قصة boots أو الحذاء من روائع قصص أنطون يتحدث فيها عن رجل يبحث عن حذاءه كان دائم القول أن مريض ويريد الشفقة من الناس .نبذة عن الكاتب :
هو أنطون تشيخون من أعظم كتاب القصة على مر العصور ومن أروع القصاصين في روسيا ، كتب أنطون قصص مرحة ومقالات لصحف شعبية ، ناقشت أعماله قضايا المجتمع الروسي والقيم الاجتماعية والأخلاقية .القصة :
قال ضابط البيان مركين سيمون أيها الساقي لو أن إنسانًا لمح وجهه الممتقع في هذه اللحظة لظن أنه وقع على شبح يتراقص في غرفته ، ما كان يرى الخادم وهو قادم نحوه ثم قال في هيعة وفزع سيمون بالله عليك ماذا تعني بذلك ، إني رجل منهوك ومصاب بمرض مزمن النقرس جعلنى أسير حافي القدمين ، فأين حذائي لماذا لم تأتني به .فراح يدقق بالمكان الذي اعتاد أن يترك فيه الحذاء بعد تنظيفه ، ثم قال لقد أختفى الحذاء ، وبدأ يردد بصوتٍ خافت كيف تأتي تلك الأشياء اللعينة ، يُخيل إلي أني نظفتها بالمساء وتركتها هنا ، لعلي تركتها في غرفة أخرى ربما غرفة أفاناسي بجورتش ، لقد كانت أمامي كومة من الأحذية ، قالت لابد أن حذائك في غرفة السيدة التي تليك .والآن تدفعيني أن أوقظ سيدة من أجلك ذهب وترك الباب بحذر ثم سمع صوت سيدة تقول من هناك فراح الرجل يتوسل ويقول معذرة لإقلاقك يا سيدتي ولكني رجل منهوك ومريض وقد أشار الطبيب إلي بتدفئة قدمي وعلي أن أذهب في الحال لجنرال شفليتسن ولا يمكنني الذهاب حافي القدمين .قال أقصد الحذاء معذرة أن سيمون الخادم الغبي نظفه وتركه في غرفتك بالخطأ ، فأشفقي على ضعفي وناوليني الحذاء ، ثم انفتح الباب وألقت زوجًا من الأحذية إلى مركين فشكرها ، وذهب لغرفته وقال عجبًا إنه يخيل إلي أنه ليس حذائي مع ذلك كل الحذاءين لا يصلحون إلا للقدم الشمال ، سيمون هذا ليس حذائي ، فحذائي له لسان أحمر وليس به ثقوب وهذا خال من الألسنة الحمراء وممتلئ بالثقوب .فهذا حذاء باقل ألكسندتش من هذا ، هو الممثل إنه يحضر هنا كل ثلاثاء ، لابد أن أخذ حذائي بدلًا من حذاءه ، أحسب أني وضعت حذاء كل منهما في غرفة ، فقال سيمون إذهب واسترد حذاءك لقد خرج الآن ، فقال من العبث أن نبحث عنه فقال ألا تدري أين يسكن ، لا شيء سوى أن ننتظر ليوم الثلاثاء ، قال مركين ما عساي أن أصنع الآن يجب أن أذهب لموعدي أأأأة تكاد قدامي أن تتجمدا .فقال له الخادم يمكنك أن تجد حذاءك قبل هذا ارتدي هذا وامض به حتى المساء ثم أذهب إلى المسرح وأسال عن الممثل إذا لم تسرع سوف ننتظر ليوم الثلاثاء ، فالتقط الحذاء وبدأ يتساءل كيف تعلل أن الحذائين لا يصلحون إلا للقدم الشمال ، قال سيمون وقد نفذ صبره أي قدر قذف بهذا الممثل إنه أفقر خلق الله أين الممثل الذي يقدر على شراء حذاء ، راح يصخ أمسك لسانك ولا تجعلن أبطش بك ، ألا تدري أني أقوم بتمثيل الأمراء والعظام ، انصرف إلى حذائك إنها قلة من هؤلاء الممثلين ، لو أني الحاكم أمره وأي شخص ذو سلطة لجمعت هؤلاء الممثلون وزججت بهم في أعماق السجون .التقط مركين الحذاءين ولبسها ، ونهض يعرج خطواته وأمضى يومه كان يتوهم أن الجميع يتطلعون إلى حذاءه الذي عفى عليه الزمان ، بلى كعبة وذهب لونه وقد أصيب قدماه بالتورم من جراء ما يعانيه من آلام شتى .أسرع مركين بالمساء للمسرح كانت تمثل مسرحية الطائر الأزرق ، كانت المسرحية تشرف على النهاية ، ذهب لغرفة الممثلين كل منهم منهك في شيء ، وكان الطائر الأزرق يعرض على الملك بوبش ويقول يجمل بك أن تشتريها فقد ابتعتها من كيرسك بثمانية ولكني سوف أدعها لك نظير ست فقط .فأخذ مركين يقول بصوت شاع فيه التوسل ، معذرة لإزعاجك ولكني رجل مريض قال الطبيب أني لابد من تدفئة قدمي ، ولكن أين ما تريد ، فقال مركين يخاطب الطائر الأزرق ألست تذكر أنك الليلة الماضية في خان بيهتياف في الفرفة رقم 64 ، قال الملك إنها غرفة زوجتي ابتسم مركين وقال زوجتك هذا يسرني إن زوجتك طيبة وقد أشفت علي وناولتني حذاء هذا الرجل ، أشار مركين إلى بليستنوف فقدت حذائي ولم أعثر عليه .فاستدعيت الساقي وسألته عن الحذاء فأجانبي أنه تركه بالغرفة المجاورة خطأ ، فقال الممثل وهو غاضب أتيت إلى هنا لكي تتهمني باطل ، فقال لا يا سيدي حاش لله لقد أسأت فهمي ألم تمضي ليلتك في غرفة 64 ، قال متى قال ليلة أمس ، قال أبصرتني هناك ، قال لا يا سيدي وخلع الحذاء ولكن زوجتك ألقت بحذائك بدلا من حذائي ، إنك تمس عفاف سيدة ثم ارتفع صوت المناظر المسرحية لقد أهوى الملك في شرفته ، وسقطتا في غيبوبة وصاح الطائر الأزرق أو صدقته أو صدقت الصعلوك الحقير أتود أن ابسط به الأرض .وراح كل منهم يسير بالقرب من المسرح الصيفي يتذكر أنه قبيل الفصل الرابع شاهد رجل حافي القدمين ، شاحب اللون ، ولكن شاع في هذه الفترة أن مركين ضابط البيان التزم فراشه لا يغادره لمدة أسبوعين بعد أن قابل الممثل وأضاف لجملته المعهودة أن رجل مريض مصاب بالنقرس جملة جريح الفؤاد .