تجري أحداث هذه القصة في اليابان منذ حوالي ستة أعوام ، كان كل شيء طبيعي أجلس أنا وأطفالي على طاولة العشاء ، نتناول الطعام في هدوء ، نتحدث حول أخبارنا اليومية ، وما يحدث في العالم ، كانت أحاديثنا عادية مثل أي أسرة أخرى ، لكن اليوم لم يكن أبدًا عادي ولم نكن نرك ذلك .بالمناسبة أنا رجل عادي موظف في أحد الشركات متزوج ولدي اثنان أبناء صبي وفتاة ، أعيش معهم ومع زوجتي ، وعلى مسافة قريبة يعيش أبي و أمي ، كنت أتحدث الإنجليزية وقد علمتها لأولادي ولزوجتي ، كنا الأسرة الوحيدة في القرية التي تتحدث الإنجليزية .أثناء العشاء اهتز البيت بشدة ، وسقطت الكتب من الرفوف والصور المعلقة على الحوائط ، فزع الأولاد وبدؤوا في الصراخ ، حاولت زوجتي أن تهدئهم وأنا قمت مسرعًا لأفتح الباب لنخرج ، كانت الأرض تهتز بشدة تحت أقدامنا ، كنت أعتقد أن خارج المنزل أكثر أمانًا .كانت الأشجار تهتز بشدة ويتساقط الورق عنها في الأرض ، كنت أحمد الله أنني وأسرتي ، نقف بعيدًا حين سقطت أحد الأشجار ، كنت أسكن بالقرب من المحيط وحين نظرت إليه شاهدت موجة كبيرة للغاية .طلبت من أسرتي أن تسرع إلى داخل المنزل ، وبدأت أسد جميع الأبواب والنوافذ بالمناشف والأقمشة ، وصعدت مع أسرتي إلى الطابق الأعلى ، وكأننا ننتظر الموت جاءت الموجة شديدة قوية ، غطت كل شيء بالماء ، وتسببت في دمار كبير .جلست مع أسرتي متلاصقين أفكر هل ما يحدث هو موجة تسونامي ، لكنها لم تحدث منذ زمن طويل ، لم أستطع أن أفكر ، شعرت بأن الموت يقترب بدأت أصلي من أجل حياتي ، وطلبت من أولادي الصلاة والدعاء أيضًا من أجل النجاة .انهار الحائط الأيسر بالمنزل ورأيت ما يحدث في الخارج ، كانت المياه وصلت بالفعل للطابق العلوي ، وكانت الدموع هي وسيلة الجميع في التعبير عن مخاوفهم ، حينها رأيت أحد الجيران يطفو ويصارع الماء من أجل النجاة .كان قريبًا من المنزل فحاولت أن أساعده ، وقفت وانحنيت إلى الأمام لأساعده ، لكن المياه كانت قوية فتداعى نصف المنزل وسقطت مع أسرتي في الماء ، أمسكت بيد الرجل وأمسكت بيد زوجتي وأطفالي ، لكن زوجتي لم تستطع مقاومة قوة المياه فسقطت .سقطت زوجتي وسقط أطفالي من بعدها ، لم أستطع إنقاذهم ، كنت أفكر أنني فعلت أمرًا نبيل ، لكنني خسرت عائلتي ، زوجتي حب حياتي وأطفالي الصغار ، نظرت إلى الرجل كان يحاول أن يخرج الماء من فمه ، أمسكت بأحد الأخشاب التي تطفو على السطح ، كانت المياه قوية .بعد عدة أيام أجريت تقريرًا مع قناة بي بي سي حول ما حدث ، شعر الجميع بالاندهاش من شجاعتي كيف أنقذت رجلًا يغرق في هذا الوقت الصعب ، ولكنهم كانوا يشعرون بالشفقة لأن عائلتي توفيت أثناء انقاذ الرجل .جلست بضعة أيام في المستشفى وبعد أن خرجت توجهت مباشرة إلى منزلي ، لم يكن منزلي فقط كان نصفه ، لا يوجد حوائط أو أبواب ونوافذ ، حتى ما تبقى منه كان يتداعى ، دخلت إلى باقي المنزل وقمت بإزالة الغبار عن أحد الكراسي وجلست .كنت أحاول أن أفهم ما حدث وأين ذهبت أسرتي ، كان المنزل في حالة يرثى لها ، خرجت مسرعًا لأنني لم أتحمل رؤية حياتي مدمرة بهذا الشكل ، حين توجهت إلى الخارج حدث زلزال جديد وسقط شيئًا ثقيلًا على رأسي ، كل شيء تحول إلى اللون الأسود ، اعتقدت أنها النهاية .مترجمة من قصة : My Life In The Tsunami