إنه مثال رائع للتضحية في سبيل العائلة ، والإيثار وحب الخير لمن حوله ، هذا الطفل السعودي البطل الذي لم يبلغ من العمر سوى عامه الحادي عشر ، بلغ أعلى مراتب التضحية ، بل وأعلى مراتب البطولة ، حيث تبرع لأخيه بنخاعه الشوكي ، وما زالت كلماته في غرفة التخدير تملأ أسماع طاقم المستشفى ، فاستحق وسام الشجاعة ؛ تقديرًا لموقفه البطولي مع أخيه المريض .ما قصة أحمد راكان الشمري مع أخيه الذي يعاني من مرض سرطان الدم الحاد :
تبدأ القصة مع زياد البالغ من العمر أربعة أعوام ، هذا الطفل الذي أصيب بسرطان في الدم حاد ، وتدهورت حالته الصحية بشكل سريع جدًا ، فلم يستجيب للعلاج الكيميائي في المملكة ، وتم تحويل الحالة للولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال جلسات العلاج ، وبالفعل قرر والد الطفل أن يسافر به كما أشار الأطباء بالمملكة ، طمعًا أن يتم المولى شفاء طفله في أسرع وقت .سفر والد أحمد وزياد إلى الولايات المتحدة لاستكمال جلسات العلاج :
سافر الأب مع ولديه إلى الولايات المتحدة ، وهناك قام الفريق الطبي في المستشفى بإجراء الفحوصات اللازمة من أجل إيجاد متبرع للطفل المريض ، وبالفعل تم إجراء الفحوصات اللازمة ، وتبين من خلال الفحوصات أن أحمد هو المتبرع المناسب الذي يتوافق مع أخيه ، وكان القرار صعبًا للغاية فأحمد مازال طفلًا كيف سيتحمل هذه العملية .ومع ذلك أصر هو على التبرع لشقيقه ، بالرغم من حداثة سنه ، وخوف والدته عليه من العملية ، ورفضها الشديد أن يكون هو المتبرع.شجاعة نادرة من أحمد الشمري في غرفة العمليات :
ومن الحكايات الرائعة التي يرويها والد الطفلين ، موقف مؤثر قام به نجله البطل الذي ضحى لأخيه ، وهو في غرفة العمليات ، ففي غرفة العمليات كانت المترجمة متواجدة معهم ، ومن طبيعة المستشفى أن يسأل الطاقم الطبي المتبرِع عن رغبته في التبرع ، وعن حالته النفسية ، ورغباته.وعند سؤال أحمد هل يريد شيئًا قبل دخوله غرفة التخدير ، قال نعم ، إذا احتاج أخي شيئًا وأنا مازلت تحت التخدير ، فخذوه ولا ترجعوا لي شيئًا ، فأثار ذلك إعجاب الحضور جميعًا ، لشجاعة هذا البطل .إجراء العملية للطفل المريض في مستشفى مايو كلينيك :
احتاجت العملية لمائة يوم لمعرفة مدى نجاح الزراعة بشكل كامل ، ولكن بشكل مبدئي نجحت العملية بحمد الله ، وكان يوم نجاحها عيدين بالنسبة له فذلك اليوم يصادف اليوم الوطني للمملكة ، كما يصادف نجاح عملية ابنه ، كما ذكر الوالد أن نجله أحمد في صحة جيدة ، حتى أنه خرج من المستشفى ، في حين أن زياد مازال بالعناية المركزة.منح الطفل أحمد راكان الشمري وسام الشجاعة من مستشفى مايو كلينك :
منحت المستشفى التي تمت فيها العملية وسام الشجاعة للطفل البطل تقديرًا لشجاعته ، وإحساسه بالمسئولية ، وأصبحت كلمته التي قالها في غرفة التخدير نموذجًا يحتذى به ، ومقولة سيذكرها أطباء المستشفى دائمًا .ونحن نشاهد صور هذا البطل تجد ابتسامات الرضا على وجهه ، بالرغم من ألمه ، وحزنه على أخيه المريض إلا أنه دائم الابتسامة .وتناقلت العديد من وسائل الإعلام هذا الخبر ، وقابله المتابعون بالكثير من البهجة والسرور ، فكم يحتاج الأطفال والشباب لمثل هذه النماذج الرائعة التي تبث فيهم روح الإخلاص وحب الغير ، عملًا بقول رسول الله صلّ الله عليه وسلم : لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، فالإيثار وحب الغير هي من أخلاق الصحابة التي نفتقدها اليوم وبشدة ، فنحن بحاجة أن ينتشر بيننا اليوم ، حتى نقضي على الفرقة والتشتت في كل مجالات الحياة.