يزخر القصص الإسلامي بقصص العديد من النساء المؤمنات ذوي التقوى والورع ، والذين صاروا مضربًا للأمثال فيما بعد ، وعلى رأسهم زوجات الرسول ونساء الصحابة رضوان الله عليهم ، وغيرهم من العابدات الراشدات ، ورغم أن معظم أهل النار من النساء ، إلا أنهم يملئون الجنة أيضًا بعملهم الصالح وصبرهم على المصائب ، ووقوفهم إلى جوار أزواجهم وأبنائهم .وقد كرم الله سبحانه وتعالى المرأة في الإسلام ، ووضعها في مكانة خاصة فجعلها درة مصونة وجوهرة مكنونة ، ومن عظيم فضله أنه وضع الجنة تحت أقدام الأمهات تقديرًا لهن ، وقد كانت أخر وصايا رسول الله لأمته رفقا بالقوارير أي رفقا بالنساء.والقصة لاثنتان من النساء المؤمنات اللتان كانوا يعبدون الله سويًا ، فمن تراخت تشجعها الأخرى ، وهكذا ظلوا على ذمة التوحيد كتف إلى كتف ، وقد عاهدا نفسيهما أنه إن ماتت إحداهما قبل الأولى ، تستأذن الله أن تأتي لصديقتها في المنام ، وتخبرها بما لاقت من ربها ، وكيف وجدت مصيرها ، وبعد بفترة ماتت إحداهما ، فأتت إلى صديقتها بالمنام بعد أن أذن لها الله ، فسألتها المرأة التي مازالت على قيد الحياة عن حالها ، فقالت:أنا في الجنة ، فسألتها عن سبب دخولها الجنة ، وأي الأعمال هي السبيل لما وصلت إليه ؟ فقالت المرأة بشيء كنت أذكر الله به دائمًا دون أن أعلمك بأمره ، فقط كان الله وحده يعلم ، فقالت لها : قولي ما هما ؟فقالت : كنت أذكر الله سبحانه وتعالى بخمس كلمات حينما انفرد بنفسي ، وهما : لا إله إلا الله أخلو بها وحدي ، لا إله إلا الله أفني بها عمري ، لا إله إلا الله يغفر بها ذنبي ، لا إله إلا الله أخل بها قبري ، لا إله إلا الله ألقى بها ربي.فقالت : فلما توفاني الله ولقيته ، فتحت أمامي خمسة طرق ، وكل طريق مكتوب عليه كلمة لا إله إلا الله ، وحينها قالت لي الملائكة : ادخلي من أي طريق تشائين ، فكل الطرق تؤدي إلى الجنة .ولعل تلك القصة توضح مدى رحمة الله وعظمته ، فبذكر الله دخلت امرأة إلى الجنة ، والذكر هو أبسط أنواع العبادات ، وأعظمها أجرًا .