه .وفي عام 62هـ بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان وتولية ابنه يزيد ، أعاد يزيد بن معاوية عقبة بن نافع لولاية شمال أفريقيا .استشهاده :
بعد عودة عقبة بن نافع للقيروان توغل بجيشه في بلاد المغرب لإخضاع القبائل البربرية حتى وصل إلى المحيط ، ثم قرر العودة إلى القيروان ، أقام عقبة بن نافع بطنجه وأمر باقي رجاله بالعودة إلى القيروان وبقي معه ثلاثمائة فقط من رجاله .ثم اتجه عقبة مع رجاله إلى مدينة تدعى تهودة كان أهلها من الروم ، فلما وجدوا عقبة ورجاله قلة أغلقوا باب المدينة عليهم ، ثم أظهر كسيلة زعيم البربر حقده على الإسلام وأرسل إلى القبائل البربرية المرتدة وحاربوا عقبة ورجاله مع الروم .وقد كان أبو المهاجر مع عقبة بن نافع فقال له عقبة أذهب إلى القيروان وأنا اغتنم الشهادة ، لكن أبو المهاجر رفض ، وقاتل عقبة ورجاله الروم والبربر حتى نالوا الشهادة جميعًا في عام 63هـ ، وقد أطلق على تلك الموقعة معركة ممس .