قصة التاجر عبد الله الخليفة

منذ #قصص نجاح

عبد الله الخليفة تاجر من أبناء المملكة بدأ عمله في تجارة الخيل ، ومن ثم الملابس الجاهزة والأقمشة ، وكان من أوائل التجار الذين سافروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، عرف عنه كثرة أسفاره ومغامراته ونجاحه الكبير في عالم التجارة .الميلاد والشباب :
ولد عبد الله بن خليفة بن سعيدان الخليفة عام 1290هـ في مدينة بريدة ، وكان من قبيلة العقيلات والتي عرف عنها أنها تتاجر في الماشية في بلاد الشام ، اهتم عبد الله بعمل العائلة وأكمل عمل والده .توفي والده قبل أن يكمل عشرون عام وبالتالي أستكمل طريق التجارة ، ولكنه طور العمل وأصبح يتنقل بين المدن والأقاليم المختلفة في الشام ، وكذالك سافر إلى مصر مع صديقه حمود المطلق ، وكان هذا الصديق يملك إسطبل للخيول ومن هنا بدأت تجارة الخيل .بدأ رحلته في التعلم عن الخيل الأنواع والصفات والأصل ، وفي عام 1327هـ انتقل إلى مصر وشارك بعض التجار من أمريكا ، والذين كانوا يرغبون في شراء خيول عربية أصيلة ، بالفعل أشترى التجار من عبد الله الخليفة معظم الخيل ، ولفت نظرهم ذكاءه وخبرته .بالتالي سعى التجار للاستفادة من مهارات وخبرات الشيخ عبد الله ، وحين عرفوا بأمانته الشديدة حرصوا على استمرار العمل معه ، ومن هنا سافر إلى أمريكا وتسلم هناك الكثير من الأموال ، ومن بعدها عاد إلى الإسكندرية .العمل في أمريكا :
حين وصل الشيخ عبد الله الخليفة إلى أمريكا كان رجل عربي غريب ، لا يعرفه إلا التجار الذين تعامل معهم في مصر ، والذين أتمنوه على إيصال بضائعهم ، وحين كان هناك تعرف على رجلين عربيين ، تعرف عليهما حين سمعهم يتحدثون باللغة العربية ، وكان حينها يشتاق لسماع أي كلمات عربية .شعر بالفرح والسرور بعد وحدة وغربة ، كان الرجلين من لبنان وجمع بين ثلاثتهم مشاعر القومية العربية والتضامن العربي ، وشعورهم بأن جميعهم من أبناء الأمة العربية وبالتالي مصائرهم مشتركة ، وثقافتهم موحدة وبالتالي لابد وأن يتحدوا معًا .شراكة جديدة :
بدأت شراكة بين الرجال الثلاثة عبد الله والرجلين اللبنانيين الذين تعرف عليهم في أمريكا ، بعد أن تشاركا الطعام وتعرفا ، وبالتالي قرروا أن يستغلوا وجودهم سويًا في العمل والاستثمار .كان حينها عبد الله يقبض أرباحه بالنقود الذهبية ، وهو ما حذره منه الرجلان حيث أنه بذلك يمكن أن يتم سرقته ، فسأل عبد الله ماذا يجب أن يفعل ، واقترحا عليه أن يستبدل أمواله ببضائع يشتريها ومن ثم يبيعها ، ولكنه لم يكن يعرف الكثير في أمريكا وطلب منهم مساعدته .بالفعل أخذ حد الرجلان أموال عبد الله وذهب ليشتري بها ملابس جاهزة ومن هنا بدأت تجارة جديدة ، فقد بدأ عبد الله الخليفة في تجارة الملابس الجاهزة ، نجح عبد الله الخليفة في هذه التجارة وساعده في ذلك مهاراته في البيع والشراء ، كذالك الأمانة والخلق الطيب الذي كان يتمتع بها .وقد رزقه الله اثنان من أوفى الرجال ، فقد استمرت التجارة بين الشركاء الثلاثة طويلًا ، وقد حرصا على مصلحة بعضهم البعض ، حتى أنهم كانوا يبيعون بدلًا من عبد الله في حالة لم يكن متواجد ، توسعت التجارة واستمرت الصداقة والعلاقات الطيبة .تجارة الأعشاب :
في مرحلة لاحقة اقترح أحد الشركاء العمل في السقط وهو ما يعني العقاقير العشبية كما يسميها أهل نجد ، تمكن الشركاء من تحقيق أرباح جيدة من هذه التجارة بالفعل ، وأدى ذلك إلى التوسع بمحل خاص بعبد الله الخليفة وحده لبيع العقاقير .عاد عبد الله الخليفة إلى نجد عام 1333هـ وذلك بسبب المعركة التي أطلق عليها معركة الجراب ، كما أن العالم في هذا الوقت كان يشهد مقدمات الحرب العالمية الأولى ، ولكن ذكاء التاجر في عبد الله جعله يستثمر طريق العودة .فقد حرص في طريق إلى بلاده المرور على الهند ومن ثم البحرين ، وبالطبع حمل معه بضائع مختلفة من البلاد التي مر بها ، فقد أحضر أقمشة وكان لديه خبرة كبيرة بأنواع الأقمشة ، كذالك طرق التفصيل والتطريز ، كذالك أشترى العديد من أنواع العطور الشرقية .الرؤية سبب الاستقرار :
في أحد الأيام حين كان عبد الله في أمريكا حلم بوالدته تطالبه بالعودة إلى الوطن ، كانت تريد أن تراه قبل أن تموت ، وهو ما جعله يتعجل الرحيل والعودة إلى نجد وتحديدًا في بريدة حيث تسكن والدته ، واستمرت التجارة والعمل لعبد الله في العديد من المجالات ، ونجح فيها ، وكان محل فخر لأسرته وأهل مدينته كلهم .الوفاة :
كان عبد الله الخليفة من الرجال الذين عُرف عنهم التقوى والصلاح ، بل وكان حريص على أداء فرائض الدين ، وكان كريم ويحب خدمة الفقراء والمحتاجين ، مرض عام 1392هـ وسافر إلى الرياض للعلاج ولكنه توفي وسط حزن الكثيرين .كان عبد الله الخليفة بمثابة أسطورة لأهل قريته بريدة ، فقد كانوا يتداولون أخباره وقصص أسفاره ، وماذا فعل في بلاد الغرب ، وكيف تمكن من عمل تجارة ناجحة في الخارج والداخل .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك