قصة الخبز

منذ #قصص عالمية

الكاتبة مارجريت آتوود وُلدت في كندا عام 1939م ؛ وهي كاتبة روائية وشاعرة نالت شهرة واسعة في العصر الحديث ؛ كما كتبت العديد من القصص القصيرة ، وحصلت على جائزة آرثر سي كلارك في مجال الأدب ؛ كما نالت العديد من الأوسمة والجوائز ؛ من بين القصص القصيرة التي كتبتها قصة “الخبز”القصة :
تخيل تلك القطعة من الخبز والتي احتفظت بمكانها على طاولة الطعام بالمطبخ ؛ وموضوعة في كيس بلاستيكي وبجوارها السكين الخاص بتقطيع الخبز ، وكان ذلك السكين قديم جدًا حيث تم بيعه بإحدى المزادات ؛ كانت كلمة خبز منحوتة على خشب الطاولة ، عليك أن تفتح الكيس وتسحب الأرغفة إلى الخلف .قم بتقطيع الخبز إلى قطع صغيرة ؛ ثم ضع تلك القطع في زبدة وفستق ؛ بعد دقائق من التقليب ستتحول إلى لون غامق ، وعليك أن تستمتع بمذاقها على لسانك ثم تتلذذ بأكلها ومضغها ؛ إنها قطع الخبز السوداء ؛ ولكن هناك أيضًا نوع من الخبز الأبيض موجود بالثلاجة منذ الأسبوع السابق ، حينما تصنع الخبز من أجل أن تملأ المعدة يبدو شيئًا مُريحًا أثناء إعداده بيدك .عليك الآن أن تتخيل المجاعة وأنت في غرفة مغلقة وبجوارك قطعة خبز واحدة ؛ أنها حقيقة لا مفر منها ؛ حيث تتواجد على مرتبة صلبة بغرفة دافئة وأرض جافة ، وأختك الأصغر موجودة معك بنفس الغرفة ؛ وبدت تتضور جوًا ؛ كما أن الذباب يحط على الأعين التي تورمت من فرط الحزن ؛ وبجوارك قطعة قماش قذرة ولكنها رطبة تستطيع أن تُمررها على الشفاه والجبين من أجل تخفيف ألم العطش والجوع ؛ ومازالت نفس قطعة الخبز الموجودة منذ أيام موضوعة بجوارك .مازلتَ تشعر بالضعف أمام تلك القطعة من الخبز ؛ مازلت تفكر في ذلك الوضع ؛ إلى متى سيستمر هكذا؟ تريد أن تخرج إلى العالم الخارجي لتحصل على الخبز الذي يُشفي عليلك ؛ إنه نفس الاحساس بالجوع ولكنها قطعة خبز واحدة ؛ إما أن تعطيها لأختك أو تقتسمها معها ؛ كما أن لديك فرصة للبقاء على قيد الحياة ؛ مازلت تتساءل كم من الوقت سيستغرق لاتخاذ قرار بشأن قطعة الخبز ؟تخيل ذلك السجن الذي تعرفه جيدًا ؛ لكنك لم تُخبر أحد من أصدقاءك عنه يومًا ما ؛ فهناك في السجن يعلمون أنه مهما بلغ عدد أصدقاءك فإنهم سيتم القبض عليهم إذا قمت بالتحدث إليهم عن ذلك السجن وقد يتم قتلهم ؛ وإذا لم تتحدث ستظل هكذا تفكر في ذاك الليل الطويل ؛ بل إنك لن تفكر إلا في تلك القطعة الركيكة من الخبز ، دائمًا تفكر في القرار الذي سيتخذه عقلك وكم من الوقت سيستغرق .كانت قطعة الخبز تذكرك بأشعة الشمس الذهبية حينما تقع على الخشب ، كنت تتذكر تلك الطاولة الموجودة بمطبخك وهي تحمل ذاك الوعاء المليء بالفواكه الطازجة ؛ لم يكن يؤلمك الجوع بقدر ما يؤلمك ذلك المشهد الذي عهدته في مطبخ ؛ الآن تُسول لك نفسك بالأكل من قطعة الخبز ؛ ولكن لازالت هناك وساوس تخبرك بأنها قد تكون سبب موتك .كانت هناك شقيقتان أحدهما كانت ثرية جدًا وليس عندها أبناء ؛ والأخرى كانت فقيرة وأرملة وعندها خمسة أبناء ؛ فذهبت تلك الفقيرة إلى أختها الغنية لكي تتوسل إليها بأن تمنحها طعام قائلة : أبنائي يموتون جوعًا ؛ فأجابتها الغنية : ليس عندي ما يكفيني ، وحينما عاد زوج الغنية أكل من قطع الخبز الموجودة في الإناء ؛ ثم شعر بالألم يهاجم جسده وبدأ ينزف إلى أن فقد الحياة ، تلك القصة الألمانية تحمل رسالة واضحة والجميع يعرف معناها ؛ وتلك القصة هي التي كانت مسيطرة على عقلك .أمامك الآن الخبز برائحة الخميرة التي تفوح منه ؛ تستطيع أن تنظر إليه ؛ تستطيع أن تلمس ؛ تستطيع أن تشم رائحته ؛ ولكن هل تستطيع أن تثق به وتأكل منه ؛ لك أن تتخيل ذاك الاحساس المرير .القصة مترجمة عن اللغة الإسبانية
بعنوان : El pan

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك