قصة ندم

منذ #قصص عالمية

الكاتبة كيت شوبان وُلدت عام 1854م بالولايات المتحدة الأمريكية ؛ وتُعتبر إحدى رائدات الأدب بالقرن العشرين ؛ كتبت العديد من القصص للكبار وللأطفال ، ونشرت العديد من أعمالها في بعض الصحف والمجلات ، توفيت عام 1904م ؛ ومن بين القصص القصيرة التي كتبتها قصة “ندم”.القصة : تتميز مامزيل أورلي بقوة شخصيتها ؛ كانت ذات خدين ورديين ، وشعر غيرت لونه من اللون البني إلى الرمادي ، كما تميزت بالعيون الحادة ؛ كانا ترتدي قبعة خاصة بالفلاحين ، وكانت ترتدي مِعطف خاص بالجيش حينما كانت تشعر بالبرد ؛ وأحيانا كانت ترتدي حذاء عالي .لم تؤمن مامزيل أورلي بالزواج مطلقًا ؛ حيث لم تقع في الحب طيلة حياتها، تلقت عرضًا للزواج وهي في سن العشرين ؛ ولكنها رفضت في الحال ؛ وحينما وصلت إلى سن الخمسين لم يعد هناك حياة لكي تندم عليها .كانت تعيش وحدها في هدوء منعزلة عن العالم الخارجي ؛ لم يكن معها إلا كلبها الذي كان يُدعى بونتو ، كما عاش بالقرب منها مجموعة من الزنوج الذين عملوا في حقلها ، وكانت تمتلك بعض الطيور والأبقار وبين ؛ وأيضًا كان لديها بندقية (كانت تضرب بها الصقور) ؛ كانت تلك كل ممتلكاتها الخاصة ؛ بالإضافة إلى ديانتها .ذات صباح وقفت مامزيل بالقرب من معرضها ؛ الذي أحاطه مجموعة من الأطفال الصغار جدًا ؛ وكأنهم تساقطوا من السماء ؛ لم تعتاد مامزيل على مثل هذا المشهد ؛ لذلك لم يكن مُرحب بهم ؛ كانوا أبناء جارها أوديل الأقرب من حيث السكن ؛ لكنه لم يكن مُقرب منها بشكل شخصي .لقد ظهرت المرأة الشابة قبل خمس دقائق ؛ وكانت مُحاطة بهؤلاء الأطفال الأربعة ؛ حيث كانت تحمل ابنها الصغير لودي على ذراعها ؛ وأمسك تنومي بذراعها الآخر ، بينما تابعتها ماركلين وماركليت بخطوات متمهلة .بدت المرأة ذات وجه أحمر تشوه من كثرة الدموع والحزن ؛ حيث تم استدعائها إلى بلد أخرى لزيارة أمها التي أُصيبت بمرض خطير ، وكان زوجها يعمل بعيدًا عنها في ولاية تكساس ، وكان يبدو لها الطريق وكأنه مليون ميل ، كان في انتظارها رجل يُدعى فالسين لينقلها بالعربة إلى محطة القطار .قالت المرأة الشابة حينما رأت مامزيل تقف أمامها : ليس عندي شك في أنكِ ستقبلين مساعدتي ؛ حيث أريد أن أسافر لأرى أمي المريضة ولا أستطيع أن أحمل صغاري معي ؛ هل من الممكن أن يبقوا تحت عنايتك لحين عودتي ؛ أو لحين عودة زوجي من عمله .تركت المرأة صغارها يزحفون بالقرب من خيط من الظل الذي يحيط الغرفة ؛ وكانت هناك بعض أشعة الشمس البيضاء التي تخترق المكان ، وتواجدت بعض الدجاجات التي تخدش بقدميها في العشب ، وكانت رائحة الورود تفوح في أرجاء المكان ، وصوت الضجيج يرتكز بالمزرعة .نظرت مامزيل إلى الأطفال بنظرات حادة ؛ وكانت ماركليت تحاول أن تُخفي دموعها ؛ تأملتهم مامزيل للحظات وهي تفكر ماذا تفعل ؛ ثم بدأت بإطعامهم ، إذا كانت مهام مامزيل داخل بيتها ومزرعتها تبدأ وتنتهي بشكل طبيعي ؛ إلا أنها أعلنت حالة الطوارئ لأن الأطفال الصغار ليسو خنازير ؛ حيث يحتاجون إلى عناية من نوع خاص ، وتركيز شديد .لم تتكيف مامزيل في إدارتها للأمور الخاصة بالأطفال خلال الأيام القليلة الأولى ؛ فكيف لها أن تعلم أن ماركليت تبكي حينما تسمع صوتًا عالميًا ؛ كما اكتشفت ان نومي يحب الزهور الموجودة بالحديقة ، وكان الأطفال يخبرونها بما كانت تفعله أمهم لأجلهم .لقد غيرّ الأطفال كثيرًا في حياة مامزيل ؛ التي كانت تشعر بمسؤوليات أكثر ؛ فدخلت ذات يوم لتنجز بعض المهام ؛ إلا أنها جلست باكية بصوت متشنج يشقه الحزن ؛ حيث حضر أوديل بشكل مفاجئ وغير متوقع بعد أسبوعين ليأخذ أطفاله ويترك مامزيل لوحدتها وندمها على ما فات من سنوات عمرها الضائعة .القصة مترجمة عن اللغة الإنجليزية
بعنوان : Regret

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك