قصة الشيخ عمر عبدالجبار

منذ #قصص نجاح

يزخر تاريخنا العربي المعاصر بكثير من الأعلام ، الذين نشروا النور في عالمنا وارتبطت أسماؤهم بنهضة البلاد ، هؤلاء الرواد هم قناديل الطريق ومصابيح الظلام ، ويستحق تاريخهم تخليده ليذكره أبناؤنا ، وقصتنا اليوم عن رائد من رواد التعليم يرجع إليه الفضل في تعليم الفتيات في المملكة وتحديدًا مكة المكرمة ، إنه الشيخ عمر عبد الجبار رحمه الله .حيث ارتبط اسمه بنهضة تعلميه واسعة لتعليم المرأة السعودية ، ففي عصره لم يكن في مكة أية مدرسة لتعليم الفتيات ، وقد لاحظ الشيخ رحمه الله خطورة هذا الأمر على المجتمع السعودي ، خاصة بعد الإقبال الشديد من الشباب على الزواج من المتعلمات من خارج البلاد ، فرأى أن تعليم المرأة السعودية يساعد على استقرار المجتمع أكثر حيث يقبل الشاب على الزواج من بنت بلده .دوره التعليميّ :
لم يقتصر دور الشيخ التعليميّ في مكة المكرمة فقط بل امتدّ إلى كثير من الدول الإسلامية في اليمن والعراق ودول شرق آسيا ، وكتبه تدرس بها إلى الآن ، فقد كان رحمه الله معلمًا للغة العربية ، كما كان مؤلفًا بارزًا في تأليف المناهج المناسبة للمراحل التعليمية المختلفة ، كما كان مؤرخًا بارزًا كَتَبَ عن أعلام مكة المكرمة ، وعلمائها في القرن الرابع عشر الهجري .خطوات على طريق النهضة:
أنشأ الشيخ مدرسة الزهراء أول المدارس المختصة بتعليم الفتيات في مكة ، وأنفق عليها من ماله الخاص ، حيث لم يقصد بهذا العمل الجليل ربحًا ماديًا ، بل كان يهدف إلى مواصلة جهده في التعليم . وكانت بدايات مدرسة الزهراء صعبةً ومرهقة .وذكرت مديرة المدرسة في ذكرى تأسيسها : أنها كانت تقابل الطالبات وتوزعهن على الفصول ، وكان الشيخ يقابل أولياء الأمور ، كما وفر الشيخ المواصلات لتأمين نقل الفتيات من وإلى المدرسة ، كما تم تجهيز المدرسة بفناء واسع وألعاب للأطفال ، وغرف للتدبير المنزلي لتعليم الفتيات التطريز وغيره ، كما سافر الشيخ لاستقطاب الكفاءات العلمية لإدارة المدرسة ، وتضمنت المدرسة المراحل التعليمية من الروضة حتى التعليم الجامعي.نشأته:
ولد الشيخ وترعرع في مكة المكرمة وتلقى العلم في الحرم المكي على أكبر العلماء في عصره ، ثم انضم إلى المدرسة العسكرية فجمع بين العلم والحياة العسكرية بجدتها وأعمالها القاسية وكان ذلك في زمان الدولة الهاشمية ، حيث كانت تلك أول مدرسة عسكرية من نوعها في بلاد العرب .المناصب التي تقلدها الشيخ:
تقلد الشيخ كثيرًا من المناصب التي تدل على أهميته ومكانته العلمية والعسكرية ، فقد عُيّن مديرًا لشرطة الآداب وضابطًا بالأمن العام ، كما عين مديرًا لدار الأيتام ، ومساعدًا لمدير المعهد العلمي السعودي ، ومفتشًا في أمانة العاصمة بمكة ومديرًا عامًا للجوازات ، بالإضافة لعضويته في مؤسسة مكة للطباعة.حياته العلمية وخدمته للعلم:
كان الشيخ رحمه الله مؤلفًا عظيمًا ، فكان أول من ألف المناهج باللغة العربية و، قضى في التأليف عشرة أعوامٍ ، وعندما أراد أن ينشر العلم فكّر في بناء مكتبةٍ تضم الكثيرَ من الكتب في مختلف المجالات لتصبح منارةً يشع منها ضوء العلم في مكة المكرمة.وكان للمدرسة التي أسسها الشيخ دورٌ كبيرٌ في نشر الثقافة بين الطالبات فقد كانت المدرسة تصدر مجلة ، وسعت المدرسة إلى تقديم المعارض وتنظيمها لعرض أعمال الطالبات ، ليس ذلك فقط بل امتد أثر الشيخ إلى تسهيل وتيسير طباعة الكتب لعدد من العلماء دعمًا منه للعملية التعليمية نذكر منها كتب الإمام محمد بن عبد الوهاب ، كما طبع كتب السير والتراجم لأعلام مكة المكرمة في القرن الرابع عشر الهجري.أنواع المناهج التي ألفها الشيخ:
تدل المناهج التي ألفها الشيخ على قدرة عظيمة لا يملكها إلا القليلون ، فقد ألف الشيخ مناهج في الحساب الحديث ، والصحة العامة ، والمحفوظات ، وهي مناهج مبسطة للأطفال غرضها تقديم العلم للأطفال في ضوء الدين الإسلامي الحنيف ، بلغة سهلة واضحة بعيدة عن التعقيدات والإشارات الضمنية.وفاته :
توفي الشيخ في مكة المكرمة في السادس عشر من شهر الله المحرم من عام 1391هـ ، للهجرة النبوية المشرفة ، ودفن بمقابر المعلاة بمكة المكرمة ، بعد أن قدم نهضة علمية عظيمة لمجتمعه سيذكرها التاريخ رحم الله الشيخ رحمة واسعة.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك