استيقظت فوجدت نفسي ملقى على سرير في غرفة تبدو كغرفة مستشفى ، لا أدري ما حدث أو لماذا أرقد في هذا السرير ، لم أستطع الحركة من شدة الألم ، وهناك الكثير من الأشياء معلقة بذراعي وبيدي ، حاولت مرة أخرى أن أتحرك فلم أستطيع فعل شيء .نظرت في أرجاء الغرفة بحثًا عن أي وجه مألوف ، كنت أبحث عن زوجتي لكني لم أجدها في أي مكان ، أين هي ولماذا أنا هنا ؟ ، سمعت صوت الباب يتحرك تخيلت أني سأرى وجه زوجتي الباسم ، لكن من دخل الغرفة كان سيدة ترتدي زيًا طبي ، يبدو أنها ممرضة .اقتربت مني وتحدثت إلي بدهشة كبيرة ، حاولت أن أسألها لماذا أنا هنا ، وماذا أفعل ، سألت عن زوجتي ، الكثير من الأسئلة كانت تدور في مخيلتي لكنها أسكنتني حين طلبت مني أن أرتاح قليلًا وسيأتي شخصًا ليفهمني كل شيء .بعد نصف ساعة تقريبًا فتحت الغرفة من جديد ، لكن هذه المرة دخل إليها ضابط شرطة ومعه شخصًا أخر ، ما زلت لا أفهم ، جلس الضابط وبدأ يسألني العديد من الأسئلة المتفرقة ، لم أعرف ما علاقة هذه الأسئلة بما أنا فيه الآن .هم أن يغادر الغرفة حتى استوقفته وسألته عما حدث لي ، ولماذا أنا هنا ، وأين زوجتي ، بدأ يروي لي ما حدث ، عرفت كل شيء ، منذ ذلك الحين وأنا لم أتمكن من النوم أو التفكير أو أي شيء أخر ، كل ما أفعله هو أني أبكي وأتألم ، وأشعر بالوحدة والوحشة .سأروي لكم القصة من البداية ، كنت أنا وزوجتي كأي عروسين جدد ما زلنا في بداية حياتنا نحاول أن نبنيها سويًا ، قررنا أن نختار شقة صغيرة ، حتى لا نشتري الكثير من الأثاث ، حاولنا أن نقتصد في كل شيء ، حتى نتزوج بأسرع وقت ممكن .كنا نحب بعضنا البعض كثيرًا ولم يكن يشغلنا الأشياء المادية كثيرًا ، اقترح أحد أقاربي أن أؤجر شقة كان يسكنها منذ عامان ، كان يرى أن الشقة جيدة الحظ ، وتجلب الحظ الجيد لمن يسكن فيها ، فها هو بعد أن كان مجرد مستأجر أصبح يمتلك شقة كبيرة .كنت مترددًا لأن الشقة التي يتحدث عنها كانت مساحتها صغيرة للغاية ، لكن من جهة أخرى كان بها كل ما أحتاج ، عرضت الفكرة على خطيبتي حينها ، فوافقت على الفور مما شجعني على أن نذهب لنرى الشقة .حين ذهبنا إلى هناك وجدنا الشقة الصغيرة كانت فارغة تمامًا ، لم تكن ضيقة كما توقعت ، وقفنا نتحدث ونخطط كيف يمكن أن نرتب الأثاث في الشقة ، حين دخل إلينا جارنا الطيب ، كان رجلًا ضخم الجثة يبدو مخيفًا للوهلة الأولى ، لكن مجرد أن تتحدث إليه تشعر بطيبة قلبه .يدخل إلى قلبك سريعًا ، رحب بنا كثيرًا حين عرف أننا قد نكون المستأجرين الجدد ، قدم لنا العصير البارد ، حقيقة الأمر أن جارنا الطيب شجعنا على القبول بالشقة ، وبالفعل بدأنا نضع فيها أمتعتنا ، ساعدنا كثيرًا ، فقد كان يرتب معنا الأثاث ، ويعلق معنا الديكورات ، أخبرنا أنه لن يتزوج ، وأنه يعتبرنا أولاده الذين لم يرزق بهم .كنا نشعر بالشفقة عليه ، حين تزوجنا وذهبنا إلى شقتنا وجدناه زين الممر أمام الشقة ، وقدم لنا حينها بعض المشروبات الباردة وسلة من الفواكه كهدية الزواج ، مرت الأيام وبدأ يتقرب منا أكثر ، لم يكن يومًا مزعجًا ، بل على العكس كنا نحب صحبته ، لكن أكثر ما لحظناه عليه ، أنه لا يحب أن يخرج إلى الشارع .فحارس العقار يشتري له كل احتياجاته ، وأحيانًا يختفي مدة طويلة لا نراه فيها ، وحين يعود يطرق بابنا ويقدم لنا هدية من طعام أو شراب ، حين علمنا أن زوجتي حاملًا كان أول من عرف بالخبر ، وحينها أهدانا ملابس للطفل وهو سعيد كأنه أحد أفراد أسرتنا .أخبرني الضابط أن جارنا الطيب كان مريض فصام ، وكانت شخصية الجار الطيب هي شخصيته الأساسية ، أما الشخصية الأخرى والتي كانت أقوى وأكثر سيطرة فقد كانت شخصية لرجل فظ ، عديم الرحمة وقليل الصبر .واستفز هذه الشخصية الشرسة تجمع عائلي لدينا ، وكان الصوت مرتفع ، حين أتى ليطرق الباب وقابلته أنا وهددني بحقد أن أخفض أصوات الضيوف وإلا سيتصرف ، اعتقدت حينها أنه يعبث معي ليس إلا .لكن يبدو أنه لم يكن يمزح فقد أقتحم الشقة بعد 3 دقائق ، وفي يده مسدسًا رشاش وقام بإطلاق النار عشوائيًا ، قتل الجميع أمي وأبي وأخوتي وزوجتي والجنين في رحمها ، أما أنا فقد كنت حينها في الغرفة الأخرى أجيب على هاتفي ، اخترقت رصاصة من رشاشه معدتي فسقطت على الفور .كنت أتحدث إلى صديقي الذي أبلغ الشرطة ، بأنه سمع صوت لإطلاق النيران أثناء حديثه معي ، ومنذ ذلك الحين لم يتمكن من الوصول إلي ، وصلت قوات الشرطة وجدت الجثث ، وتمكنوا من إنقاذي وحدي لكنهم لم يستطيعوا إنقاذ أي أحد أخر ، ولم يجدوا أيضًا جارنا الطيب ، وما زال البحث عنه جاريًا .