قصة الصوت

منذ #قصص اجتماعية

في بداية الأمر كنت أعتقد أن هذا الصوت الذي يطالبني بفعل شيء ما هو مجرد شعور داخلي ، مشاعري فقط تلح علي من أجل القيام بأمر ما أريده ، قد يكون هذا الأمر هو مجرد كلمة لصديقة ، أو رد إهانة زميلة ، أو التصرف بطريقة معينة أمام أحدًا ما ، لم أكن أهتم كثيرًا بأن أفهم ما يحدث معي ، كنت أستمتع بأني قوية كفاية لأن أرد على الآخرين ، أو أن أتحدث إليهم بعد أن كنت شديدة الخجل ، لا أقوى على التحدث إلى الآخرين أو حتى النظر إليهم .كنت أروي لجدتي ما يحدث لي بشكل يومي ، أتحدث معها حتى أذهب في نوم عميق ، كنت أطمئن بوجودها بجواري ، كانت هي ملاذي دائمًا ، كنت أتحدث معها في كل شيء دون خجل ، رافقتني في طفولتي ومرحلة المراهقة وبداية الشباب ، ولكنها توفيت وتركتني وحيدة ، أصيبت باكتئاب شديد ، لم يخرجني منه إلا الصوت .الصوت الذي أخبرني بأني قوية وبأني قادرة على مواجهة مخاوفي ، وبأن جدتي في السماء تراقبني ، تهتم بي وتبتسم من أجلي ، هدأت شيئًا فشيء ، بدأ حزني يختبئ لكنه لم يختفي ، اقترحت علي أحدى قريباتي أن أبحث عن عمل ، حتى أشغل وقتي وأنسى أحزاني على جدتي قليلًا .وبدأت العمل وكان الأمر فعال بالفعل ، فقد بدأت أنشغل عن أحزاني ، بدأت أنصهر في أجواء العمل ، كونت صداقات متعددة لكن أهمها كان علاقتي بفريدة التي تجلس في المكتب المجاور لي ، كانت فتاة لطيفة ذكية جميلة ، كنت أحبها ولكن على الرغم من ذلك كان الصوت يحذرني منها ، يطالبني أن أبتعد عنها .كنت أتجاهل هذا الصوت وأدعي أنه قلق يسيطر على لأن فريدة هي أول صديقة حقيقة لي ، كانت فريدة هي أول شخص أخبرته أن أحد زملائنا في العمل قرر أن يتقدم لخطبتي ، كانت تبدو سعيدة ، لكن الصوت كان يخبرني أن هناك أمرًا ما حول فريدة .تجاهلت الصوت تمامًا فقد كنت سعيدة بعلاقاتي مع هذا الشاب ، فقد أقترب موعد قدومه إلى المنزل من أجل خطبتي ، كان الصوت يزداد قوة وإصرار لكني كنت أتجاهله باستمرار ، جاء اليوم المحدد ولكن الشاب لم يأتي ، شعرت بالخجل الشديد بسبب عدم قدومه ، والدي صمت تمامًا ونظر إلى بشفقة .حاولت أن أتواصل معه بشتى الطرق لكني لم أستطيع ، لم أستطيع الذهاب إلى العمل في اليوم التالي ، اتصلت فريدة التي أجاب علي هاتفها أنه مغلق وأن أجرب في وقت لاحق ، وفي اليوم التالي وحين وصلت إلى العمل وجدت جميع العاملين مجتمعين في استقبال الشركة يحتفلون بشيء ما .حين دخلت أدركت أن الاحتفال خاص بفريدة وخاطبي المنتظر ، الشاب الذي كان يسعى للتقدم لي لخطبتي ، أرتبط رسميًا بفريدة صديقتي التي تعلم القصة منذ البداية ، وكانت دائمًا تحدثني عن مساوئ هذا الشاب وأنه لا يعجبها بأي شكل ، صدمت مما رأيت ودخلت مسرعة إلى دورة المياه ، بكيت كثيرًا لكني أفقت على الصوت يخبرني ألا أحزن ، يطلب مني أن أنتقم ، أرد كرامتي .حين خرجت وجدت زملائي يفرقون كعكة الخطبة بينهم ، يبتسمون بفرح ، ووجدتها تنظر إلي بتحدي وترفع يدها في وجهي لكي أرى خاتم الخطبة ، كدت أبكي مجددًا لكن الصوت أخبرني ألا أضعف أمامها ، اقتربت من الكعكة كما طلب مني الصوت ، أمسكت بالسكين في غفلة من الجميع ، لم أدر بشيء إلا وأنا أطعن الشاب في ظهره وأنحر عنق فريدة .وأقسمت لهم في التحقيقات أن الصوت هو من أخبرني أن أفعل ذلك ، حاولت أقنعهم أكثر من مرة أنني لم أكن في وعيي ولم أدر كيف فعلت ذلك ، وقعوا علي الكشف الطبي أكثر من مرة ، وجاء الحكم علي بالحبس المشدد مدى الحياة في مستشفى للأمراض العقلية ، يودع فيها أصحاب الجرائم الخطرة ، مازال الصوت يتحدث إلي يخبرني أن أهدأ وأن أفكر في الهرب أفكر في الانتقام من جديد ، خاصة أنني قتلت فريدة فقط ونجا الشاب الوضيع .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك