تعد هذه هي الرحلة الثانية من كتاب رحلات جيلفر للكاتب المبدع جوناثان سويفت ، والتي أحدثت ضجة كبيرة جدًا عند إصدارها ، والقصة للطبيب يدعى لومويل جيلفر ، وكان لديه شغف كبير بالمغامرات ، وتعد هذه ثاني مغامرة له بعد رحلته في بلاد الأقزام ، وقد قابل فيها من الأهوال ما يضاهي رحلته السابقة.والتي نفد منها بأعجوبة ، وعاد إلى بلاده ، وقد قرر حينها ألا رحيل بعد اليوم ، ولكن اشتاقت نفسه للأسفار والمغامرات ، فودع الأهل والأحباب ، واستقل السفينة ليبحر بها بعيدا كعادته ، وفي هذه المرة كانت الهند وجهته .جيلفر في بلاد العمالقة :
لم يستطيع حب جيلفر لأسرته أن يردعه عن حب المغامرة ، فترك مبلغًا كبيرًا من المال لهم ، حتى يستطيعوا أن يحيوا حياة كريمة لحين عودته ، وأعد عدته للسفر والترحال مع مجموعة من البحارة على متن السفينة المتجهة للهند .ولكن لم تختلف رحلته تلك عن رحلته السابقة في مخاطرها ، وأهوالها فقد ضربت الرياح الشديدة والأمواج العاتية سفينة جيلفر حتى تحطمت ، ووجد جيلفر نفسه وحيدًا ، وقد قذفته الأمواج على شاطئ مجهول .ولكنه أحس شيئًا غريبًا ، وتسرب الخوف إلى قلبه حينما رأى رجالًا يبلغ طول الواحد منهم أكثر من خمسون مترًا ، فبعد أن كان عملاقًا في بلاد الأقزام ، صار قزمًا في بلاد العمالقة ، والتي تعرف ببربد نجاج .في قلب بربد نجاج :
كانت الحدائق في تلك المدينة تشبه الغابات ، والأبقار والخيول بحجم الفيلة ، وكان صوت العمالقة عند الحديث يشبه صوت الرعد ، ولحظه السيئ رآه بعض العمالقة ، وامسكوا به ، وكان من فرط الصغر يبدو كحشرة صغيرة على كف أحدهم .وبسرعة فكر جيلفر واستطاع الهرب حينما انحنى حامله ، فقفز على الأرض واختفي بين الحقول ، ولم يكن هذا سوى حقل للقمح ، استراح به جيلفر قليلًا ، وفجأة سمع صوت السكين الحاد يحصد ما فوقه من نباتات ، فصرخ ، وسمعه أحد العمالقة بصعوبة ، فكان صوته ضعيفًا بالنسبة لهم.وبالفعل حمله أحدهما ، وأخذ يحدث رفاقه عن هذا المخلوق الغريب الذي لم يروا شبيها له من قبل ، ووضعوه على المنضدة التي كانت أقرب لطريق ممتد في بلدة جيلفر ، فأخذ يجري عليها ذهابًا وإيابًا محاولًا الهرب ، فأخذوا يضحكون عليه كما لو أنه دمية صغيرة .صداقة تربط المخلوق الصغير بابنة المزارع :
وقرر أحد المزارعين العمالقة أن يأخذه كهدية لابنته ؛ لتتسلى به ، وبالفعل ذهب إلى المنزل ، ومنحها الهدية الصغيرة ، سرت ابنة المزارع كثيرًا بجيلفر ، وأخذت تعتني به كما لو أنه لعبتها المفضلة ، وللحق أحبها جيلفر كثيرًا فكانت تهتم به ، وتحكي لها عن بلادها ، وحضارة شعبها ، وطقوسهم في الزواج وعند الفرح والحزن ، وتعلم منها الكثير عن بلدة بربد نجاج الغريبة.ولكن رغم هذا لم تكن حياة جيلفر أمنه ، فقد تعرض للخطر حينما هاجمه فأر ضخم بحجم الأسد ، ولم لم يكن يحمل سيفه بيده ، لما استطاع الدفاع عن نفسه من هذا الفأر العملاق .جيلفر يدافع عن نفسه :
وفي مرة من المرات كاد أن يغرق في طبق الحساء ، ولكنه استغاث بصديقته ابنة المزارع ، وهي التي أنقذته ، وبعد أيام ركب قاربًا صغيرًا ليتنزه به ، وكان هناك ضفدع كبير يستريح بركن القارب ، فهجم على جيلفر وحاول إيذاءه ، ولكن استطاع جيلفر أن يمسك بالمجداف ، ويحاربه لمدة ساعة ، حتى استطاع أن يهزمه ويزيحه من على متن القارب .شعر جيلفر بالحنين إلى بلدته ، ولم يؤمن لوجوده في هذا المكان ، وفي مرة من المرات بينما كان يجلس في منزل صغير أهدته إياه ابنة العملاق ، سمع صوت رياح عاتية أخذت تشتد حتى اقتلعت البيت من نافذة الغرفة.العودة إلى الوطن :
وفجأة وجد نفسه طافيًا على وجه الماء ، وبعد أيام على هذا الحال ، رأى جيلفر سفينة قادمة باتجاهه ، فلوح لهم بمنديله واستطاعوا إنقاذه ، وتعجبوا كثيرًا من منظر بيته العائم ، ولكنه حكى لهم قصته التي بدأت منذ وصوله إلى بربد نجاج حتى أن وجدوه ، ولكنهم لم يصدقوه ، فأحضر من منزله الذي انتشلوه معه ، إبرة وخيطًا .كانت الإبرة بحجم قضيب الحديد ، والخيط أعرض من حجم حبال السفينة ، فأمن البحارة بكلامه ، وبعدها عاد جيلفر إلى موطنه ، واعتبروه بطلًا لأنه الوحيد الذي عاش مع العمالقة والأقزام ونجا من الموت أكثر من مرة.