قصة وفاء

منذ #قصص عالمية

أغرب حوادث السفر وما تعبر عنه من وفاء غير مسبوق يرويها جي موسان عبر قصة توضح أغرب حادثة تعرضت لها الكونتيسة ماري أثناء سفرها .نبذة عن المؤلف :
جي دي موسان من أشهر أدباء القصة الصغيرة في القرن المنصرم ، تميزت أعماله بالتفرد الشديد ولد عام 1893م ، وتوفى عام 1850م .القصة :
كانت عربة القطار غامرة بالركاب وكانت الأحاديث تدور على ألسنتهم بعد أن تعارفوا ، وحين مر القطار على ثاراسكون قال أحدهم ، في هذا المكان تجري حوادث القتل وهنا انطلق الركاب يتحدثون عن سفاح مجهول أعجز الأمن وأخذ منذ عامين يعيث فتكًا للأرواح بأرواح المسافرين وكل منهم أخذ يدلي برأيه .وأفاض المسافرون في سرد القصص المرعبة والمصادفات المفزعة فكل حاضر بالقطار كان يعلم حادثة من هذا النوع فمنهم من قال أن لصًا صرع جنديًا في ظروف غامضة ، وأراد طبيب اعتاد كل شتاء عبور جنوب فرنسا ، فقال لهم أما أن فلم يسعدني الحظ اختبار شجاعتي في ظروف كهذه يبدو أن أعرف سيدة من زبائني المرضى توفيت الآن حدث لها أغرب حادث يمكن أن يحدث في العالم .كانت روسيى وتدعى ماري بارانواي لها جمال ساحر وحسن رائع أنتم تعلمون كم هن جميلات فيهم مزيج من الوقاحة المغرية والكبرياء الحلو ، لقد كان طبيبها منذ سنين عديدة يراها مهددة بمرض صدري وكان يسعى كثيرًا أن يحملها على السفر لجنوب فرنسا من أجل الاستشفاء ولكنها كانت ترفض بإصرار شديد .ولكن في الخريف الأخير أيقن الطبيب أنها هالكة فأقنع زوجها الكونت بالإيعاز لها بالسفر إلى مانتو ، فاستقلت القطار وجلست في مقصورة وحدها بالعربة أما خدمها فقد شغلوا غرفة بجوارها ، وهنالك ظلت حزينة بالقرب من نافذة القطار تنظر للجبال والقرى ، وعند كل محطة كانت وصيفتها مستعلمة هل هنالك شيء ينقصها كان خادم قديم في خدمة مولاته ودخل العربة عليها رجل عاري الرأس جريح الذراع يلهث وهو في ثياب الماء فأغلق باب العربة وجلس يحدق بعينين لامعتين لجارته ، وربط كتفه التي تنزف فشعرت بالخوف ، لم تنطق بكلمة لعجزها .استمعت له وقلبها خافق من الذعر ، وقال إني لست مجرمًا أيتها السيدة وظلت ملتزمة الصمت وبدت لها حركة فجائية سقط الذهب منها فدهش الرجل وأخذ يحدق ثم مال فجأة على الأرض لالتقاطه أما هي هربت من باب عربة القطار ، لكي تقذف بنفسها فوثب من مكانه وأمسكها وأجبرها على الجلوس .وقال لها لست شريرًا ، ودليل أني سوف ألتقط الذهب وأعيده إليكِ ، وقال لها إني رجل هالك ومحكوم علي بالموت ، إن لم تعيني على اجتياز الحدود الروسية سأكون هالك وبعد ساعة سنصل أخر الحدود الروسية ، وقال أقسم لك أني لم أقتل أحدًا ولا اقترفت سرقة ولا جرمًا ، أحلف لك على هذا وليس بمقدوري أن أزيدك القول ، ثم جثا الشاب على ركبتيه يلتقط القطع الذهبية للسيدة ، ناولها إياهم ثم انتقل وجلس في زاوية عربة القطار وظل الاثنان صامتين ، ثم لقالت للوصيف إيفان ارجع إلى زوجي الكونت فأنا لا احتاج إليك وقاطعته وقالت لن تأتي معي .فلبى الخادم الأمر ثم قالت هذه الملابس لك فأنت من الآن إيفان ، بشرط ألا تكلمنى أو تفتح معي بابًا للحديث ، وبعد فترة دخل الموظفون فأعطت لهم أوراق السفر وقالت هذا تابعي إيفان واستأنف القطار الجريان ، ثم قال لها اعذروني لو أني اخللت الشرط معك ولكني حرمتك من خادمك هل تحتاجين إلى أمر لكي أنفذه فقال نعم استدعي وصيفتي وغادر العربة ليقوم بما أمرته واختفى .ثم سكت الطبيب وقال في ذات يوم بينما كنت استقبل زبائني شاهدت فتى ، يقول سيدي الطبيب لقد جئت استعلم منك عن صحة الكونتيسة ماري فقلت لها إنها مشرفة على التلف ، ولن ترجع إلى روسيا ثانية ، فبكى الفتى وفي نفس المساء أخبرت الكونيسة أن غريبًا سأل عنها ، كان حبًا بين شخصين لا يعرف كل منهما الأخر ، أما هو تعلق بها قلبه ، وهي المهجورة المتروكة من الأهل والزوج ، ومات الكونتيسة في الساعة السادسة في صباح يوم فأقبل الفتى باهت اللون وقال لي أتمنى رؤيتها لحظة فرافقته لغرفة المتوفاة ثم انفلت من الغرفة ثم قال الطبيب وهذه هي أغرب حادث أعرفها عن السفر .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك