قصة صنائع المعروف

منذ #قصص اجتماعية

هي قصة تتكرر كل يوم ، بين جدران المنازل في مختلف المجتمعات ، هي قصة الإحسان أو الإساءة ، العرفان أو النكران ، قصة الأم التي وضع الله الجنة بساطًا تحت قدميها ، فيحكى أن امرأة عجوز ، كان لديها من الأبناء ثلاثة ذكور ، ربتهم ، وعلمتهم ، حتى صاروا رجالا نافذين في المجتمع .ولما مات عنها زوجها ، ذهبت لتقيم في بيت ابنها الأكبر ، وذات يوم استيقظت من نومها باكرًا ، فأخذت قنينة الماء ، وسكبتها على الفراش في موضع نومها ، ولما جاءت زوجة الابن ، قالت له متصنعة الخجل : يا ابنتي أنت تعلمين أني امرأة عجوز ، بلغ بي السن الكثير ، ودون إرادتي بللت فراشي ، فسامحيني على ذلك .فما كان من الزوجة إلا أن نهرتها ، وأخذت تحذرها وتتوعد من تكرار تلك الفعلة ، وإلا طردتها خارجًا ، وأمرتها أن تغسل الفراش موضع البلل ، فحزنت المرأة العجوز كثيرًا من سوء تصرف زوجة ابنها معه ، ومن موقف ابنها السلبي تجاه أمه التي نهرت أمامه .وبعدها قررت الرحيل لبيت ابنها الأوسط ، وهنا كررت فعلتها بسكب الماء على فراش النوم ، لترى ردة فعلة زوجة ابنها ، ففعلت الزوجة كما فعلة زوجة الابن الأكبر ، وأخذت توبخها وتهددها بالطرد إن كررت فعلتها ، وأمرتها أيضا بتنظيف الفراش .وهنا شعرت العجوز بخيبة الأمل ، في أبنائها الذين لم يعلموا زوجاتهم أن للأم مكانة خاصة يجب احترامها ، وتقديرها مهما حدث ، وغادرت العجوز منزل ابنها الأوسط متجهة إلى منزل الصغير ؛ لترى هل سيتسع لها صدر زوجته ، أما أنها ستكون مثل سابقيها .وحينما وصلت رحبت بها الزوجة ، ودعتها للطعام ، والنوم لأن الوقت قد تأخر ، ولما استيقظت العجوز من نومها ، سكبت قنينة المياه كما فعلت من قبل في بيت أبنائها ، ولما جاءت زوجة الابن أخبرتها ، أنها بللت فراشها بفعل السن .فما كان من الزوجة إلا أن ابتسمت ، وقالت لها لا عليك يا أماه ، كلنا سنتعرض لهذا الموقف ، فهذا حكم السن ، وهنا ابتسمت العجوز ، وشعرت أنها لم تخسر كل أبنائها ، وأن الأصغر هو الأفضل في إكرام أمه وتربية أهل بيته ، وقررت العجوز مكافئة زوجة ابنها الخلوقة .فقالت لها : يا ابنتي لي صديقة أعطتني مالًا أشتري لها بعض الذهب ، وأنا لا أعرف قياسها ، ولكن في مثل حجمك ، فهل أعطيتني يديك لأرى قياسك ، وأحضر الذهب ، وبعدها نزلت العجوز إلى السوق ، واشترت بكل ما تملك من المال ذهبًا ، وجمعت أبنائها الثلاثة بزوجاتهم ، وأخبرتهم أنه اشترت بكل مالها ذهب ، وستعطيه لمن يحبها أكثر فيهم .فمنى الجميع أنفسهم بكنز الأم ، ولكنها أخبرتهم أن الذهب سيذهب كله لزوجة الابن الصغير ؛ لأنها هي التي أكرمتها ، وأحسنت استقبالها ، كما أخبرتهم أيضا أن البلل الذي كان على الفراش ، ما كان سوى بعض المياه النظيفة ؛ التي سكبتها عن عمد لتختبرهم ، وهنا أصابت الخيبة الزوجتان الأخيرتين ، وتمنوا لو عاملاها بلطف ، ولين ، ولكن ما فائدة البكاء على اللبن المسكوب .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك