الكاتبة مارتا سيربيانو درست اللغات القديمة بجامعة مدريد ، اهتمت بالبحث عن الأساطير القديمة ؛ وأعدّت كتابًا حول تلك الأساطير ، ومن بين الأساطير التي كتبتها ” لعنة الرجال بأولستر” والتي تشير إلى أسطورة أيرلندية .القصة :
كان كرونك المُزارع الأرمل يعيش مع أبنائه في أولستر بين الجبال ، وذات يوم بينما كان يجلس وحيدًا في منزله ؛ جاءت امرأة جميلة جدًا ؛ ودخلت المنزل وجلست به بكل راحة وسكينة وكأنه منزلها الخاص الذي تعيش به مع كرونك وأبنائه ، لقد ظهرت تلك المرأة بشكل غريب يثير التعجب ؛ ومع ذلك لم يسألها أحد من أسرة كرونك مَن تكون أو من أين أتت ؛ بل وافقوا أن تعيش معهم كواحدة من العائلة دون معرفة أي معلومات عن حياتها .بدا ظهور تلك المرأة كأنه نوع من أنواع السحر ؛ حيث ازداد كرونك ثراءً وحظًا منذ ظهورها أما باب بيته ، وفي إحدى الأيام قام ملك أولستر باستدعاء رجاله إلى العاصمة من أجل إقامة بعض الاحتفالات ؛ وكان كرونك من بين هؤلاء الرجال الذين تمت دعوتهم لتلك الاحتفالات ؛ ذهب كرونك إلى العاصمة وترك المرأة الغامضة في بيته بعد أن طلبت منه قبل أن يرحل ألا يتحدث مع أحد عنها ؛ فوعدها كرونك بذلك ؛ ومضى في طريقه إلى العاصمة .كان من بين الأجواء الاحتفالية بالعاصمة وجود سيارات تجرها الخيول في سباق هائل لتحديد الحصان الأسرع ؛ كانت جميع الخيول تهرول بسرعات فائقة من أجل تحقيق الانتصار ، أستمع كرونك إلى أصوات الحاضرين الذين كانوا يقولون : لا يوجد بالعالم أسرع من تلك الخيول ، فكان يهز رأسه في استنكار وأعلن ما يُكنه في صدره ؛ حيث أنه كان على يقين بأن المرأة التي تسكن بيته تستطيع أن تجري أسرع من تلك الخيول .جاء الملك إلى مكان السباق ؛ وطلب أن يرى المُزارع ثم قال : أتحداك أن ما تقوله حقيقي ؛ لأنك لو لم تستطيع إثبات ما قلته سيكون الموت بانتظارك ، أرسل الملك على الفور رسولًا إلى منزل كرونيك لإحضار تلك المرأة الغامضة ؛ التي حاولت استدراج الرسول لمعرفة سبب دعوتها ؛ ثم حاولت أن تتهرب منه بحجة أنها حامل ، ولكن الرسول المُرسل أخبرها أن الملك سيقتل زوجها إن لم تذهب معه.ذهبت المرأة إلى العاصمة ؛ وكان حملها يبدو متقدمًا ؛ مما جعلها تطلب العفو من الملك قائلة : أرجوك لا تُجبرني على الجري وأنا في تلك الحالة ، ولكن فضول الملك جعله يُصر على طلبه ليتأكد مما قاله زوجها .وقفت المرأة يائسة بين الرجال ؛ حاولت أن تحرك عواطفهم بحديثها أنها امرأة تستحق منهم الشفقة والرحمة ؛ غير أنهم لم يهتموا بتوسلاتها ؛ وبدأوا يلتفتون إلى الناحية الأخرى ؛ حيث لم تحرك كلماتها المؤثرة أي قلب من قلوب الحاضرين ؛ لذلك قررت أن تخوض تلك المسابقة من أجل إنقاذ المُزارع الذي أحبها منذ اللحظة الأولى التي دخلت فيها بيته .عند خط الانطلاق ؛ سألوا المرأة عن اسمها ؛ فعادت إلى الملك هامسة في أذنه : اسمي .. لقد حُفر هذا المكان في ذهن أبنائي ؛ إنني ماشا ابنة ساينريث وحفيدة إمباث ، كان يعلم الجميع ماشا ربة الخيول ؛ واحدة من المخلوقات التي تتميز بالسرعة الفائقة في الجري على الأرض .صمت الجميع حينما علموا بأمر ماشا وكأن الخرس قد أصابهم ؛ وأراد الملك أن يُوقف ذلك السباق ؛ ولكن لم يكن بوسعه العودة إلى الخلف ، اقتربت ماشا من الخيول واحدًا تلو الآخر وهي تداعب رؤوسهم قائلة : لا تخافوا أبدًا .. استخدموا كل قوتكم وطاقتكم في الجري ؛ لا تجعلوا غضبي يسيطر عليكم .حينما بدأ السباق ؛ ارتفعت خيول ماشا بقوة وتخطت خيول الملك ؛ كما عبرت الخط المًحدد للمسابقة ، ولكنها سقطت على الأرض تعاني من آلام المخاض التي هاجمتها فجأة ؛ إلى أن أنجبت توأمين ورفعتهما كل طفل على ذراع ثم ماتت .ومنذ ذلك الحين حلّت اللعنة بكل رجال العاصمة الذين لم يستمعوا إلى توسلات ماشا ؛ حيث أصابتهم آلام المخاض وكأنهم نساء ؛ خلال خمسة أيام بعد وفاة ماشا ، وبعد ذلك الحدث المؤسف سُميت العاصمة أولستر باسم ماشا .القصة مترجمة عن اللغة الإسبانية
بعنوان : La maldición de los hombres en el Ulster